الإنسان -في الغالب- لا يسلك سلوكًا إيجابيًّا أو سلبيًّا إلا بناء على فكرةٍ في ذهنه تجعله يسلك هذا السلوك (الإيجابي أو السلبي)، هذا إذا كان سلوكه اختياريًّا، أما المُجبر فهذا شيء آخر.
وقد تحدث الحافظ ابن القيم رحمه الله حول مبدأ الخواطر وتطورها فقال: "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلًا"[1]انظر: "الفوائد" لابن القيم (ص31)..
فالإنسان فيها عندما تأتيه خاطرة؛ تكون -كما يُقال- كسحابة صيفٍ في الذهن، لكن هذه الخاطرة يمكن أن تبقى، ويمكن أن تذهب، ولا إشكالية في بقائها إذا كانت إيجابية، بل المطلوب أن تبقى حتى تنتقل إلى فكرةٍ من خلال الاسترسال فيها، فلماذا لا أفعل هذا المشروع -مثلًا- في الحي، أو في المسجد، أو في الأسرة؟
فالخاطرة جاءت عابرة لأول وهلة، ثم تمعّن فيها أكثر فأصبحت فكرة، فأخذ يفكر في تفصيلاتها فأصبحت قضية، وصار لها محلٌّ للدراسة، ومحلٌّ للعناية.
فإن استرسل أكثر؛ انتقلت إلى إرادة وعزيمة. فأخذ يتصل ويُرتّب، يأتي لإمام المسجد، أو يذهب لمركز الحي، أو يُرتّب مع أقاربه بالنسبة للأسرة، .. إلى آخره، صارت لديه عزيمة، وصارت فيه إرادة قوية، وتخطيط، إلى تنتقل هذه الإرادة إلى عملٍ، حتى يجد المشروع قد تم تنفيذه[2]تطبيقات تربوية - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 11 (بتصرف)..
↑1 | انظر: "الفوائد" لابن القيم (ص31). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 11 (بتصرف). |