الوَهَن من أسباب ضعف الهمة، وقد تعوَّذ منه النبي ، وذكر أن المسلمين في آخر الزمان سيصبحون سلعةً رخيصةً عند أعدائهم: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بلى، أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاءِ السيل، ولَيَنزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت[1]أخرجه أبو داود (4297)، وجوّد إسناده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (958).
فالذي لديه همةٌ عاليةٌ لا يمكن أن يكون منتهى تفكيره الدنيا؛ ولذلك من النجاحات الكبيرة في تربية الأبناء، وتربية النفس، وتربية الأهل: الربط بالدافع الأُخروي، أن ننجح في أن تكون همتهم للآخرة، فهذا لا شك أن له أثرًا كبيرًا.
أما إن كان همُّ الإنسان أن يكون موظفًا وعنده راتبٌ جيِّدٌ، ويكون لديه كذا وكذا؛ فلا شك أنَّ هذا يجعل الهمة مرتبطةً بالقضايا الدنيوية وليست بالآخرة، وهذا هو الوهن الذي بيَّنه الرسول بأنه: حب الدنيا.
فالوهن أوجد عند المسلمين ضعفًا حتى أصبحوا لقمةً سائغةً لأعدائهم؛ لأن هممهم ضعيفة[2]تطبيقات تربوية - أسباب علو الهمّة (بتصرف)..
↑1 | أخرجه أبو داود (4297)، وجوّد إسناده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (958). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - أسباب علو الهمّة (بتصرف). |