السؤال
سائلة تقول: ابني عمره أربع سنوات، يسأل عن الله كثيرًا، ويطلب الإجابة، وكلما أجبته يسأل عن سبب ذلك، حتى أصبحت أخاف أن أذكر الله أمامه حتى لا يسألني!
الجواب
مهم جدًّا هنا أن ندرك -أيها الإخوة والأخوات- أن مجرد سؤال الطفل مثل هذه الأسئلة يُنظر إليه من وجه آخر: أنه سؤال إيجابي، أو تصرف إيجابي، فهو يعطي دلالة على نمو في الشخصية؛ نمو عقلي، نمو وجداني، في هذه الشخصية.
ينبغي أيضًا أن تكوني -أيتها الأخت الكريمة- طبيعية مع طفلك هذا، فلا داعي لقضية الخوف؛ لأنك تستطيعين أن تمتلكي مهارات في الرد على أسئلة هذا الابن، لا تمتنعي من الإجابة، إياك أن تمتنعي من قضية الإجابة، كوني مجيبة له.
السؤال هنا: كيف تجيبين سؤاله؟ من الأهمية بمكان ألا تجيبي بغير الصواب، بعض الناس ربما ينحو منحىً للتخلص من الموقف الـمُشكِل بأن يجيب إجابة خاطئة! وهذه قضية خطيرة جدًّا: أن نعلّم الأطفال الباطل مكان الحق، الخطأ مكان الصواب، بل من حقه أن يعلم الصواب.
وهذه أيضًا تربية على الصدق بالنسبة للمجيب، هذه قضية مهمة جدًّا، ضابط مهم جدًّا لنا فيما يتعلق بهذه الأسئلة.
أيضًا: يمكن أن تصرفيه عن الموضوع بالكلام عن عظمة الله ، أو بالقول: ربما أنك تعرف هذه القضية بعدُ إذا درست في المدرسة، انظر إلى هذا الأمر، شاهد هذا النور، وهكذا.. صرفه إلى شيء آخر، دون الحاجة إلى قضية الامتناع: (لا تسأل!) أو إعطاء إجابة خاطئة.
فهذه بعض الأمور التي نحتاج أن نقف معها في مثل أسئلة أبنائنا المحرجة؛ فنعطيهم على قدر عقولهم، نجيب بالحق، نجيب بالمقدار المناسب، نرجئ الإجابة بحكمة ما استطعنا، نصرفهم عن الإجابة ما استطعنا أو نقول: بإذن الله حينما تكبر ستدرك هذه القضية أكثر فأكثر.
أما إذا كانت الإجابة طبيعية: فينبغي ألا نؤجل، وإذا أجّلنا وأدركنا الصواب فيمكن أن نجيب في مرات أخرى.[1]المصدر: 11- لقاء مفتوح للرد على الاستشارات
↑1 | المصدر: 11- لقاء مفتوح للرد على الاستشارات |
---|