السؤال
إحدى الأخوات تقول إن زوجها كان من الحريصين على العبادة، ثم بدأ يفتر شيئًا فشيئًا، فتسأل: ما السبيل لاستدراك هذا الأمر؟ خاصة أنها حريصة جدًّا على أن يكون قدوة لأبنائهما، وتخشى أن يتأثر الأبناء بتغيُّر حاله.
الجواب
نقول وبالله التوفيق: مهم جدًّا أيتها الأخت الكريمة إدراك ما سبب هذه المشكلة التي يعاني منها زوجك؟ وهو واضح أنه قد انتقل من مرحلة إلى مرحلة في قوة العبادة وجودة العبادة إلى الضعف في هذا الجانب، مهم جدًّا أن يُدرك ما هو السبب؟ قضية مهمة: التشخيص؟
وهذه قاعدة عامة في قضايا المشكلات وما يتعلق بها: لا بد أن نحرص على التشخيص السليم.
مثلها مثل قضايا الأمراض العضوية كمثال: إذا لم نشخص المرض العضوي تشخيصًا سليمًا، ربما نأخذ أدوية لغير هذا المرض؛ لأن التشخيص لم يكن تشخيصًا سليمًا.
فهنا قد تكون مشكلة الزوج كمثال: أنه بدأ يخترق المحرمات من خلال الاستخدامات السيئة للتقنية؟ هل القضية من خلال صداقات سيئة طرأت عليه؟ بيئة عمل سيئة طرأت عليه؟ لابد أن ندرك هذه القضية.
أنا أذكر إحدى المتصلات اتصلت من خلال الهاتف الاستشاري، تقول بأن زوجها منذ سبع سنوات تغير عليها تماما، ولم يعد مثل ما كان عليه من قبل: لا في تواصله معها، لا في فكره، لا في اهتمامه بالعبادة، بل حتى في علاقته بزوجته العلاقة الخاصة، تقول: أصبح من سبع سنوات شخصًا آخر تمامًا.
فمع الأخذ في الحوار والنقاش، تبين أن هذا الزوج بدأ يعمل في بيئة مختلطة مع نساء سافرات متبرجات، أثرت هذه البيئة على دينه وعلى قلبه حتى أصبح شخصًا آخر.
فلذلك لابد من إدراك سبب وضع هذا الزوج الذي تشتكي زوجته من فتوره في العبادة.
القضية الثانية: عدم اليأس: ينبغي من هذه الزوجة ألا تيأس وإنما تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى، وتدعو الله سبحانه وتعالى، وتحرص على أن تكون متفائلة؛ لأنه لكل جواد كبوة، وممكن أن الله سبحانه وتعالى يأذن بأن يعود إلى ما كان عليه من الخير أو أكثر بإذن الله ، والفأل سيعطي الزوجة مجالًا لقضية التعامل مع الأسباب والحرص على قضية طرق العلاج، وإذا ما نجحت طريقة تذهب إلى طريقة أخرى؛ لأن مشكلتنا بعض الأحيان الاستعجال، ولكنكم تستعجلون كما قال النبي ﷺ.
أقترح كذلك: أن الأخت الكريمة تحاور زوجها، ما أجمل أن يكون هناك حوار بين الزوج وزوجته، يبتدئ من الزوج لزوجته أو العكس، فينبغي لهذه الزوجة أن تمارس حوارًا وتستعطف زوجها وتخاطب مشاعره وتخاطب عقله فيما يتعلق بقضية وضعه من الناحية العبادية، وتذكيره بالله سبحانه وتعالى، وتذكيره بخاتمته، وتذكيره بالجنة، وتذكيره بالنار، وتذكيره بحقيقة هذه الحياة الدنيا.
والتقنية اليوم من الوسائل المساعدة أيضًا؛ فيمكن أن تستخدم من خلال الرسائل والوسائط بعض المقاطع وبعض الروابط القصيرة التي تخدم في هذا الجانب.
ولذلك أنا أوكد على أهمية أن تحرص هذه الأخت على العوامل الإيمانية التي تؤثر في زوجها، سواء منها مباشرة أو طريق غير مباشرة من أشخاص آخرين، أو من خلال الوسائط الإعلامية.[1]المصدر: 6- مفهوم التربية في القرآن
↑1 | المصدر: 6- مفهوم التربية في القرآن |
---|