السؤال
ما النصيحة في التعامل مع الأشخاص كبار السن، والعناية والاهتمام بهم؟ وكيف نعلم الآباء والأبناء والأمهات أساليب التعامل معهم؟
الجواب
نقول وبالله التوفيق: مهم هنا أن ندرك قضية خصائص هذه المرحلة؛ مرحلة الكبار.
لم يعد هذا الإنسان في مرحلة رشد (ومن باب أولى المراهقة ومن باب أولى الطفولة) فمن أصبح كبيرًا: غالبًا يكون محالًا إلى التقاعد، عنده وقت، ربما يشعر بالملل، لديه عناية بصحته أكثر من ذي قبل، ربما يعتريه من الأمراض، وهو بحاجة إلى دعم نفسي بسبب الشعور بالملل، بقلة الناس الذين يتواصلون معه بعد أن كانوا معه بسبب العمل والوظيفة.
هذه القضايا مهم جدًّا أن ندركها بشأن خصائص الكبار، وعندئذ سنجد أننا نحتاج إلى أن نشبعهم وجدانيًّا: بالاحترام، بالتقدير، بالعون.
أيضًا قضية مهمة للكبار: لابد أن يشعروا بأننا بحاجة إلى خبراتهم في هذه الحياة وبحاجة إليهم، هم مستودع خبرات حقيقةً، هم بحر كبير عظيم من التجارب في هذه الحياة.
ولذلك أنصح أي متقاعد من الكبار أنه لا يبخل على الجمهور وعلى المجتمع بتلكم السنوات التي أمضاها في العطاء والإنتاج.
وكذلك نقول للمجتمع وللكبار وللصغار وللأسرة وللأحياء وللمجتمعات: عليكم باستثمار تلكم الطاقات الفكرية والعقلية والطاقات القيمية، والاتجاهات والطاقات المهارية، التي يمتلكها أولئك الكبار، هذه قضية مهمة جدًّا.
الأمر الآخر أيضًا بالنسبة للكبار: لابد أن نكون عونًا لهم على مزيد من العبادة والقرب من الله .
الإنسان كلما امتد في عمره كلما بدأ يشعر أنه بأمس الحاجة إلى العلاقة بالله وإن كان التعلق بالله ينبغي من نعومة أظفار الإنسان أن يتربى عليه، لكنه كلما كبر يشعر أكثر بحاجته إلى الله تعالى، وأيضًا يشعر بتقصيره السابق؛ فيحتاج أن يعوِّض.[1]المصدر: 6- مفهوم التربية في القرآن
↑1 | المصدر: 6- مفهوم التربية في القرآن |
---|