المحتوى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأُسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: حياكم الله أيها الإخوة والأخوات مع الدرس الخامس من المجموعة العاشرة من سلسلة "التطبيقات النفسية والتربوية من الكتاب والسنة"، وهو عبارةٌ عن وقفاتٍ تربويةٍ ونفسيةٍ من رسالة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة".
نبذة عن طبيعة الاختبار في نهاية الدورة
قبل أن نشرع في الكلام ورد استفسارٌ من بعض الأخوات عما يتعلق بالاختبار بعد انتهاء هذه الدورة، فيسألن عن الأسئلة.
وأنا أقول: لا يكون شغلنا الشاغل الاختبار والأسئلة وجائزة الخمسة آلاف ريال، فنُصبح مثل الطالب في المدرسة: شغله الشاغل هو الاختبارات، وإنما المهم هو الاستفادة، وكيف نستطيع أن نتخلص من المُنَغِّصات في هذه الحياة، ونعيش وسائل الحياة السعيدة من خلال هذه الرسالة القَيِّمة؟
ولا نمنع من السؤال والتفكير في هذه المسائل، فهذا لا بأس به؛ لأن مَن سأل من الأخوات يقلن: كانت عندنا مشكلةٌ في الصوت، وفي وصول بعض المعلومات، فهل سيقتصر الاختبار على الكتاب فقط، أم أنه سيكون جزءٌ منه مما أُضيفه وما يتعلق بذلك؟
فنقول: إن أصل اللقاء هو وقفاتٌ تربويةٌ ونفسيةٌ، وأنا أُضيف إضافاتٍ معينةً، وهي مُسجَّلةٌ عندي، فمن الطبيعي أن يكون فيها اختبارٌ أيضًا، لكن ليس اختبارنا من الاختبارات العالمية التي تحتاج إلى تجهيزٍ لسنواتٍ، وبها رسوبٌ ونجاحٌ، ... إلى آخره، فالأمر بسيطٌ -إن شاء الله-، لكني أيضًا لا أستطيع أن أعد بأن الاختبار فقط من الكتاب، وإنما الاختبار من وسائل الكتاب، ولكن هناك أشياء معينةٌ أكَّدتُ عليها، قد نسأل عنها؛ لذلك على الأخوات أن تعذرنا.
ومَن كانت حريصةً وأرادت تعويض ما سبق فهو موجودٌ على الرابط في الأرشيف، ويمكن أن ترجعوا لأي درسٍ سابقٍ وتُعيدوا سماعه مرةً أخرى.
هذه إشارةٌ لهذه النقطة التي سألت عنها إحدى الأخوات، وإذا لم يعرفن الرابط يمكن أن يُرسلن على (الواتساب) الموجود عندهن، ويطلبن من الرقم إرسال الرابط، وسوف يصلهن الرابط -بإذن الله - ويجدن الدروس الأربعة السابقة، وهذا الدرس وغيره موجودٌ على الأرشيف في الرابط.
هذا ما يتعلق بالاختبار، والأمر أهون مما نتصور -إن شاء الله تعالى- فنحن نريد أن نقرأ الكتاب معًا، ويُعيد الإخوة قراءته مرةً أخرى، ونتعامل معه في حياتنا، وسوف نأتيكم ببعض الأشياء المُتعلقة بالتطبيقات إذا يسَّر الله، وتطرحون أسئلةً مناسبةً في جوانب معينةٍ: كشخصٍ يُعاني من القضية المرضية الفلانية تُسبب له القلق، فنقترح وسيلةً لعلاج مثل هذه الحالة، وما شابه ذلك، فهناك أسئلةٌ مفتوحةٌ يمكن أن نُجيب عنها بأي طريقةٍ، ولسنا مُقيدين بطريقة الأسئلة المعرفية، واختبار المعلومات، وكمِّ المعلومات، فهذا ليس ميلي ولا قناعتي حقيقةً، وإنما الهدف هو فهم ما في هذه الرسالة، والتطبيق ما أمكن إلى ذلك سبيلًا، بإذن الله .
الرد على قصيدة "الطلاسم" لإيليا أبو ماضي
الأمر الآخر: أحد الإخوة مشكورًا ممن تفاعلوا مع الدرس السابق أرسل عبر (الواتساب) ردًّا على قصيدة إيليا أبو ماضي التي ذكرناها في اللقاء الماضي، والتي تدل على الاضطراب النفسي الذي كان يعيشه هذا الرجل، وما عبَّرت عنه قصيدته من القلق والتوتر الذي كان يعيشه.
فأفادنا هذا الأخ -جزاه الله خيرًا- مشكورًا ومأجورًا أن هناك أحد الشعراء الذين ردُّوا على قصيدة "الطلاسم" لإيليا أبو ماضي، ولا شك أن صاحب الفطرة عندنا -ولو كان صغيرًا- لا يقبل هذا الهراء الذي ذكره إيليا أبو ماضي.
وكان من القصائد التي ردَّت على إيليا أبو ماضي هذه القصيدة التي ذكرها الأخ، وقد قرأنا قصيدة إيليا أبو ماضي كاملةً، لا لأجل الإشادة بها وإبرازها، وإنما لتُدركوا مدى ما وصل إليه هذا الرجل من الضياع والتِّيه، ولنعيش معاني القلق والاضطراب الموجودة فيها، ومقابل ذلك دعونا نعيش المعاني المقابلة لها كما ردَّ الشعراء عليها، ومن ذلك ما ذكره بعضهم على النحو الآتي:
جئتُ دُنياي وأدري *** عن يقينٍ كيف جئتُ
جئتُ دنياي لأمرٍ *** من هدى الآي جلوتُ
ولقد أبصرتُ قدَّا *** مي دليلًا فاهتديتُ
ليت شعري كيف ضلَّ الـ *** ـقوم عنه ليت شعري؟!
ليس سرًّا ذا خفاءٍ *** أمر ذياك الوجود
كل ما في الكون إبدا *** عٌ إلى الله يقود
كائنات البرِّ والبحـ *** ـر على الخلق شهود
ليت شعري كيف ضلَّ الـ *** ـقوم رشدًا ليت شعري؟!
قال ربي: كُن فكنتُ *** ثم صِرْتُ اليوم حيًّا
وقواي مُشْرَعَاتٌ *** كيف شئتُ في يديَّا
دُمتُ حرًّا في اختياري *** إن عصيًّا أو رضيًّا
عن جلِيِّ الأمر ضلُّوا *** كيف ضلُّوا ليت شعري؟!
قد سألتُ البحر يومًا *** أَأُجيب الناس عنكا؟
فأجاب البحر: هيَّا *** قد سئمتُ القول إفكا
أنت مثلي خلقُ ربي *** ويفيض الصدق منكا
ليت شعري كم نسوه *** وهو حقٌّ ليت شعري
أيها البحر كفانا *** قولهم زورًا عليكا
ها هو الشاطئ يدري *** أنه جاثٍ عليكا
ها هي الأنهارُ أجرتـ *** ـها يدُ الله إليكا
أحسب الأمواج قالت *** حين ثارت ليت شعري
كم فتاةٍ مثل ليلى *** وفتًى كابن الملوَّح
أنصتا للموج فجرًا *** عندما صلَّى وسبَّح
زغرد الإيمان في قلـ *** ـبيهما حبًّا وأفصح
إن للموج دُعاءً *** أوتدري ليت شعري
إن في صدري يا بحرُ *** لأنوارًا عِجابًا
أشرق الإيمان منها *** وأنا كنتُ الرِّحابا
ولذا أزدادُ حُبًّا *** كلما ازددتُ اقترابا
ليت شعري هل أرى الأقـ *** ـوام مثلي ليت شعري
قد براك الله مثلي *** فيك أصداف ورملُ
وبراني الله من ما *** ءٍ وطينٍ ذاك أصلُ
ثم كُرِّمْتُ بعقلٍ *** وبنفخ الروح أعلو
مَن حباه الله عقلًا *** كيف ينسى ليت شعري؟![1]القصيدة للدكتور ربيع سعيد عبدالحليم، "أرشيف منتدى الفصيح" (3)..
هذا بعض ما ورد في الرد على "طلاسم" إيليا أبو ماضي التائه الذي اضطربت بوصلته الإيمانية والنفسية بسبب اضطرابه في معرفة الله .
وقلتُ لكم: مَن لديه سؤالٌ يمكن أن يُرسله على (الواتساب) الموجود عندكم في تحضير هذا اللقاء (0502232288)، والذي يريد أن يسأل أسئلةً مكتوبةً يمكن أن يتناول هذه البطاقة ويكتب سؤالًا؛ حتى نستطيع أن نُجيبه إذا كان يريد ألا يعرفه أحدٌ، أو يريد أن يسأل عن طريق الكتابة، وليس معه الجوال.
الوسيلة الثالثة للحياة السعيدة
دعونا الآن نبدأ معكم من صفحة (13)، وقد وقفنا عند الوسيلة الثالثة من "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة"، وكانت آخر نقطةٍ هي كلام الشيخ عن الاشتغال بالعلم النافع، أو العمل الصالح، وذكرنا عبارته: "وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه؛ فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع"[2]"الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص18).، وقد أشرتُ إلى ذلك إشارةً سريعةً، وكنتُ أود أن أقف عند هذه النقطة طويلًا، ولعل هذه فرصةٌ مناسبةٌ الآن كي نقف عند هذه النقطة التي ذكرناها في الأخير، وهي: أهمية أن يكون العمل الذي تُمارسه يتناسب مع ميولك وقُدراتك، فقضية الميول من القضايا المهمة جدًّا، وأهل الاختصاص في مجال التوجيه النفسي والإرشاد وأنماط الشخصية يُدركون هذه القضية بشكلٍ كبيرٍ جدًّا، فلا بد أن يكون هذا الشخص في مكانه المناسب لشخصيته، وهذا الموظف في مكانٍ يتناسب مع ميله، وهذا التخصص الذي اختصه في الدراسة يتناسب مع ميله، ويتناسب من نمط شخصيته.
فلا شك أن هذه القضية من القضايا المهمة، ومن خلال الاحتكاك بالعديد من برامج الميول المهنية عبر سنواتٍ طويلةٍ اتَّضح لي أن هناك فئةً ليست قليلةً ليست في مكانها الصحيح، فتجد الواحد منهم يملُّ من الدراسة في التخصص الذي هو فيه، ويملُّ من الوظيفة التي هو فيها، وهكذا بالنسبة للأنثى، بسبب أنه ليس في المكان الذي يتناسب مع ميله ونمطه.
يعني مثلًا: نظرية (هولاند) في أغوار الشخصية من النظريات الجيدة فيما يتعلق بأنماط الشخصية والميول، فالإنسان إما أن يكون ميله ميلًا واقعيًّا متعلقًا بالتعامل مع القدرة اليدوية، أي: أن قُدرته التي يتميز بها هي القدرة اليدوية، أو ميله ميلًا بحثيًّا، أو ما يُسمونه: الميل العلمي أو الفكري؛ فتكون قُدرته عقليةً، أو ميله ميلًا اجتماعيًّا؛ فتكون قُدرته تواصليةً مع الآخرين، أو ميله ميلًا تقليديًّا؛ فتكون قُدرته في الضبط، أو ميله مرتبطًا بالقيادة والمغامرة، ويُسمَّى: الميل التجاري، أو الميل القيادي، أو ميله مرتبطًا بالجانب الذائقي.
ولكلٍّ من هذه الميول الست باختصارٍ شديدٍ جدًّا تخصصاتٌ مناسبةٌ، ومهنٌ مناسبةٌ، بل حتى ربما اختيار الزوجة -وهو أكيدٌ- له أثرٌ ودورٌ في هذا الجانب.
وتصوروا مثلًا: زوجًا اجتماعيًّا من الدرجة الأولى، والزوجة انطوائية، فكيف يتلاقيان؟! وكيف يمكن أن يعيشا معًا؟! فهذا اجتماعيٌّ جدًّا، وتلك ليست اجتماعيةً، فهذه مشكلةٌ قد تحصل، فالتجانس مطلوبٌ بين الطرفين، حتى مع الأبناء، والتعامل معهم في التربية صعبٌ.
وأنا طبَّقتُ على أبنائي، مما جعل هذا الأمر مُدركًا بالنسبة لي بصورةٍ كبيرةٍ جدًّا، ومن الغرائب التي وصلتُ إليها في النتيجة: أن اثنين من الأبناء -وبينهما سنتان فقط- النَّمط المتميز فيه الأول هو النمط الضعيف عند الثاني، والنمط المتميز فيه الثاني هو النمط الضعيف والأخير عند الأول، وحين أدركتُ هذه القضية من خلال تطبيق نظرية (هولاند) عرفتُ مَن الذي أمامي؟ وكيف ينبغي أن أتعامل معه بصورةٍ سليمةٍ جدًّا؟
وهكذا بالنسبة لإشغال الإنسان لنفسه: ينبغي أن يبتعد عن القلق والتوتر والضيق، ويعيش لحظته الرائعة، ويأنس بها من علمٍ أو عملٍ، ويبحث عن الشيء الذي يتناسب مع ميوله؛ ولذلك مهمٌّ جدًّا أن تبحث عن نمط شخصيتك.
ولمُحدثكم -بفضلٍ وتوفيقٍ من الله أولًا وأخيرًا- مادتان موجودتان على قناتي في (اليوتيوب) بعنوان: "أنماط الشخصية"، وقد تم استعراض نظرية (هولاند) بأنماطها الست، مع المواصفات.
فاعرض نفسك، واعرضي نفسكِ على هذه المواصفات، والمادتان نفس الشيء، لكن كانت واحدةٌ في الدمام، وواحدةٌ في أبها، والتي في أبها فيها إضافةٌ، وطُبِّقت على مجموعةٍ من الحاضرين تطبيقًا عمليًّا من أجل الاختبار على الموجودين لهذا النمط، فالثانية مفيدةٌ أكثر، وإن كان صوتها أضعف، وصوت الأولى أظهر وأفضل، لكن الثانية مفيدةٌ في جانب التطبيق العملي المباشر، وكلاهما مفيدٌ فيما يتعلق بأنماط الشخصية؛ حتى تعرف نفسك: هل أنت من النمط الواقعي، أم من النمط البحثي، أم من النمط الاجتماعي، أم من النمط التقليدي، أم من النمط القيادي، أم من النمط الفني؟ بل تستطيع أن تعرف عن أبنائك، وما شابه ذلك، ومدة هذه المادة ساعة تقريبًا، أو ساعة وربع، تسمعها وتستفيد منها، بإذن الله .
كيفية دفع الهم والقلق
يقول الشيخ السعدي -رحمه الله-: "ومما يُدفع به الهم والقلق: اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي؛ ولهذا استعاذ النبي من الهمِّ والحزن[3]أخرجه البخاري (2893).، فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردّها، ولا استدراكها، وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل.
فعلى العبد أن يكون ابن يومه، يجمع جدَّه واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر، فإن جمع القلب على ذلك يُوجب تكميل الأعمال، ويتسلَّى به العبد عن الهم والحزن.
والنبي إذا دعا بدعاءٍ، أو أرشد أمته إلى دعاءٍ فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع بفضله على الجدِّ والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله، والتخلي عما كان يدعو لدفعه؛ لأن الدعاء مُقارِنٌ للعمل، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربَّه نجاح مقصده، ويستعينه على ذلك، كما قال : احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان[4]أخرجه مسلم (2664)..
فجمع بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حالٍ" أي: في قوله: احرص على ما ينفعك "والاستعانة بالله" أي: في قوله: واستعن بالله "وعدم الانقياد للعجز" أي: في قوله: ولا تعجز "الذي هو الكسل الضَّار، وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة، ومُشاهدة قضاء الله وقدره" أي: في قوله: فلا تقل ... إلى آخر الحديث.
"وجعل الأمور قسمين: قسمًا يمكن العبد السعي في تحصيله، أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه، أو تخفيفه، فهذا يُبدي فيه العبد مجهوده"[5]"الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص19).، يعني: أحصل الشيء الإيجابي، أو أُحصل بعضه، وأدفع الضَّار، أو أدفع بعضه، فماذا نفعل في الاحتمالات الأربعة؟
"فهذا يُبدي فيه العبدُ مجهوده، ويستعين بمعبوده" وهو الله ، فيبذل جهده لتحصيل الشيء الإيجابي، أو جزءٍ منه، أو دفع الضَّار، أو تخفيفه بالاستعانة بالله .
"وقسمًا لا يمكن فيه ذلك" أي: لا يمكن أبدًا إجراء الاحتمالات الأربعة، مثل: الشيء الذي مضى وانتهى، والشيء الذي في المستقبل ولم يحصل بعد، هل أستطيع أن أحصل الماضي وأُرجعه؟! لا أستطيع ذلك، وهل أستطيع أن أُقدم المستقبل؟ ليس بيدي هذا، وإنما بيد الله ، فماذا نفعل في هذا؟
يقول: "وقسمًا لا يمكن فيه ذلك، فهذا يطمئن له العبد، ويرضى، ويُسلِّم، ولا ريبَ أن مُراعاة هذا الأصل سببٌ للسرور وزوال الهم والغم"[6]"الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص20)..
طيب، الآن قرأنا كلام الشيخ، ونريد أن نقف عند هذا الكلام المُبهم، ونُطبِّقه في ميدان عملنا؛ من أجل تخفيف الهم والقلق، وأيضًا إيجاد الحياة السعيدة، وتخفيف القلق والتوتر والحزن والاكتئاب والضيق، وما شابه ذلك من الأمور التي تُنَغِّص حياة الإنسان: ذكرًا أو أنثى، والفكرة واضحةٌ.
بين الاستغراق في الماضي واستحضار المستقبل
مشكلة أصحاب القلق والتوتر والضيق النفسي أن الواحد منهم -في الغالب- إما أن يعيش في ماضٍ قد انتهى، ويُحاول أن يسترجعه، أو يعيش مُستقبلًا لم يأتِ، ويُحاول أن يستحضره، فلا الماضي بين يديه، ولا يستطيع أن يُعيده وقد انتهى، ولا المستقبل بين يديه، ولم يأتِ بعد، فالأمر بيد الله، وما سيحصل بيد الله وقُدرته، وما سيكون هو بيد الله .
هذا كلامٌ عقلانيٌّ ومنطقيٌّ يقوله حتى غير المسلم إذا كان لديه عقلٌ.
طيب، ماذا يريد الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمة الله عليه- في هذه الوسائل؟
أشغل نفسك بالوقت الحاضر، والوسيلة التي قبلها: هي الاشتغال عمومًا، وهنا الكلام عن الزمن، وهناك الكلام عن المضمون، فاجعل شغلك الشاغل: كيف تستثمر وقتك الحاضر؟
الآن لو أن واحدًا منكم في هذا الدرس أمامي، لكن ذهنه في أمرٍ بالأمس، هل سيستفيد؟ لن يستفيد.
طيب، ذهنه في العشاء الذي يأتي بعد قليلٍ، هل سيستفيد؟ لن يستفيد.
فهذه صورةٌ تقريبيةٌ من أجل أن نعرف الفرق بين الإنجاز الحاضر والذَّهاب للماضي، أو الذهاب للمستقبل؛ فحين نذهب للماضي نجد به مشاكل، ونبدأ في قول: ليتني فعلتُ كذا، وليتني ما قلتُ له، وليتني قلتُ له. ويجلس في السيارة، ويعيش هذه القضية حتى في الصلاة!
فهذا يُولِّد له حزنًا على ما مضى، والذي لو ازداد عن حدِّه لانتقل إلى مستوى الاكتئاب، والاكتئاب له ثلاثة أنواع:
- اكتئابٌ خفيفٌ.
- اكتئابٌ متوسطٌ.
- اكتئابٌ مرتفعٌ أو شديدٌ.
وغدًا عنده مقابلةٌ، فيظل يُفكر: ماذا سيصير في المقابلة؟ لو قالوا لي هذا الكلام ماذا سأقول؟ طيب، إذا لم أُقبل ماذا سيكون وضعي؟
إنا لله وإنا إليه راجعون، لم يحصل شيءٌ بعد، وهو يشغل وقته الحاضر بالمستقبل، وعيشه قلقٌ وتوترٌ وخوفٌ وارتباكٌ واضطرابٌ.
والله لما وصف المؤمنين يوم القيامة قال: فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأحقاف:13]، يعني: الله أعطاهم كامل الاطمئنان والراحة النفسية من خلال هذا الوصف، فهم لا خوفٌ عليهم؛ لأنهم ما عندهم شيءٌ يخافون منه في المستقبل -أسأل الله أن يجعلني وإياكم من هؤلاء- فهم قد أَمِنُوا، فلا قلق، ولا توتر، ولا خوف: فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ هذا في المستقبل، وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أي: على الماضي؛ لأنهم -الحمد لله- وجدوا النعيم.
والمشكلة أن ما يُنغص الحياة الطيبة هو الاستغراق والاسترسال في الماضي أو المستقبل، طيب، ما العمل؟
أشغل وقتك ونطاقك الحاضر الآن، فإذا لم تستغله ماذا سيكون بعد قليلٍ؟ ماضٍ، ولن تستفيد منه، وستتحسر عليه، وتدخل في دوَّامة التَّحسر.
وأُعطيكم مثالًا تستغربونه: أحد الإخوة قريبًا يُحدِّث -جزاه الله خيرًا- فيقول: فاتتني فرصةٌ –سبحان الله!- في طاعةٍ من الطاعات، فقلتُ له: ما المشكلة؟ قال: ندمتُ على فوتها. يقول: ضبطتُ المنبه كي أقوم الليل، وأنا ما أقوم الليل إلا قليلًا، لكن ذاك اليوم نمتُ مبكرًا، فكانت فرصةٌ كي أقوم الليل.
يقول: فسمعتُ المنبه وأغلقته، ونمتُ، وقمتُ الفجر، فجلستُ في صلاة الفجر شُغلي الشاغل أنني ألوم نفسي على الوقت الذي مضى، والشيطان يلعب بي!
الآن صلاة الفجر فريضةٌ، وقيام الليل سنةٌ، والرجل أشغل نفسه بهذه القضية، طيب، هل سيستفيد؟
زاحمت السنةُ الفائتة الواجبَ الحاضر، فماذا كان ينبغي عليه أن يفعل؟
أن يُركز في صلاة الفريضة، والرجل استرسل، ويمكن لو سألته عما قرأ الإمام يقول: لا أدري ماذا قرأ الإمام؟!
طيب، هل هذا سينفعه؟
يقول: ليس هذا فقط، وإنما جلستُ أقول: طيب، لو أردتُ أن أقوم الليلة القادمة هل سيحدث لي ما حدث هذه الليلة أو لا؟! وما المفروض أن أفعل؟!
فصار في صلاة الفجر في وقته الحاضر يُحلل ما حصل في السابق، ويستعد لما سيأتي، وصلاة الفجر ذهبت! فهذه مشكلةٌ كبيرةٌ.
وقد نتحسر على خيرٍ نُريده لأنفسنا، وعلى فوات طاعةٍ، ولو كانت مُستحبةً، ويُؤجر عليها الإنسان، وقد يبلغ الإنسان بنيته ما لا يبلغ بعمله.
ثم هذه فرصةٌ كي يقوى الإنسان في المرحلة القادمة، لكن لا تشغل نفسك بالمرحلة القادمة كيف ستكون؟
وهذا التفكير في قضيةٍ فرديةٍ بين الإنسان ونفسه في طاعةٍ أثَّر على صلاة فريضةٍ، فما بالكم بالمشاكل الحياتية، والمحاكم، والصراعات، والخلافات بين الزوجين، والمشاكل بين الآباء والأبناء، ومشاكل العمل؟!
فلا ينبغي للإنسان وهو يُصلي أن يظل يُفكر في الكلام الذي حصل قبل قليلٍ، ويسترسل فيه، والرسول يقول: فليستعذ بالله ولينته[7]أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134).، فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وانتهِ، وهذه تتطلب مُجاهدةً: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وعِشْ لحظتك الحاضرة.
لذلك عند التعامل مع أصحاب الراحة النفسية لا تشعر أن الواحد منهم كان قبل قليلٍ يعيش في مشاكل، فهو رجلٌ قادرٌ على توطين نفسه، وضبط ذاته.
فعلى الإنسان أن يُفكر في لحظته الحاضرة، وإذا كان تفكيرك فيما مضى وفيما سيأتي فهذا يجعلك تعيش في قلقٍ وتوترٍ، ولا ينفعك هذا أبدًا.
فعِشْ لحظتك الحاضرة ويومك، وأنتج فيه، وجاهد نفسك، ولا شك أن هذه مُجاهدةٌ، والإنسان لا يمكن أن ينفكَّ عن ماضيه، ولكن يُصارع ويُجاهد، والناس يختلفون في القُدرة على ذلك.
والإنسان يحتاج إلى فتح صفحة الماضي إذا احتاج إليها لتذكر بعض الأشياء التي تُساعده في حياته، ولكنه يُغلقها حتى لا تُنكد عليه لحظته الحاضرة، وإنتاج الحاضر.
لذلك تجد القلقين حين تُصبح عندهم قضايا ضخمةٌ وخسائر ماليةٌ وقضايا مُرتبطةٌ بهدم العلاقات -مثلًا- قد يصل الأمر عندهم إلى حزنٍ واكتئابٍ شديدٍ، ويضطر إلى العلاج الدوائي، وربما يُفكر في الانتحار إذا ضعف إيمانه، وهذا أمرٌ خطيرٌ.
وهكذا بالنسبة للشخص الذي يعيش المستقبل، وهو ليس ابن اللحظة الحاضرة، فلا بد أن نكون أبناء اللحظة الحاضرة؛ حتى يكون لنا إنتاجٌ ونستمتع به.
ولا بأس أن يرجع الإنسان إلى الماضي ليستمتع بما فيه، ويعيش الماضي بلحظاته الجميلة، فهذا ممتازٌ، كمَن سمع كلمةً من الوالدة -الله يحفظها- تقول له: الله يُوفقك يا ولدي. فهذا يمكن أن يسترجعه الإنسان، ويعيش الماضي هنا وهو مرتاحٌ، فلا إشكالية في هذا.
نحن نتكلم عن الهموم والغموم والمشاكل والأشياء التي تُكدِّر الحياة؛ لذلك قلنا هنا: "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة"، فأبعد المُنغِّصات حتى أعيش الحياة بطريقةٍ سليمةٍ، فلن تستطيع أن تتذكر الماضي، وأيضًا تستحضر المستقبل بقلقٍ وتوقع احتمالية المشاكل والمواجهات والصراعات ... إلى آخره، فلا حاجةَ لذلك، كن ابن لحظتك الحاضرة؛ حتى تستطيع أن تُنتج فعلًا.
لذلك لاحظ الشاهد الذي استشهد به الشيخ -رحمة الله عليه-، وهو شاهدٌ رائعٌ جدًّا، وهو حديث النبي : احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز[8]أخرجه مسلم (2664).، ثم ذكر الماضي وحذَّر فقال: إياك أن تقول: لو أني فعلتُ كذا لكان كذا، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان[9]أخرجه مسلم (2664).، فهذا دليلٌ واضحٌ جدًّا على إبعاد سلبيات الماضي.
كلام ابن القيم عن أفضل العبادات
لابن القيم -رحمه الله- كلامٌ جميلٌ جدًّا في كتابه "مدارج السالكين بين منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]" في المجلد الأول عن فضل أهل مقام: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، فتكلم عن أفضل العبادات، لكن ما علاقة هذا الكلام بالنقطة التي وقفنا عندها في الوسيلة الرابعة؟
العبادة هي: اسمٌ جامعٌ لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. هذا تعريف العبادة، وليس المقصود الصلاة أو الصوم أو الحج فقط، وهذه قضيةٌ مهمةٌ تنبغي معرفتها في مفهوم العبادة؛ حتى لا تغيب عنا، وهذا يجعلنا نُدرك معنى قول الله : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، والذين حصروا العبادة في العبادات المحضة فقط لم يفهموا هذه القضية بشكلٍ صحيحٍ.
ومن العلماء مَن قال: أفضل العبادات الأشق على النفس[10]"مدارج السالكين" (1/ 106).، وذكر ابن القيم كلامهم وأدلتهم، ولا أدخل فيها.
وقال بعضهم: "أفضل العبادات: التجرد والزهد في الدنيا"[11]"مدارج السالكين" (1/ 107).، وأيضًا ذكر أدلتهم.
وقال بعضهم: أفضل العبادات أنفعها، وما فيه نفعٌ مُتعدٍّ، وليس نفعًا قاصرًا[12]"مدارج السالكين" (1/ 107).، لكنه -رحمه الله- رجَّح ما عليه المحققون فقال: "إن أفضل العبادة: العمل على مرضاة الرب في كل وقتٍ بما هو مُقتضى ذلك الوقت ووظيفته"[13]"مدارج السالكين" (1/ 109)..
فيقول ابن القيم: "ثم أهل مقام إِيَّاكَ نَعْبُدُ لهم في أفضل العبادة وأنفعها وأحقِّها بالإيثار والتخصيص أربع طرقٍ، فهم في ذلك أربعة أصنافٍ:
الصنف الأول: عندهم أنفع العبادات وأفضلها: أشقُّها على النفوس وأصعبها، قالوا: لأنه أبعد الأشياء عن هواها، وهو حقيقة التَّعبد، قالوا: والأجر على قدر المشقة ... وهؤلاء هم أهل المُجاهدات والجور على النفوس ...
الصنف الثاني: قالوا: أفضل العبادات: التجرد والزهد في الدنيا، والتَّقلل منها غاية الإمكان، واطِّراح الاهتمام بها، وعدم الاكتراث بكل ما هو منها ...
الصنف الثالث: رأوا أن أنفع العبادات وأفضلها: ما كان فيه نفعٌ مُتعدٍّ، فرأوه أفضل من ذي النَّفع القاصر، فرأوا خدمة الفقراء، والاشتغال بمصالح الناس، وقضاء حوائجهم، ومُساعدتهم بالمال والجاه والنفع أفضل، فتصدُّوا له، وعملوا عليه ...
الصنف الرابع: قالوا: إن أفضل العبادة: العمل على مرضاة الرب في كل وقتٍ بما هو مُقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد، وإن آلَ إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض كما في حالة الأمن.
والأفضل في وقت حضور الضيف -مثلًا- القيام بحقِّه، والاشتغال به عن الورد المُستحب، وكذلك في أداء حقِّ الزوجة والأهل ..." إلخ[14]"مدارج السالكين" (1/ 106، 107)..
ولاحظوا الشاهد: أن الوسيلة: أن نشغل وقتنا الحاضر بالنافع، وهنا ابن القيم يقول: إذا أردتَ أن تعرف ما هو الأنسب في وقتك الحاضر؟ فعليك أن تنظر ما هو العمل الذي يكون في مرضاة الرب في هذا الوقت؟ أي: "بما هو مُقتضى ذلك الوقت ووظيفته".
يقول: "فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد، وإن أدَّى إلى ترك أوراد الذكر من صلاة الليل، وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض -كما تعرفون- كما في حالة الأمن.
والأفضل في وقت حضور الضيف -مثلًا- ليس الاشتغال بقراءة الكتب، وإنما هو القيام بحقِّه، والاشتغال بذلك عن الورد المُستحب، وكذلك في أداء حقِّ الزوجة والأهل.
والأفضل في أوقات السَّحر: الاشتغال بالصلاة، والقرآن، والدعاء، والذكر، والاستغفار.
والأفضل في وقت استرشاد الطالب -أي: عندما يطلب أحدٌ منك أن تنفعه وتُرشده- الإقبال على تعليمه، والاشتغال به.
والأفضل في أوقات الأذان: ترك ما هو فيه من ورده -مهما كان ورده- والاشتغال بإجابة المُؤذن.
والأفضل في أوقات الصلوات الخمس: الجدُّ والنُّصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمُبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى الجامع، وإن بَعُدَ كان أفضل.
والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال: الانشغال بمُساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك"، يعني: في هذه الحال أفضل من قراءتك للقرآن، وأفضل من عبادتك.
"والأفضل في وقت قراءة القرآن: جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه"، وليس تلاوته فقط، لا بد من تدبره وتفهمه "حتى كأن الله تعالى يُخاطبك به، فتجمع قلبك على فهمه وتدبره، والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب مَن جاءه كتابٌ من السلطان على ذلك"، يعني: تصور شخصًا جاءه كتابٌ من الملك أو السلطان، كيف يكون وضعه؟
يستحضر الكلام الذي جاء في الخطاب ويقرأه بدقةٍ.
يقول: فالذي يأتيه كلام الله يستشعر هذا الأمر أشدّ مما يستشعر الرجل الذي يأتيه خطابٌ من السلطان.
"والأفضل في وقت الوقوف بعرفة: الاجتهاد في التَّضرع والدعاء والذكر، دون الصوم المُضْعِف عن ذلك".
هل يُشرع الصوم في عرفة للحجاج؟
لا يُشرع الصوم، بينما هو أفضل العبادات لغير الحجاج، لاحظتم كيف؟
"والأفضل في أيام عشر ذي الحجة: الإكثار من التَّعبد، لا سيما التكبير، والتهليل، والتحميد، فهو أفضل من الجهاد غير المُتعين"، والدليل: ما رواه ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله : ما العمل في أيامٍ أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج يُخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيءٍ[15]أخرجه البخاري (969)..
"والأفضل في العشر الأخير من رمضان" هل هو الاستعداد ليوم العيد، وشراء الثياب و"المقاضي" والأشياء، وتوديع رمضان بأحلى الأكلات، والاستعداد للسفر في العيد، وما شابه ذلك؟!
قال: "لزوم المسجد فيه، والخلوة والاعتكاف، دون التصدي لمُخالطة الناس، والاشتغال بهم"، وليس معنى هذا: أنه حرامٌ، لكن الكلام عن أفضل العبادات، "حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم وإقرائهم القرآن عند كثيرٍ من العلماء"، حتى إن بعض العلماء كان ينقطع عن تعليم الناس؛ حتى يخلو بالله ، ويعتكف كما كان النبي يفعل.
"والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته: الدعاء له، وعيادته، وحضور جنازته، وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك".
يا أخي، لا، أنا عندي وردٌ في القرآن أريد أن أخلصه! طيب، الرجل تُوفي، وخيرٌ لك أن تذهب لتُشيع الميت، هكذا ينبغي أن نفهم.
"والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك: أداء واجب الصبر، مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم"، والرسول يقول: المؤمن الذي يُخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرًا من المؤمن الذي لا يُخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم[16]أخرجه ابن ماجه (4032)، وصححه الألباني.، "فإن المؤمن الذي يُخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يُخالطهم، ولا يُؤذونه".
وهكذا يسوق الأفضل ... إلى آخر كلامه.
ثم يقول في الأخير: "فالأفضل في كل وقتٍ وحالٍ: إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومُقتضاه"[17]"مدارج السالكين" (1/ 109- 111)..
لماذا نقول هذا الكلام؟
حتى نفهم ما هو أفضل شيءٍ نقوم به في الوقت الحاضر؟ فنبحث عن مُراد الله ، وعمَّا جاء في سنة النبي في هذا الوقت الحاضر، ما هو أفضل شيءٍ؟ حتى تقوم فعلًا بأفضل الأعمال، وتقوم بالعبادة الفاضلة، وعندئذٍ تخلص من الرجوع إلى الماضي، فلا تنشغل به حُزنًا واكتئابًا، وكذلك تخلص من الهم والغم، وكذلك المستقبل، فلا تنشغل به؛ فتقلق وتتوتر، وتُصاب بالهم والغم والخوف.
من أسباب السعادة كثرة ذكر الله
يقول الشيخ -رحمه الله- بعد ذلك: "ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطُمأنينته: الإكثار من ذكر الله، فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في انشراح الصدر وطُمأنينته، وزوال همِّه وغمِّه، قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]، فلذكر الله أثرٌ عظيمٌ في حصول هذا المطلوب لخاصيته؛ ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره"[18]"الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص21)..
ولعلنا نختم عند هذا الأمر، وكنا نتمنى أن نأخذ أكثر، لكن أمامنا -إن شاء الله- أوقاتٌ أخرى نستطيع أن نستدرك فيها ما ينقصنا، بإذن الله .
وما يتعلق هنا بالذكر: لا بد أن نُعوِّد النفس عليه، ولا بد من إطلاق اللسان بالذكر، وتعويد الأبناء والأجيال على ذلك، وقد كان هذا هو ديدن النبي عليه الصلاة والسلام؛ فكان يُقدَّر له في المجلس الواحد مئة مرة استغفار لله، وكان يقول : إنه ليُغَان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة[19]أخرجه مسلم (2702).، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا لنعُد لرسول الله في المجلس الواحد مئة مرة -قبل أن يقوم-: ربِّ اغفر لي وتُبْ عليَّ، إنك أنت التَّواب الغفور[20]أخرجه أبو داود (1516)، والترمذي (3434)، وصححه الألباني..
تصور إنسانًا يجلس فارغًا! ونحن قلنا: إن الفراغ مفسدةٌ كبيرةٌ، فأشغل نفسك بعلمٍ نافعٍ، أو عملٍ صالحٍ، وعِش اللحظة الحاضرة، ومن أجمل ما يكون في اللحظة الحاضرة أن تذكر ربك: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر.
والشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- في وقت برنامج "نور على الدرب" كان يذكر الله بينه وبين نفسه في الوقت الذي يسأل فيه السائل، وأنا أذكر هذا، ورأيتُه بأم عيني، وسمعتُه، وقد حظينا بالجلوس معه في أكثر من مناسبةٍ على غداءٍ وغيره، وهو يذكر الله تعالى، حتى على غدائه وعشائه، وفي سُفرته المباركة -رحمة الله عليه- كان يأكل الأكلة ويحمد الله في كل أكلةٍ، يعني: يقول: "الحمد لله" كلما انتهى من أكلةٍ، ويشرب ويقول: الحمد لله، وهذا رأيته بأم عيني، وسمعته بأذني، مع أنه يُكلم فلانًا: ما أخبارك؟ وما أخبار عمِّك؟ وما أخبار الشيخ فلان؟ وما أخبار الأمير فلان؟ وما أخبار كذا؟ إلى آخره، ومع ذلك تجده وهو على الأكل يأكل الأكلة فيحمد الله، ويشرب الشربة ويحمد الله، كما جاء في الحديث: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها[21]أخرجه مسلم (2734)..
فهؤلاء المُوفَّقون لذكر الله لا شك أن الله منحهم مقابل ذلك طُمأنينة القلب، كما قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].
وكنتُ مسافرًا مع أحد الأشخاص منذ وقتٍ قريبٍ في السيارة إلى المطار في إحدى مناطق المملكة، وعجبتُ من حال هذا الرجل؛ فقد كان طيلة الطريق يستغفر الله ، ولا يتوقف عن ذلك إلا في الوقت الذي أتكلم فيه معه، وهو يعمل على نفسه وأسرته، فعرضتُ نفسي عليه، فلم أصل إلى ما وصل إليه، فقد وفَّقه الله وأعانه وزاده من فضله، نسأل الله أن يجعلنا مثله وخيرًا منه.
ففضلٌ من الله أن تذكر الله دائمًا في كل أحوالك، خاصةً عندما تكون غير مُنشغلٍ بشيءٍ من الأشياء الأخرى التي هي أولى من الذكر كما ذكرنا قبل قليلٍ من كلام ابن القيم، فعندما يكون عندك فراغٌ، ولا يوجد أحدٌ يتكلم معك، فلا بد أن تتصل بالله عن طريق الذكر، فما الذي يمنعني ويمنعك أن نفعل مثل ذلك؟!
والأمر يحتاج إلى مُجاهدةٍ وتعويدٍ للنفس، وما وصل الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- وغيره إلى ما وصلوا إليه إلا بهذا، والمُوفَّقون موجودون -والحمد لله- في السابقين واللاحقين، فتربوا على ذلك، واقتدوا بغيرهم، وأصبحوا يُمارسون الدعاء والذكر في كل وقتٍ؛ حتى أصبح ذلك عندهم سجيةً، وهكذا الممارسة والتدريب تُعطي الإنسان سجيةً في عمله، وهذه قضيةٌ في النفس البشرية، فالإنسان يُصبح السلوك عنده مُعتادًا عندما يقوم بالتدريب على هذا الأمر وتكراره، وهذا أمرٌ لا بد منه، فلا بد أن نُعوِّد أنفسنا على مثل ذلك.
عن عبدالله بن بسر : أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ، فأخبرني بشيءٍ أتشبَّث به، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله[22]أخرجه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793)، وصححه الألباني..
فهذا الرجل يقول لرسول الله : يا رسول الله، لقد كثُرت عليَّ شرائع الإيمان، فهل يطلب تخفيض شرائع الإيمان؟ لا، وإنما هو رجلٌ عنده حِسٌّ إيمانيٌّ، وعرف قدر علاقته بالله، فقال: دُلَّني على شيءٍ أتشبث به، وأرتبط به، وأتعلَّق به؛ حتى تخفَّ عليَّ شرائع الإيمان، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله، فاجعل لسانك رطبًا بذكر الله؛ تخفّ عليك شرائع الإيمان، وإدمان الذكر له أثرٌ على الطمأنينة والراحة.
والوقت انتهى في هذه الدقيقة، وبقي عندي كلامٌ جميلٌ لابن القيم في كتابه الرائع الآخر "الوابل الصيب من الكلم الطيب"، فنجعله مع بداية الحلقة القادمة -إن شاء الله-، وسنتحدث عن كلامه بشيءٍ مُقتطفٍ، وسنذكر بعض الفوائد التي ذكرها الشيخ السعدي، رحمة الله عليه.
وهناك رسالةٌ أو كتابٌ للدكتور عبدالعزيز الأحمد الأخصائي النفسي المعروف، صاحب موقع "حلول"، وأنا أعتبر هذا الرجل من المُربين الذين تنبغي قراءة سيرتهم، وهي رسالةٌ مطبوعةٌ ورائعةٌ جدًّا عن الراحة النفسية عند ابن القيم، أو بين ابن القيم وعلماء النفس، أو النَّظريات النفسية وابن القيم.
والحقيقة أنه قد أجاد فيها، وفي كتبه عمومًا، ومن ذلك: أنه ذكر ثلاثًا وسبعين فائدةً لذكر الله ، وسنقف عند بعضها فقط كرؤوس أقلامٍ في الدرس القادم، ولها علاقةٌ بقضية طمأنينة النفس والراحة النفسية بسبب الذكر، فلعلنا نجعلها -إن شاء الله تعالى- في الدرس القادم.
وباختصارٍ أيها الإخوة نحن بأمس الحاجة إلى أن نعيش وذَوونا في راحةٍ نفسيةٍ بقدر ما نستطيع.
الأسئلة
س: كيف نجمع بين النفسي والديني؟ وهل يُسمَّى هذا بعلم النفس الإيماني؟ وهل تنصح مُختصي الصحة النفسية وعلم النفس بالجمع بين العلم الشرعي ...؟
ج: بالتأكيد، فهذا واجبٌ على المُختصين، فلا بد أن يكون لهم اهتمامٌ بجانب التأصيل الإسلامي، خاصةً أن علم النفس وهذه العلوم النفسية قامت أصلًا على النظريات الغربية القائمة أصلًا على الإلحاد والمادية، والذي يعرف هذه النظريات يُدرك هذا الكلام تمامًا، ولا يُنكره مَن عنده عقلٌ: لا في علم النفس، ولا في علم الاجتماع، ولا في علم التربية، وهذه التخصصات الثلاثة من أخطر التخصصات؛ لذلك لنا عتبٌ على بعض أهل التخصص حينما يكون مُتقوقعًا على النظريات الغربية فقط، لكن نقول: الحمد لله هناك جهودٌ في التأصيل الإسلامي لهذه العلوم.
وأما تسمية: "علم النفس الإيماني" فبغض النظر عن ذلك، فأنا لا أريد أن أدخل في تفصيلاتٍ، لكن عمومًا يمكن أن نُسميه: التأصيل الإسلامي لعلم النفس، أو التوجيه الإسلامي، وما شابه ذلك، كما فعل الشيخ السعدي هنا، فقد سمَّى كتابه "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة".
فقضية المُسميات لا مشكلة فيها أبدًا، لكن -بلا شكٍّ- أصحاب التخصص ينبغي أن تكون لهم عنايةٌ بكتاب الله، وسنة النبي ، وكلام العلماء.
ومن الباحثين مَن بحث موضوع: الفكر التربوي عند ابن القيم، والفكر التربوي عند ابن تيمية، كالدكتور علي حجاجي مثلًا في رسالة (ماجستير) و(دكتوراة)، ومثل مَن كتب أيضًا عن ابن سعدي، كالدكتور عبدالعزيز الرشودي، وقد ذكرنا في الدرس الأول رسالة (دكتوراة) عن الفكر التربوي عند ابن سعدي.
فنحن نحتاج إلى مثل هذه القضايا؛ لأن علماءنا عندهم مُتناثراتٌ كثيرةٌ مهمةٌ في القضايا التربوية والنفسية؛ ولأنهم أخذوا من كتاب الله وسنة رسوله ، والمشكلة في النظريات أنها نِتاج بشرٍ عندهم عقولٌ، لكن لم يكن عندهم دينٌ، بل إن الدين عندهم مُستبعدٌ في النظريات الغربية: كنظرية التحليل النفسي (لفرويد)، والنظرية السلوكية (لبافلوف) و(واطسون) و(سكنر) ... إلى آخره، والنظرية المعرفية، والنظرية الإنسانية، وغيرها، فكلها نظرياتٌ من بشرٍ؛ ولذلك ضرب بعضُهم في بعضٍ، واختلف بعضهم مع بعضٍ، وردَّ بعضهم على بعضٍ، وأصبحت نظريةٌ ضد نظريةٍ؛ لأنهم يتكلمون عن نظرياتٍ قابلةٍ للصح والخطأ، ويستبعدون الدين تمامًا، وإن كانت هناك دعواتٌ عندهم الآن للعودة إلى الدين في بعض القضايا.
أما أصحاب الإسلام فينبغي أن يُقدِّموا هذه الدراسات النفسية بتأصيلٍ إسلاميٍّ.
وليس مقصود هذا الكلام أن أُقَطِّع القرآن والسنة وألويهما لويًا ليتوافقا مع هذه النظريات، وإنما قرآننا تكلم عن النفس البشرية، وسنة النبي تكلمت عن النفس البشرية، وهذه كافيةٌ جدًّا، لكن هناك دورٌ في الاستقرار، ومن ذلك مثل هذه الدروس -ونحن الآن في السنة الخامسة منها- فهي محاولةٌ لتطبيقاتٍ تربويةٍ ونفسيةٍ من الكتاب والسنة.
س: كيف يمكن الرد على مَن يُنكر التَّوجه إلى الدين في مُعالجة مشكلات النفس، خاصةً أن هناك دراساتٍ علميةً تؤكد أن الدين سبيلٌ لتعزيز الصحة النفسية، مثل: كتاب "العلاقة بين الصحة والدين"؟
ج: هذا إن كان مسلمًا يحتاج أن يُعرَّف أهمية الرجوع إلى المصدر الذي ينبغي الرجوع إليه، وهو الكتاب والسنة، وأُعطيه ما يدل على إثبات مثل هذه القضايا من خلال أهل الاختصاص أنفسهم، فعليهم دورٌ في إخراج هذه النظريات الإسلامية، وهي كثيرةٌ -والحمد لله- وموجودةٌ الآن بفضل الله ، لكن ما زالت النظريات الغربية هي المُنتشرة في السوق أكثر -للأسف الشديد-، وهذا جزءٌ من التَّبِعة التي وقعت فيها الأمة، فمن أسباب ضعفها: ضعفها في هذه التَّخصصات، وتقليدها للغرب حذو القُذَّة بالقُذَّة، إلا في بعض القضايا، وهنا دورٌ مطلوبٌ من أهل الاختصاص في هذا الجانب.
أما إذا كان غير مسلمٍ فلا بد من إقامة الحُجَّة عليه بالأدلة العقلية التي يُدركها، وهناك بعض القضايا المُتعلقة بهذا الجانب يمكن الاستدلال بها عليهم: كبعض التجارب والأعمال التي عملت، وما شابه ذلك، وكانت سببًا في هدايتهم، حتى ما يتعلق بقضية العلاج، فقد استخدموا القرآن ووجدوا أثره الكبير على أصحاب الحالات النفسية، وما يرتبط بها في تقرير الاكتئاب، وما شابه ذلك.
فبعض هؤلاء يمكن أن نُوصِل لهم الرسالة أيضًا، وإن كان هؤلاء لا شكَّ أنَّ مشكلتهم ابتداءً في دخول الدين أصلًا، وإيمانهم بالله، وما يتعلق بهذا الجانب، لكن مشكلتنا نحن المسلمين أنا بعضنا ما زال إلى الآن يأخذ من (فرويد)! ويرى أن (فرويد) هو منبع الدراسات النفسية! وما شابه ذلك، ويرى أن عقدة (أوديب وألترا)، والعلاقة القائمة على كيت وكيت، وعلى جانب الجنس ...، فهذه مشكلةٌ كبيرةٌ جدًّا.
وكثيرٌ منهم -والحمد لله- ترك هذه القضية، لكن اتَّجه إلى جوانب أخرى سيئةٍ: كالإغراق في العقل، وما شابه ذلك، وعدم قبول الجوانب الدينية، وهذا بسبب تَبِعة المسلم لهؤلاء، كما نرى أن لديهم تَبِعاتٍ في القضايا السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية؛ لذلك ينبغي على أهل التخصص العناية بالتأصيل الإسلامي من الكتاب والسنة، وبثِّ هذه القضية؛ لأن هذا هو الذي ينقص الناس، ولله الحمد والمِنَّة مرجعنا هو كتاب الله وسنة النبي .
ثم أيضًا ينبغي على المتفوقين والمتميزين من أبنائنا أن يتَّجهوا لهذه التَّخصصات.
وأنا أقول بحكم تخصصي: إن إقبالهم على هذا المجال قليلٌ جدًّا، فمن هؤلاء مَن يتَّجه للتخصصات الطبية، والهندسية، وإدارة الأعمال، والتخصصات الشرعية موجودةٌ -بحمد الله-، لكن نادرٌ مَن يأتينا في التخصصات الاجتماعية والتربوية والنفسية من المتميزين، ومن أصحاب التَّوجه الطَّيب.
فنحن نحتاج إلى مثل هؤلاء؛ حتى يتَّجهوا لهذا التخصص، ويُبدعوا فيه، ويُنتجوا إنتاجاتٍ طيبةً، وهناك إنتاجاتٌ رائعةٌ: كإنتاجات الدكتور عبدالعزيز النغيمشي -وفَّقه الله-، فهي إنتاجاتٌ وكتبٌ رائعةٌ، ومحرومٌ منها كثيرٌ من الأُسَر، فلا ينتبهون لها، وككتب الدكتور عبدالكريم بكار، وإن كان تخصصه دراساتٍ عربيةً، لكنه مُهتمٌّ بالقضايا التربوية ... إلى آخره.
وككتب الدكتور صالح الصدعي في التدين، وما يتعلق بالصحة النفسية، وككتب عبدالعزيز الأحمد، وموقع "المربي"، وموقع "حلول".
صحيحٌ أننا ما زالت عندنا إشكالياتٌ في قِلَّة هذه الأشياء، لكن عندنا بحوثٌ ودراساتٌ كثيرةٌ.
وأعتذر لكم، وبارك الله فيكم.
والحمد لله رب العالمين.
↑1 | القصيدة للدكتور ربيع سعيد عبدالحليم، "أرشيف منتدى الفصيح" (3). |
---|---|
↑2 | "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص18). |
↑3 | أخرجه البخاري (2893). |
↑4 | أخرجه مسلم (2664). |
↑5 | "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص19). |
↑6 | "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص20). |
↑7 | أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134). |
↑8 | أخرجه مسلم (2664). |
↑9 | أخرجه مسلم (2664). |
↑10 | "مدارج السالكين" (1/ 106). |
↑11 | "مدارج السالكين" (1/ 107). |
↑12 | "مدارج السالكين" (1/ 107). |
↑13 | "مدارج السالكين" (1/ 109). |
↑14 | "مدارج السالكين" (1/ 106، 107). |
↑15 | أخرجه البخاري (969). |
↑16 | أخرجه ابن ماجه (4032)، وصححه الألباني. |
↑17 | "مدارج السالكين" (1/ 109- 111). |
↑18 | "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" (ص21). |
↑19 | أخرجه مسلم (2702). |
↑20 | أخرجه أبو داود (1516)، والترمذي (3434)، وصححه الألباني. |
↑21 | أخرجه مسلم (2734). |
↑22 | أخرجه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793)، وصححه الألباني. |