لا يجوز من الناحية الشرعية والتربوية أن نراعي الخواطر على حساب منهجنا وقيمنا وعقيدتنا؛ فإذا راعينا الخواطر يجب أن تكون فيما أحله الله وشرعه، فهذا قيدٌ مهمٌّ لابد منه.
وحين ننظر في بعض تصرفات مراعاة الخواطر في البيوت في أشياءَ عديدةٍ، مثل لباس المرأة، والقنوات الفضائية، والأصدقاء، وما يتعلق بالسفر، والابتعاث للأبناء، والأشد منه الابتعاث للبنات، وغيرها؛ نجد أن هذه المراعاة ليست مرتبطة بتحريرٍ شرعيٍّ، وإنما بجبر الخواطر!
وعندي قصصٌ كثيرةٌ جدًّا في الاستشارات في هذا الجانب وصلت إلى مستوىً منحطٍّ، أذكر منها قصة واحدة:
كنت في لقاءٍ وأتى إليُّ ابنٌ لأسرةٍ ما في الثانوية، ليس متدينًا، ولكن عنده غيرةٌ ونخوةٌ تجاه أخواته، يقول: أخواتي سيسافرن إلى أمريكا للابتعاث وحدهن.
قلت: أين والدك؟!
قال: والدي لا يُريد ذلك! لكن المشكلة أمي! هي التي دفعتهن إلى ذلك؛ ليحصلن على شهادةٍ، ووالدي سيوصلهن ويرجع ويتركهن هناك! (فهذا مثالٌ لمراعاة المشاعر التي لا تتقيد بالشرع، وإنما لمراعاة مشاعر الزوجة!).
فقلت له: هل أخواتك موافقات؟
قال: واحدةٌ رافضةٌ، لكن مجبرةٌ أن تذهب، والثانية راغبةٌ على طريقة الأم!
فالأسرة التي تسير بهذه الطريقة لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن تنجح؛ لأنها سارت بطريقٍ غير مستقيم. [1]تطبيقات تربوية - وقفات مع سورة التحريم 1 (بتصرف)..