السؤال
هذه سائلة تعاني كثيرًا من عصبية ابنها، تسأل عن ابن لها عصبي، وتقول إن معلمة هذا الابن أيضًا تعاني من هذه العصبية، فكيف التصرف مع عصبية الأبناء؟
والظاهر أن المرحلة التي تتكلم عنها الأخت السائلة هي مرحلة الطفولة.
الجواب
الحقيقة من الأهمية بمكان -أيها الإخوة والأخوات- النظر لأسلوب المعاملة؛ فقد يكون هذا هو السبب الجوهري، وقد يكون هناك أسباب أخرى بلا شك، لكن هنا قضية مهمة جدًّا: هناك حاجات لأبنائنا من أطفال وكبار مراهقين؛ فينبغي -كما أننا نطلب من الأبناء أنهم يهتمون بآبائهم وأمهاتهم ويخدمونهم ويساعدنهم ويبرون بهم- أن نلفت نظر الآباء والأمهات أن يحسنوا التعامل مع أبنائهم ذكورًا وإناثًا، ففي الاستشارات تأتيني أشياء مخيفة حقيقةً توجِد التمرد!
الله يقول لنبيه ويحذّر، وهو النبي ﷺ! لست أنا ولا أنتم: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].
هذه العصبية التي نجدها في أبنائنا قد نكون نحن السبب فيها: الآباء، والأمهات، فالأبناء بأمس الحاجة إلى من يكون قريبًا منهم، بأمس الحاجة إلى من يشبع عاطفتهم، بأمس الحاجة إلى من يشجعهم ويقدّرهم، إلى من يحترمهم، لا ننسى هذه القضية حينما يقوم الابن بشيء إيجابي فنشجعه.
فهو حينما لا يجد التشجيع لا نظن أننا ما فعلنا شيئًا! بل فعلنا شيئًا سلبيًّا، وأشد من ذلك حينما يقع منا التصرف السلبي وهو التحقير وهدم الكرامة والإساءة إليه، ناهيك بالضرب والعتاب واللوم وما شابه ذلك!
فوالله إنني أوجه دعوتي لإخواني وأخواتي من الآباء والأمهات، ومن المعلمين والمعلمات، ومن المربين والمربيات: انتبهوا لقضية أسلوب المعاملة مع الأجيال! هذه نفوس، ليست جمادات، هذه نفوس تحتاج إلى اهتمام وعناية ورعاية.
فلذلك مثل هذا السؤال المتعلق بقضية العصبية، قد يكون السبب: أن هناك حاجزًا بينه وبين المعلمة، حاجزًا بينه وبين الأم، لم يشبع هذه الحاجة التي لديه، لم يتنبّه إلى أمر هو جدير أن يثنى به عليه، جدير بأن يهتم به من خلاله. وإنما يُلام، يعاتب، لا يُقدّر، يُخَطّأ، فيكون الجانب العصبي من آثار هذه الأمور.
نقطة أخرى مهمة في هذه القضية أيها الإخوة المربون، أيتها الأخوات المربيات، أيها الآباء، أيتها الأمهات، المعلمون والمعلمات، المربون والمربيات: الود والحزم!
والود من أجمل ما يكون، الود ما هو؟ أن يحبنا الأبناء، ثم إذا أحبونا أطاعونا.
ومن أجمل ما يكون في قضية الحزم: أن يتعوّدوا النظام والانضباط، فإذا تعوّدوا النظام والانضباط؛ هابونا واحترمونا وقدرونا.
أيضًا: استخدام التعزيز والعقاب: هذه قضية مهمة جدًّا في موضوع العصبية، يعني إذا كان الطفل عصبيًّا يقال له: يا ابني (يا ابنتي) إذا أنت فعلت هذا الأمر (الذي هو عكس قضية العصبية) سنكافئك، فإذا وجدنا منهم عدم العصبية نبرز هذه القضية ونكافئها.
وإذا ما نفعت طريقة التعزيز: نتجه إلى قضية الحرمان من شيء هي تحبه، أو هو يحبه؛ فنحرمه منه إذا ما نفعت طريقة التعزيز.
العلاج العضوي: أما إذا استخدمنا مثل هذه الأساليب وغيرها ولم تنفع، فأنا أقول وجهة نظري هنا:
أنه مهم جدًّا أن يذهب به إلى الأطباء لعمل فحوصات عضوية وعصبية؛ لعله أن يكون هناك شيء لم ندركه ليس من المجالات المتعلقة باختصاصاتنا، وإنما من المجالات المتعلقة بالمختصين: كالأعصاب والمخ وما شابه ذلك، فقد يكون للأمر علاقة بمشكلة في الغدد، الغدد الدرقية كسلًا أو تضخمًا، هذا يؤثر في المزاج ويؤثر في العصبية ويؤثر في الجانب النفسي، وكذلك قضية السكري، فبعض الأمراض عضوية الأصل لكن لها أثر في الجانب النفسي، فمهم جدًّا أن ندرك مثل هذا القضية.[1]المصدر: 11- لقاء مفتوح للرد على الاستشارات
↑1 | المصدر: 11- لقاء مفتوح للرد على الاستشارات |
---|