طبيعة الإنسان سببٌ في علو الهمة؛ ولذلك تجد في بعض الشخصيات المثابرة والتحدي والمصابرة؛ لأنها تعوَّدت في هذه الحياة أن تواجه. فَرْقٌ بين هؤلاء وغيرهم!
ولذلك فمن الضروري تربية الأبناء على تحمل المسؤولية والمشاق في هذه الحياة من الصغر، ولو كانوا في بيئةٍ غنيةٍ وتَرَفٍ، فخطورة هذه البيئة في إقعاد النفس عن معالي الأمور لا تخفى؛ فكل شيءٍ ميسرٍ ومخدومٍ، ويُعمل له كل شيءٍ!
فإذا قام الابن مثلًا من نومه: الأصل أن يرتّب فراشه، لا ينتظر الخادمة، وأن يُربَوْا من نعومة أظفارهم على سماع التعليمات، وألا يقول الطفل: الخادمة هي من تتولى هذا الشيء؛ فالآباء أحيانًا يعوِّدون الأطفال مثل هذا الكلام حين يكلّفون الخادمة بعملٍ الأصل أن الطفل هو من يعمله؛ ليكون صاحب مسؤولية.
فإذا سقط من الطفل -مثلًا- حاجةٌ معينةٌ تجد عند كثيرٍ من الناس بعض السلوكيات الخاطئة؛ كأن يقوم بأخذه وإعطائه إياه؛ فهذا خطأٌ في السلوك وتعويدٌ له بالاعتماد على غيره.
والأصل أن يقال له: خذه يا ولدي؛ ليتعود ويصبح هذا سلوكًا متكررًا ومعتادًا عليه، لكن إن أُعطي مرةً بعد مرةٍ؛ سيرفض إنْ طلبتَ منه أن يأخذه بنفسه ويقول: لا، أعطني أنت!
فطبيعة الإنسان حين يتربى على تحمل المسؤولية والمثابرة والمصابرة؛ تكون أقدر على علو الهمة[1]تطبيقات تربوية - أسباب علو الهمَّة (بتصرف)..
↑1 | تطبيقات تربوية - أسباب علو الهمَّة (بتصرف). |
---|