السؤال
تقول إحدى الأمهات: كيف يمكنني تحبيب أبنائي في العلم، أريدهم أن يكونوا علماء أو يكونوا طلبة علم، كيف أستطيع أن جعلهم كذلك؟
الجواب
يمكن أن يقتصر الأمر على ثلاث قضايا:
القضية الأولى: القدوة، مهم جدًّا أن يروكِ (الأم) أو يروا الأب، أو تقدم لهم نماذج من خلال زيارات، من خلال قراءات لسير علماء من خلال مواقف معينة، مهم جدًّا أن تكون النماذج التي أمامهم هم قدوات يهتمون بقضية الجانب العلمي.
والقراءة مهمة جدًّا؛ لأن الحقيقة موضوع القراءة -كمثال- من الموضوعات التي يشتكي منها كثير من الأسر، وأمة لا تقرأ أمة جاهلة! ولذلك ينبغي أننا نعوّد الأبناء من الطفولة فيما يتعلق بقضية القراءة، لكن الأطفال يحتاجون إلى قدوات: المعلم الذي يقرأ، يحتاجون إلى الإمام الذي يقرأ، يحتاجون إلى الأب والأم اللي تقرأ، إلى الأخ الكبير الذي يقرأ.
فلذلك ينبغي أن نهتم بقضية القدوة، لا سيما في زمنٍ الصراع فيه شديد فيما يتعلق بقضية القدوات، يعني يوجد الآن منافسون لقضية العلم والقراءة، مثل الرياضة والفن، وكثير من الدراسات تشير إلى أن أجيالنا مرتبطة بالرياضة للأسف الشديد؛ حتى أذكر أن أحد الصحفيين يقول في إحدى الصحف إن أجيالنا اليوم قدواتهم هم أهل الفن والرياضة!
وهذه قضية الحقيقة تحتاج إلى انتباه؛ ولذلك ينبغي إبراز هذه القدوات.
القضية الثانية: الحوافز، خاصة مع النشء الصغير، وحتى مع الكبار المراهقين، ينبغي أن نعوّدهم من نعومة أظفارهم ونربط بالحوافز والتشجيع، هذه قضية مهمة وجديرة بالعناية والاهتمام.
والحوافز: حوافز مادية، حوافز معنوية، حوافز حسية، حوافز مالية، والحوافز كثيرة كلما تنوعت وكلما كانت مما يحبه الطرف الآخر، وكلما كانت مباشرة للإنجاز؛ كان هذا أفضل وأحسن.
القضية الثالثة: عليكم بالتدرج وإياكم والقفز فيما يتعلق بقضية العلم، بمعنى نأتي معهم بالعلم شيئًا فشيئًا، وهذا يعني أيضًا معنى من المعاني التي ذكرها العلماء والمفسرون في قضية وَكُونُوا رَبَّانِيِّينَ [آل عمران:79]: فالرباني: الذي يربّي الناس بصغار العلم قبل كباره (كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية).
إذن نحن نعطيهم شيئًا فشيئًا، نأخذ القصص كمثال، نأخذ جوانب السير: سيرة النبي ﷺ، قصص الأنبياء، قصص الصحابة، ونحببهم شيئًا فشيئًا، بعض الروايات النافعة، حتى يحبوا القراءة، ويحبوا العلم.
وقد كان الشيخ عبدالله الغديان (عضو هيئة كبار العلماء رحمه الله) ينصح: اقرأ، اقرأ، حتى لو ما فهمت، حتى تحبّب نفسك في القراءة![1]المصدر: 6- مفهوم التربية في القرآن
↑1 | المصدر: 6- مفهوم التربية في القرآن |
---|