هناك إشكالية في التعامل بين بعض المربّين والمتربّين، أيًّا كان هؤلاء؛ في أسرة، أو في مدرسة، أو غيرها، وسواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، وذلك أن جانب التوجيه والإرشاد والنصح والتأثير والتربية يتم باعتبارهم كأنهم شيءٌ واحدٌ!
فيقول الأب مثلًا: وجَّهت أبنائي، وهو وجَّه "محمدًا" مثل إبراهيم، مثل فوزية، مثل نورة، بنفس الأساليب! وهل محمد مثل إبراهيم؟ وهل الذكر مثل الأنثى؟ الأمر مختلف، مثل أستاذٍ يأتي ويقدم الذي عنده بأسلوب واحدٍ دون مراعاة الفروق بين الذين يعلمهم.
فالمراعاة للفروق مهمةٌ جدًّا؛ ومن خلالها نستطيع أن نعرف مفتاح محمدٍ الذي قد لا يصلح مع إبراهيم في البناء والتوجيه والتربية، أو في حل المشكلة؛ فمن الممكن أن تكون مشكلة محمدٍ هي نفسها مشكلة إبراهيم، مثلًا: كلاهما يشرب الدخان، لكن الطريقة التي أحتاجها لحل مشكلة محمد تختلف عن الطريقة التي أحتاجها لحل مشكلة إبراهيم؛ لأنهم مختلفان، والله سبحانه وتعالى قد خلق الناس مختلفين؛ ولذلك لابد أن نراعي الفروق الفردية[1]معالم المنهج النبوي التربوي - الجزء الرابع (بتصرف)..
↑1 | معالم المنهج النبوي التربوي - الجزء الرابع (بتصرف). |
---|