السؤال
أريد أن أربي ابني على الأخلاق الرائعة وحب الآخرين، كيف وماذا أفعل؟
الجواب
هذا سؤال كبير ومهم ومن الأسئلة التي تنم عن اهتمام وحرص، كما أن هذا السؤال له طابع في التربية السلوكية والتربية الاجتماعية والتربية الأخلاقية.
وأجيالنا -أيها الإخوة والأخوات- تحتاج إلى مراجعة في هذه القضية، فلدينا أزمة أخلاق، وهذا حقيقةً يظهر من خلال التعامل البسيط داخل الأسرة، مثلًا: بوجود ضيوف معينين حينما يأتون، من خلال تعامل الطلاب مع أساتذتهم، من خلال احتكاك المجتمع مع تلكم الأجيال، من خلال الشارع، إلى آخره.
أهمية القدوة
فالذي يظهر لي من خلال الإجابة على هذا السؤال لإكساب الأبناء ما يتعلق بموضوع الأخلاق الرائعة وحب الآخرين: القدوة، قضية مهمة جدًّا جدًّا.
أيها الإخوة والأخوات، أيها الآباء والأمهات، أيها المعلمون والمعلمات، أيها المربون والمربيات: إذا أردنا أن نختصر على أنفسنا وعلى أجيالنا الطريق لإكسابهم الأخلاق الرائعة وحب الآخرين والتضحية والبذل والقيم وزرع القيم؛ علينا أن نكون نحن قدوات في هذا الجانب.
ليست القضية أن نرشدهم كلامًا! وحينما نسأل بعض الآباء يقولون: تكلمنا وتكلمنا لكن ما في فائدة، ثق تمامًا أنك لا تحتاج إلى مخزون كثير من الكلام وتوجيهات كلامية كثيرة، بل النفس البشرية مفطورة على أنها تتأثر بالفِعال أكثر من الأقوال، تتأثر بالأقوال، لكن تتأثر بالأفعال أكثر من الأقوال؛ لذلك علينا بالقدوة، وهذه القضية مهمة جدًّا.
والازدواجية التي تحصل في الشخصية بين القول والفعل: لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف:2-3] يحصل حقيقةً فيها اهتزاز واضطراب في جانب تربية الأجيال، فعلينا أن نتنبّه لقضية الازدواجية التي يمقتها الله، وهي من أشد ما يبغضه الله ؛ أن تكون أفعالنا لا تتوافق مع أقوالنا، وأقوالنا لا تتوافق مع أفعالنا.
إذن قضية القدوة هي قضية مهمة جدًّا.
الأمر الثاني: الممارسة العملية: وهي قضية مهمة جدًّا كذلك، يعني دعه يشارك ودعها تشارك في حب الآخرين، دعه يأخذ مبلغًا بسيطًا ويعطيه الفقير، دعه يشارك في الذهاب إلى أسرة تحتاج إلى مساعدة، دعه ينزل في الميدان في عمل تطوعي، كل هذا سيكسبه الأخلاق والتضحية والبذل والابتسامة وطلاقة الوجه وحب الآخرين، إلى آخره.
ثم أيضًا: التعزيز والتعزيز والتعزير! نحن بأمس الحاجة إليه؛ حتى نستطيع أن نحافظ على السلوك، وليبقى هذا السلوك سلوكًا واضحًا ظاهرًا، يمتلكون الأخلاق ويمتلكون القيم، وكم نحن اليوم بأمس الحاجة إلى تلكم القيم، فالعالم اليوم في أزمة قيم وأخلاق!
فنحتاج -أيها الإخوة والأخوات- أن نتنبّه، ليس من الصواب حقيقةً أن يكون أعداؤنا وغير المسلمين أجدر منا في بعض ما يتعلق بقضايا التعاملات السلوكية، ينبغي أن نتنبّه لذلك!
وفرق بين من إطاره إطار مادي، ومن إطاره إطار شرعي، ولذلك الدعوة انتشرت في شرق آسيا وفي العالم من خلال الدعوة بالأخلاق، تجار يذهبون إلى شرق آسيا ولا ينقلون معهم علمًا شرعيًّا، وإنما نقلوا معهم الأخلاق حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا.[1]المصدر: 10- خصائص التربية الإسلامية
↑1 | المصدر: 10- خصائص التربية الإسلامية |
---|