الشخصية التربوية المؤثرة من مؤشراتها: تَوَجُّهُ أصحاب الخطأ والانحراف إليها، وهذه ميزةٌ في منتهى الأهمية، حينما يخطئ الابن ويكون مرجع هذا الابن لبيان الخطأ ومحاولته للخلوص من هذه المشكلة هو الأب؛ يكون هذا الأب أبًا ناجحًا، لكن إذا كان الابن يُخفِي على أبيه، والبنت تُخفِي على أمها، أو الطالب يُخفِي على أستاذه؛ فهذا يعني أن لهم مرجعًا آخر للتخلص من المشكلة، قد يكون إيجابيًّا وقد يكون سلبيًّا!
والخوف هنا حينما تكون هذه المراجع سلبية؛ يتلقى من خلال المستشارين الافتراضيين على النت، فيدخل أو تدخل على النت، يعرض وتعرض مشكلتها، ويأتي عالَمٌ فسيحٌ لا يدرى ما هو، وتتلقى ويتلقى التوجيهات؛ ليتخلص من المشكلة!
فيجب على المربي أن يكون -كما كان النبي عليه الصلاة والسلام- مؤثرًا في أصحابه؛ حتى إن بعضهم إذا وقع في مشكلةٍ في أشد القضايا يأتي إليه، مثل الشاب حين أتى ليطلب الإذن بالزنا، ومثل: قصة ماعز والغامدية في توبتهما من الزنا.
ينبغي أن نعتني بهذا الأمر، وكُلُّ مربٍّ يختبر نفسه: هل يأتي إليه بعض من يربيهم؟ فإن كان معلمًا: هل طلابه يأتونه يعرضون مشكلاتهم؟ وهل أبناؤه يأتون إليه؟ وهل زوجته تأتي إليه؟[1]معالم المنهج النبوي التربوي - الجزء السابع (بتصرف)..