المحتوى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فهذا هو الدرس الثاني من المجموعة الثامنة من سلسلة التطبيقات التربوية والنفسية من الكتاب والسنة، وكان الدرس السابق عن التربية على علوم الهمة.
من أسباب دنو الهمة
سبق الكلام عن أسباب دنو الهمة، والناس يتفاوتون في علو الهمة ودنوها، وكما قال الشاعر:
وما عجب هذا التفاوت بيننا | فكل إناء بالذي فيه ينضح |
فتختلف الهمم حتى بين الأولاد؛ فتجد ابنًا همته عالية، وابنًا آخر همته ضعيفة، وهكذا.
وذكرنا من أسباب دنو الهمة وضعفها: المعاصي، وإثقال المعاصي للنفس البشرية لا يخفى، وبقاء النفس في دوامة شهواتها وملذاتها، لا شك أنه مؤثر في هذا الجانب.
وأيضًا الخوف والهم والحزن، وكيف أن الرسول ذكر هذه الأنواع كمعوّقات للإيجابية والنجاح في الحياة، فقال النبي : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال » [1]أخرجه أبو داود (1555)، وحسّن إسناده ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح 3/15، هذه كلها معوّقات بلا شك، فالشخص الشجاع غير الخائف، والباذل في وقته الحالي غير المهموم والقلق على المستقبل، أو المشغول بالماضي والحزين على الماضي، وما شابه ذلك، فهذه كلها من المعوقات.
وذكرنا أيضًا الغفلة أنها من أسباب دنو الهمم، فالغافل لا يكون حول معالي الأمور وإنما مشغول غافل عن القضايا التي فيها خير له في الدنيا وخير له في الآخرة، ولذلك ربما لو سمع موعظة تذكر بعد وقت طويل، ربما لو سمع كلمة من خطيب ولاقت قبولاً طيبًا تذكر بعد أن كان عنده غفلة.
فيجب على الإنسان أن يكون يقظًا ليكون صاحب همة عالية، ويعرف بأن الزمان يمشي ويسير، وأن الوقت لا يمكن تعويضه بحال، ولذلك يكون إهدار الوقت سببًا من أسباب دنو الهمة، فهو يمضي وقته بأي طريقة من الطرق، أهم شيء أنه ينهي هذا اليوم، ويذهب إلى فراشه وينام، لكن تجد وقته هدرًا يضيع، وإذا عنده فراغ في وقت عمله تجد أنه في جواله في أمور لا قيمة لها ولا وزن.
فعدم التربية على الجدية في استثمار الوقت في مقابل أخذ الوقت بشكل مضيع، ويمضي الوقت ويهدر كثيرًا منه من القضايا الخطيرة جدًّا.
ولو رأينا سلوكيات الناس مثلاً في الإجازات، وفي أواخر الأسبوع، وفي وقت الدوام ستجد أنه صاحب همة دنيئة وضعيفة بسبب استثمار الوقت، بينما الشخص الآخر تجد أنه قام وتوضأ وهو في عمله وصلى ركعتي الضحى.
والشخص الآخر فتح كتابًا وقرأه، والآخر فتح مصحفًا وقرأه، والثالث قام بِصِلات اجتماعية إيجابية مع زملائه في العمل، وما شابه ذلك.
فإذن نحتاج نتنبه لإهدار الوقت فهو لا يمكن أن يربي على علو الهمة.
وذكرنا أن الوهن من أسباب ضعف الهمة، والوهن تعوذ منه النبي ، ذكر أن المسلمين حينما يصِلون في آخر الزمان يصبحون سلعة رخيصة عند أعدائهم: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت [2]أخرجه أبو داود (4297)، وجوّد إسناده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (958).؛ لأن الشخص الذي لديه همة عالية لا يمكن أن يكون منتهى تفكيره الدنيا، ولذلك من النجاحات الكبيرة في تربية الأبناء وتربية النفس البشرية وتربية الأهل: الربط بالدافع الأخروي، أن ننجح في أن تكون همتهم للآخرة، فهذا لا شك أن له أثرًا كبيرًا.
أما إن كان همه أن يكون موظفًا وعنده راتب جيّد، ويكون لديه كذا وكذا فلا شك أن هذا يجعل الهمة مرتبطة بالقضايا الدنيوية وليست بالآخرة، هذا هو الوهن الذي بينه الرسول بأنه: حب الدنيا، فالوهن أوجد عند المسلمين ضعفًا وأصبحوا لقمة سائغة لأعدائهم؛ لأن همتهم ضعيفة، فهم يتصفون بالوهن، وإلا هناك من المسلمين من همتهم الحمد لله عالية.
وكراهية الموت المقصود هو التضحية في سبيل الله ، فيموت الإنسان على ما يحبه الله ، وبالذات أن ترخص نفسه لله رب العالمين، هذا ما سبق الإشارة إليه في الدرس السابق ونواصل بقية الأسباب المتعلقة بدنو الهمة.
التسويف والتمني
السبب السادس: التسويف والتمني: التسويف والتمني قضية مرتبطة بقضية نفسية مهمة جدًّا الإنجاز في الوقت الحالي، التعود على أن الإنسان يكون ابن اللحظة الحاضرة، من وسائل السعادة في هذه الحياة أن الإنسان يركز على ما ينبغي عليه أن يعمل الآن وينجزه؛ لأنه لو لم ينجز ما هو مطلوب منه سيتأخر، فإذا تأخر تأخرت المهمة الأولى، وتأخرت المهمة الثانية، وتأخرت المهمة الثالثة، فحصل التكدس ولا شك، صاحب علو الهمة ينجز، والمدير الناجح في الغالب مهامه منجزة، تدخل عليه لا تجد عنده ملفات وأوراقًا مكدسة على المكتب.
وأعرف أحد المديرين الفاعلين بهذه الصورة ينجز أعماله من وقت مبكر في الدوام، ثم بعد ذلك الوقت الآخر تجد أنه يستقبل الجمهور، والناس يأتون إليه لحوائجهم، ولا تجد على طاولته من هذه القضايا؛ لأن الأمور منجزة، هذا صاحب همة عالية.
أما الآخر ضعيف الهمة فممكن يؤجل أعماله حتى تتراكم عليه ويبدأ يضيع حقوق الناس، ويأخذ أعماله معه للبيت؛ لتتراكم عليه الأمور،..، وهذا نتيجة التسويف والتمني، يجب التخلص من هذه الصفة، ولا يمكن التخلص منها إلا من خلال إلزام النفس بالإنجاز في الوقت الحالي، أنجز ما هو مطلوب في الوقت الحالي، فلا أسوف ما دام أن عندي فرصة أني أنجز هذه المهمة، وهكذا يجب أن نربي أبناءنا وأنفسنا، لا يؤخر إذا كان الابن عنده مهمة وهو فارغ لهذه المهمة ينجزها، وحينما يجد الابن أباه على مثل هذه الصورة من الإنجاز لا شك أنه لا يتعود التسويف، لكن حينما يسمع دائمًا: خيرًا إن شاء الله، إن شاء الله فيما بعد، (بعدين)، فأصبحت كلمة (بعدين) كلمة الضعفاء، كلمة ضعيفي الهمة، ويتربى عليها الأبناء، ويصبح عندهم (بعدين) هي الحل الخيالي الذي أعتبره عبارة عن موضع الهروب، ملجأ الهروب، ملجأ الهاربين قضية (بعدين، بعدين).
مجالسة البطالين والمثبطين
السبب السابعة: مجالسة البطالين والمثبطين: لا شك أنها مؤثرة فيما يتعلق بدنو الهمة، إذا جلست مع أناس يحترمون الوقت أو جلس ابني وزوجتي وبناتي أصبحوا في بيئة أصحاب علو همة سيكونون مثلهم، والإنسان يتطبع ويتشكل بمن يصاحب، قل لي من تصاحب أقل لك من أنت، فإن كان يصاحب صاحب همة عالية، سيكون مثلهم، فالبطالين المثبطين مرض وداء ينبغي التنبه لأوضاعهم.
وكذلك ما يتعلق بالأمور التي تخالف الشريعة فيما يرتبط بالمناهج واضطهاد المسلمين لا شك أن هذا من أسباب ضعف الهمة، والمسلمون مضطهدون في كل مكان، وو...، أسأل الله أن يلطف بإخواننا المسلمين هنا وهناك، لكن قد تجد أخًا سوريًّا يتميز بعلو الهمة، وتجد أنه مهما كانت الضربات موجودة على إخواننا إلا أنه ما زال يعمل ويكد في هذه الحياة ويخدم أهله وأمته، ويحاول أن يكون له دور، صاحب همة عالية.
وآخر تجد أنه يقول: ما منا فائدة ومن هذا القبيل، وربما تجد أنه حتى في أمور الدنيا التي هو بحاجة إليها يتقاعس بسبب الإحباط الذي يتولد من الاضطهاد، نسأل الله أن يكون لإخواننا في مشارق الأرض ومغاربها، فهذا ما يتعلق بأسباب دنو الهمة.
أسباب علو الهمة
وننتقل إلى أسباب علو الهمة، كيف نستطيع أن نربي أنفسنا ونربي من تحتنا على علو الهمة؟
من أسباب علو الهمة العلم
أولاً: العلم: العلم، قضية مهمة جدًّا؛ لأنه في بعض الأحيان عدم معرفة الشيء هو سبب عدم الحصول عليه، فحين أجهل فضائل الأعمال والأجور المترتبة عليها يكون ذلك سببًا لدنو همتي وحين أتعلم فضائل الأعمال والأجور نحصل عليها.
ومن أفضل الطرق لتربية الأبناء على السنن الرواتب -مثلًا- ليست توجيهه وأمره: صل يا ولدي، صلي يا ولدي فحسب، وإنما هناك طرق أخرى كثيرة، منها القدوة: لكن فيما يتعلق بموضوعنا هذا أن أعلمه فضائل السنن الرواتب، هذا التعويد وهذا التعليم سيساعد على علو الهمة، فقد يعرف جزءًا لكن لا يعرف أجزاءً أخرى.
فلذلك العلم والمعرفة يساعد على هذه القضية، وحين يعلم بأن الوظيفة مهمة في هذه الحياة، وأنه إذا لم يحصل على شهادة ربما يترتب عليها كذا وكذا وكذا، وقد لا يستطيع أن يبني نفسه، فإذا كان لديه علم فسيساعد على التحدي وعلى علو الهمة، وحين يفقد العلم والشهادة ولا يتصور مآلات الأمور يصبح جاهلاً في الموضوع؛ لذلك تجد بعض الشباب في التخصصات يقول لك: أنا أدرس أي تخصص لا مشكلة، ثم يتخصص في تخصص لا يتناسب مع شخصيته إن قُبل مثلًا، وربما ينسحب، بينما الآخر لا، حين يتعرف على شخصيته يكون عنده علم، وأيضًا ما يتعلق بهذا التخصص: أثره في المستقبل، لا شك هذا سيجعله صاحب همة عالية.
الدعاء وأثره في علو الهمة
ثانيًا: الدعاء: الدعاء، لا شك أن اللجوء إلى الله من أجل أن يكون الإنسان ذا همة عالية له الأثر الكبير، فهو يلجأ إلى ركن شديد ونحن ضعفاء: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر: 15]، فنحن في أمس الحاجة إلى قوة الله وإلى عون الله، وإذا لم يكن من الله للفتى عون فسيكون الإنسان ضعيفًا؛ لذلك أقول للذين يستشيرون في الاستشارات عبر الهاتف: أنتم لجأتم إلى مستشار من البشر، لكن أين لجوؤكم إلى رب البشر؟
يعني هو ضعيف ولجأ إلى ضعيف، وطبيعة النفس البشرية عند الضعف أن تلجأ إلى من يستقوي به، فالابن المفترض يجد أن أباه يساعده على تقويته، وهكذا نحن في أمس الحاجة إلى أن نلجأ إلى الله ، ويلجؤون إلى الله ، وما أجمل أن يقال: الجأ إلى الله. وأعرف بعض المعالجين في مجال المشكلات يوجه توجيهًا دائمًا ومستمرًّا بالرجوع إلى الله سبحانه واللجوء دائمًا إلى الله، فقم وتوضأ، والنبي : "كان إذا حزبه أمر صلى" [3]أخرجه أبو داود (1319)، وأحمد في المسند (23299)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4703).، واقرأ وتأمل قول الله : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل: 62]، وأَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر: 36]، كَرِرها مرتين أو ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، وقد قام النبي حتى إذا أصبح بآية، والآية: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ [المائدة: 118][4]أخرجه النسائي(1010)، والحاكم في المستدرك(879)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1205).، إلى آخره.
فهذا التعويد على اللجوء إلى الله والعبادة، خاصة إذا رأوا من أبيهم ومن القدوة أنه يفعل مثل ذلك، فالدعاء وسيلة من وسائل علو الهمة، فقل مناجيًا متضرعًا: يا رب إني أسألك أن تعينني وأن تقويني، وأن تجعل همتي عالية، اللهم اجعل همي همًّا واحدًا هم الآخرة، قد جاء في الحديث: من كان همه الآخرة، جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا، فرق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له..[5]أخرجه أحمد في المسند (21590)، وقال محققوه: "إسناده صحيح"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (404).، فمن كان همه همًّا واحدًا هم الآخرة كفاه الله هموم الدنيا، فحين تلجأ إلى الله وتطلب منه هذا العون لا شك إذا صدق الإنسان مع الله أن الله سيصدقه.
تذكُّر الآخرة سبب في المسارعة
ثالثًا: تذكر الآخرة: الدوافع سبق الكلام عليها في موضوع سابق وهي نوعان:
دوافع دنيوية منها الدوافع المادية، والدوافع المالية، يعني دوافع مرتبطة بالدنيا، وهي الأشياء الحسية كالهدايا والجوائز إلى آخره، مكافآت مالية.
والدوافع المعنوية: شكر، تقدير ومدح وثناء، وعندنا في المنهج الإسلامية الدوافع الأخروية، يعني الدوافع الأخروية هذه هي التي تجعل الإنسان يعمل.
والفرق بين الدافعين أن الدافع الدنيوي إذا انقطع ينقطع العمل، والدافع الأخروي السمة فيه أنه: ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر [6]أخرجه البخاري (3244 ، 4779)، ومسلم (2824).، فيها الديمومة والاستمرارية؛ لذلك إذا ضعف الإنسان: لو يتذكر الدنيا، يمكن يستمر في ضعفه ويقعد، خاصة مع نكدها ومشاكلها، لكنه حين يتذكر ما عند الله، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الشورى:36] يقوم ويعمل، لو ضعفت نفسه للمجيء للمسجد يقوى حين يتذكر الآخرة فتعلو همته، وحين يجلس على الواتسآب أو السناب شات أو غيرها من وسائل التواصل وأذن للصلاة حين يتذكر الآخرة؛ سيكون هذا عاملًا لعلو الهمة، لكن عندما تكون القضية دنيوية بحتة فستجده لو أقيمت الصلاة، شيئًا فشيئًا، وهو في الطريق إلى المسجد ويشاهد وينظر وما شابه ذلك، وأهم شيء أنه يدرك شيئًا من الصلاة إن كان ممن وُفِق لصلاة الجماعة.
طبيعة الإنسان وأثرها في علو الهمة
رابعًا: طبيعة الإنسان: طبيعة الإنسان سبب في علو الهمة، ولا شك أن بعض الشخصيات عندها المثابرة والتحدي والمصابرة وتعوّدت في هذه الحياة أن تواجه، فرق بين هذا وبين غيرهم؛ ولذلك التربية على تحمل المسؤولية والمشاق في هذه الحياة من الصغر ولو كانوا في بيئة غنية وترف، فهذه البيئة خطورتها في إقعاد النفس عن معالي الأمور لا تخفى؛ فكل شيء ميسر، ومخدوم في كل شيء، ويعمل له كل شيء لا يكون نظام في البيت، فإذا قام الابن مثلًا من نومه الأصل أن يرتب فراشه لا ينتظر الشغالة أو الخادمة، وأن يربوا على هذا من نعومة أظفارهم، وسماعهم للتعليمات وهم صغار يتربون عليها، وألا يقول الطفل: الشغالة هي من تتولى هذا الشيء.
والآباء أحيانًا يعوّدون الأطفال على مثل هذا الكلام حين تُكلف الشغالة بعمل الأصل أن الطفل هو من يعمله ليكون صاحب مسؤولية، فإذا وقع من الطفل حاجة معينة له فيحصل عند كثير من الناس بعض السلوكيات الخاطئة كأن نقوم بأخذه واعطائه إياه؛ فهذا خطأ في السلوك وتعويد له على الاعتماد على الغير، والأصل أن يقال له: خذه يا ولدي؛ ليتعود ويصبح هذا سلوكًا متكررًا ومعتادًا عليه، لكن إن أُعطي مرة بعد مرة سيرفض، إنْ طلبت منه أن يأخذه بنفسه ويقول: لا، أعطني أنت.
فطبيعة الإنسان حين يتربى على تحمل المسؤولية وعلى المثابرة والمصابرة؛ تكون هي أقدر إلى علو الهمة، وقد رأى أحد القادة العسكريين من المغول وهو في وقت شدة الحرب، وكان في غارٍ لأخذ قسط من الراحة، رأى بجواره على جدار الغار نملة تصعد إلى الأعلى ثم تسقط، ثم تصعد مرة أخرى أكثر من المرة الأولى وتسقط، ثم تعود وتصعد مرة ثالثة أكثر من السابق وتسقط، حتى وصلت إلى هدفها، فكان يقول: إذا كانت النملة تفعل ذلك وتصابر حتى تصل لهدفها أليس نحن أوْلى أن نصل لأهدافنا ونصابر؟ فكانت النملة مربية لهذا القائد العسكري لتكون همته عالية.
التربية الأسرية وأثرها في علو الهمة
خامسًا: التربية الأسرية: التربية الأسرية من أسباب علو الهمة بلا شك، وكلما كانت الأسرة والوالدان هممهم عالية يحفظون الوقت وعندهم اهتمام بالقراءة، وعندهم اهتمام بخدمة التطوع والعمل الخيري، ولديهم طموح ويعملون من أجله ويبذلون جهدهم، وأوقاتهم لا تضيع بالقيل والقال وكثرة الأكل والنوم والسوالف، وإنما هم نماذج لعلو الهمة والنشاط، فالتربية الأسرية لا شك أن لها دورًا هامًّا فيما يرتبط بالتعامل بود وحزم، فإن ربيناهم بود دون حزم حصل الدلال والدلع، وإن ربيناهم بحزم دون ود حصلت القسوة، فالتعامل لا بد أن يكون معهم بود وحزم ليتعودوا المشاق في هذه الحياة، دع الولد يتعب لا مشكلة، بل وصل الأمر بالبعض إلى أن يضحي بعباداتهم لئلا يتعب، فلا يوقظه لصلاة الفجر يقول: تعبان، ما نام إلا متأخرًا! فيتربى على مثل هذه الأشياء وعندما يتربى على مثل هذه الأشياء لا يمكن يكون صاحب همة عالية خاصة عندما تكون القضية مرتبطة بمعالي الأمور، أو الأمور الأساسية في هذه الحياة كأركان الإسلام مثل: الصلاة.
النشأة في مجتمع مليء بالقمم
السادس: النشأة في مجتمع مليء بالقمم: هذا من أسباب علو الهمة؛ لأنه حين ينشأ موفقًا في أسرته وحيه ومسجده وبين أقاربه وعنده قمم وعنده نماذج وقدوات لا شك أن هذا من الأشياء المهمة؛ لذلك هل أبناؤنا وبناتنا هل مجتمعنا يعني يعرضون لهذه النماذج الجادة أم أن الشغل -حتى ولو كانوا من أهل التدين- مرتبط بالناس الذين همتهم ضعيفة إذا جاءت الحقائق، جاء في الأثر عند البخاري في الأدب المفرد: "كانوا يتبادحون بالبطيخ" [7]أخرجه البخاري في الأدب المفرد (266)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (435).، أي: بقشور البطيخ إذا جلسوا مع بعض رمى بعضهم على بعض البطيخ، فهذا يعتبر شيئًا من الأنس والمحبة، وتمام الرواية: "لكن إذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال"، إذا جاءت أمور الجد وجدتهم هم الرجال.
فلا مشكلة أن يتمازح الأبناء وغيرهم وأن يكون هذا جزءًا بنسبة من حياتهم، لكن المشكلة حين يكون المزاح والترفيه هو أغلب حياة الأبناء والجيل فلن يتعودوا على علو الهمة وستجده وهو في وظيفته يلعب (إكس) والمراجعون ينتظرونه، وإذا كان في اجتماع مهم جالس يلعب الثعبان والسُلم في الجوال!
(بخلاف) إذا تربى على مصاحبة أصحاب الهمم وقراءة سيرهم، ونمكّنهم أن يصاحبوا ويزوروا أصحاب الهمم والقدوات ويسمع منهم.
مثال: فيه تاجر أعرفه زرته وإذا به واضع صورة لشخص راكب تكسي -سائق تكسي- معلقها وبغض النظر عن حكم التصوير وتعليق الصور لا أتكلم عليه من الناحية الشرعية فقلت له: يا أبا فلان من هذا؟ قال: هذا أنا حين كنت في بداية عملي كنت سائق تكسي، وهو من التجار الكبار في المنطقة، يقول: كلما رأيت هذه الصورة أتذكر أنني كنت ضعيفًا وأن الذي قوّاني رب العالمين، وإذا زاروني الشباب أقول لهم: هذا الذي قدامكم جالسين تثنون عليه وتمدحونه كان سائق تكسي، والإنسان قادر على أن يثابر في هذه الحياة ويحقق أهدافًا طيبة وعالية في هذه الحياة.
فقراءة سير الناس أصحاب الهمم العالية وسير المجاهدين من الصحابة والعلماء من الصحابة، وسير التابعين والمصلحين والعظماء والمؤثرين، حتى من غير المسلمين في مجتمعاتهم، تعطينا مجالًا للدافعية إلى أن نكون أصحاب همم عالية، وتَعْجب من بعض الكفار وأنت تقرأ في سيرهم، كان الواحد منهم ربما استثمر وقته أحسن من بعض المسلمين، للأسف الشديد، بغض النظر عن المضامين، لكن أحسن من بعض المسلمين من حيث الوقت، والمجال عنده مفتوح للتيه في الحياة والضياع في مجتمعاتهم المنفتحة، لكن تجده منجزًا؛ لأن عنده إرادة وقوة إرادة -كما سيأتي معنا لاحقًا- وعلو همة في استثمار الأوقات.
استشعار المسؤولية
السابع: استشعار المسؤولية: وهذه القضية من القضايا المهمة للجيل اليوم، وهو ما يرتبط بمدى نجاحنا مع أجيالنا في تحميلهم المسؤولية، مثلما فعل النبي مع أنس وكان غلامًا صغيرًا، فالنبي كان يعطيه بعض الأشياء ينقلها وهو طفل فيذهب وينسى ما أمره به النبي وينشغل باللعب مع الأطفال، فيأتيه النبي ويذكره بشيء من الدعابة: يا أنيس اذهب حيث أمرتك [8]أخرجه مسلم (2309-2310)، وأبو داود (4774)، واللفظ له.، فهذا الأمر غير موضوع اللعب الذي هو الجانب الطفولي الطبيعي في الطفل وما يتعلق بذلك، لكنه عوده النبي على تحمل المسؤولية حتى إن أمه كانت تقول له: ما دام أن النبي طلب منك أن تكتم فاكتم، تأمره بأن يحفظ سر رسول الله ولا يخبر به أحدًا.
هذا بحد ذاته مهمة، ولو أن تعطي ولدك مهمة المفتاح مثلًا يا ولدي أنت مسؤول عن مفتاح المستودع في البيت، فهذا شعور بتحميل المسؤولية وأن له دورًا، ولو أُعطي الدور الذي يجيده بعد أن يعرف الأب مثلًا خصائص المرحلة والفروق الفردية وأعطي الشيء الذي يناسبه، المقصود نكلفهم بمسؤوليات، وهناك مشكلة عند الكثير عدم الصبر فلو كلف ابنًا من أبنائه بمسؤولية ولم ينجح في المرة الأولى يُلغي ثقته بابنه وأنه لا ينفع لشيء، وهذا الأمر انتقل للشركات والوظائف وأصبح عند الكثير عدم الثقة بإنتاج الشباب ولا يثقون بإنتاج الجيل، ولذلك تجد القضية مرتبطة بعدم وجود الثقة في وقت مبكر، فيحتاج أن نكلفه بالمسؤولية التي تناسبه ونصبر إذا لم ينجح فيها في المرة الأولى ويتعلم من خطئه فسينجح في المستقبل.
وبعض البيئات تربي أجيالها على المسؤولية وعلى القيام بها، ونحن نتعامل مع طلاب من مختلف القبائل والبيئات الأسرية فنجد أن بعض البيئات يمكن لو تحمله مسؤولية قاعة المحاضرة في الكلية أو في الجامعة يتحملها، بينما الثاني يحتاج ثلاثة أو أربعة أو خمسة حتى يحركوه، فتجد الأول مؤثرًا في الآخرين ويتحمل مسؤولية، والثاني مضيع للمسؤولية وينتظر غيره حتى يؤثر فيه، والناس يتفاوتون في هذا الجانب.
باختصار لا بد أن يشعر الابن أو الشخص الذي نريد أن نربيه على علو الهمة باستشعار المسؤولية، حتى أنفسنا بهذه الأعمار وغيرنا نتفاوت فيما بيننا، فالذي تربى في بيئة الدلال والدلع ولا يحمل مسؤولية، والمسؤولية التي كان ممكن يتحملها ولو صغرت تحملها غيره، ليس مثل الشخص الآخر الذي عانى في هذه الحياة.
وهكذا على مستوى المجتمعات التي تعبت، مثل المجتمع الفلسطيني، شُرِدوا وتَعبوا؛ فإذا قِسْتَ مستوى تحمل المسؤولية كشريحة مع مقارنتها مع مجتمعات أخرى تجد الفرق في هذا الجانب؛ لأن الوضع الذي عايشوه عبر سنوات طوال أشعرهم بالمسؤولية فأصبح مستعدًا أن يتنقل من بلد إلى بلد مع المعاناة، لكنه تربى من صغره على مثل ذلك.
التشجيع وأثره في علو الهمة
الثامن: التشجيع: التشجيع من أسباب علو الهمة، ولغة الرسائل السلبية التي يحملها فيما بعد الجيل فقد يقول: أنا لا أصلح لهذا الشيء، وسبب هذه القناعة بأنه لا يصلح أنه قد قال له أبوه: أنت فاشل، كلفتك بهذا التكليف ولم تنجح، أنت لا تصلح لهذا الشيء، أو المعلم قال له ذلك.
فيجب تغذية الجيل بالرسائل الإيجابية لِيُغذوا أنفسهم بالرسائل الإيجابية فالرسول --ج كان يعجبه الفأل الحسن [9]أخرجه ابن ماجه (3536)،بلفظ: "يعجبه الفأل الحسن"، وأحمد في المسند (8393)، بلفظ: "يحب الفأل الحسن"، وقال محققوه: "صحيح، … Continue reading، والفأل مرتبط بالجانب بالسلبي، أنا مستحيل أستطيع فعل كذا، أنا فاشل، أنا ليس عندي إمكانية ولا قدرة، وقد مر علينا شباب في الإرشاد وفي الاستشارات من أُسر وبالتلفون ونساء، تجد أن مشكلتهم الأساسية مرتبطة بالرسائل السلبية بشكل كبير جدًّا، فهي المحبطة لهم، وهي التي تجعلهم لا يعملون السبب، ما أتوقع أن أفعل هذا الشيء، ويوجد طالب عندنا في الفصول الأولى في الجامعة تحت الإنذار تحت اثنين من أربعة فشعر بالمسؤولية والتحدي وأدرك الخطورة فأصبح في الفصول بعد ذلك يُكّرم، ومن المتفوقين في الكلية، لم يرتق فحسب بل أصبح من المتفوقين، يعني حصل في أربعة فصول تقريبًا على امتياز في المعدل الفصلي وبدأ المعدل التراكمي يزداد؛ لأنه اهتم بمجموعة من الأساتذة في وحدة التوجيه والإرشاد، ولاقى تشجيعًا وتحفيزًا وكُرِّم من خلال حفل التفوق، وأصبح نموذجًا وساعده ذلك على علو الهمة في المجال الدراسي.
وبعض أهل العلم جعل التشجيع واجبًا على الكفاية، واستدل بما حصل من عمر بن الخطاب أنه شجع ابن عباس رضي الله عنهما وكان يدخله مع صغر سنه إلى مجلسه أشياخ بدر، والقصة المشهورة في إصابته لتأويل قول الله : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3]، فأولئك تأولوها على النصر من الله، وهو تأولها بأجَل النبي فأقره عمر بهذا [10]أخرجه البخاري بأرقام متعددة منها (3627 ، 4970).، فالتشجيع مهم جدًّا للنفوس البشرية...، خاصة إذا وجدت نفسها وذاتها مع من هو أكبر منها، لذلك يخطئ بعضنا حينما نمنع الأبناء الصغار مع وجود جانب من الإيجابية لديهم أنهم يخالطون من الكبار بحجة: لا تجلس مع الكبار، ولا نريد أن يُفشّلنا، وهذا خطأ.
أعرف أُسرًا عكس ذلك تمامًا فتجد أول من يرحب بالضيف الصغار، وهم الذين يقدمون القهوة ويرحبون، فهؤلاء ربوا على استشعار المسؤولية وشُجّعوا، وإن وقعوا في خطأ في ما يقدم فلن يكون هذا الخطأ المشكلة والطامة الكبرى ولن يُسب أو يُشتم؛ لأن السب والشتم هو الذي يجعل الولد لا يفكر أنه يأتي مرة أخرى، ويعيش في قلق، فإن تكلم يخشى أن يقال له: لماذا تكلمت؟ وإن قدم قهوة أو عصيرًا خاف أن يقع في خطأ فيقال له: ما الذي أتى بك؟ وإياك أن تأتي مرة أخرى، فهذا الذي يعيش بهذه النفسية لا يمكن بحال من الأحوال أن يعيش حياة إيجابية، وإنما سيعطي نفسه رسائل سلبية وسيتحاشى التوافق مع البيئة.
والتوافق مع البيئة قضية مهمة جدًّا، وكيف يكون عنده علو الهمة وهو غير متوافق مع نفسه، يقول: أنا لا أستطيع وهو يستطيع أن يعمل لكن تربى على ذلك، ولا يتوافق مع بيئته ولا مع النفس ولا مع المجتمع أهم عاملين لزيادة الإنتاجية والاستقرار النفسي.
وإذا كان لا يعرف نفسه يغالط نفسه بسبب ضعف التشجيع وعدم التحفيز لن يدرك ذاته وسيعطي نفسه رسائل سلبية مع أنه قادر على الإنتاج وعنده القدرة أنه ينتج.
وكذلك لن يتوافق مع الآخرين؛ لأنه يتحاشى أن يواجه الآخرين خوفًا من انتقادهم، فإذا أصبحت القضية كلها مرتبطة برسائل سلبية تخيفه فيبتعد عن مصدر هذه الرسائل السلبية لكن لو كان تأتيه الرسائل الإيجابية والتشجيع حتى لو أخطأ فالرسول يقول لعبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: نِعم الرجل عبد الله، لو كان يقوم من الليل [11]أخرجه البخاري (1122)، ومسلم (2479).، رأى رؤيا مفزعة ورأى أُناسًا يعرفهم في النار فقال: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، وجاء وقصها على أخته حفصة وهي قصتها على النبي فالرسول لعله هذا كان تأويلًا منه عليه الصلاة والسلام قال: نِعم الرجل عبدالله، وهنا أثنى عليه، وهذا التشجيع: لو كان يقوم من الليل، فقال سالم: "فما نام بعدها من الليل إلا قليلًا".
فعبدالله بن عمر بن الخطاب تأثر بتوجيه النبي ، اللفتة والتشجيع، فتشجيعه عدّل سلوكه ليصبح من أصحاب الهمم العالية فيما يتعلق بقيام الليل.
وذاك الرجل الذي كان يشرب الخمر كثيرًا حين قال له أحد الصحابة حين إقامة الحد عليه بقوله: أخزاك الله، قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان[12]أخرجه البخاري (6777)..
وفي رواية: فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي : لا تلعنوه، فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله » [13]أخرجه البخاري (6780)..
فذكر صفة إيجابية فيه، وأقام عليه الحد ولم يقره على فعله.
لكن هناك فرق بين قول الرسول : إني لا أعلم إلا أنه يحب الله ورسوله ، وبين قول الصحابي رضوان الله عليهم أجمعين: "أخزاه الله أو لعنه"، فرق بين الرسالتين، فرق نفسي، مع أنه يقام عليه الحد، الحد يقام يعني جزاؤه يأخذه، لكن هو الآن يحتاج أن يخرج من شرب الخمر الذي ابتُلي به فيحتاج أن يعدل سلوكه، وتعديل السلوك يكون بالرسائل الإيجابية ومن خلال تشجيعه وتحميسه ومدحه والثناء عليه في الشيء الذي يجيده أو الخير الذي عنده، أو تشجيعه للمستقبل وأنه قادر إن شاء الله تعالى على تحسين وضعه.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم للخيرات، وأن يجعلنا وإياكم من أصحاب الهمم العالية، والحمد لله رب العالمين.
↑1 | أخرجه أبو داود (1555)، وحسّن إسناده ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح 3/15 |
---|---|
↑2 | أخرجه أبو داود (4297)، وجوّد إسناده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (958). |
↑3 | أخرجه أبو داود (1319)، وأحمد في المسند (23299)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4703). |
↑4 | أخرجه النسائي(1010)، والحاكم في المستدرك(879)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1205). |
↑5 | أخرجه أحمد في المسند (21590)، وقال محققوه: "إسناده صحيح"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (404). |
↑6 | أخرجه البخاري (3244 ، 4779)، ومسلم (2824). |
↑7 | أخرجه البخاري في الأدب المفرد (266)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (435). |
↑8 | أخرجه مسلم (2309-2310)، وأبو داود (4774)، واللفظ له. |
↑9 | أخرجه ابن ماجه (3536)،بلفظ: "يعجبه الفأل الحسن"، وأحمد في المسند (8393)، بلفظ: "يحب الفأل الحسن"، وقال محققوه: "صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين"، وصححه الألباني في لفظ ابن ماجه في صحيح الجامع (4985). |
↑10 | أخرجه البخاري بأرقام متعددة منها (3627 ، 4970). |
↑11 | أخرجه البخاري (1122)، ومسلم (2479). |
↑12 | أخرجه البخاري (6777). |
↑13 | أخرجه البخاري (6780). |