على المربِّي والمربِّية أن يُراجعوا أنفسهم فيما يتعلق بقضية الإخلاص، وحُسن العلاقة بالله ، فهذا الأمر ضرورةً ماسةً، ولا يمكن الاستغناء عنه، وفيه خيرٌ كبيرٌ؛ لأن المربي يؤجر على تربيته لابنه أو طالبه، ولو لم يحصل الأثر من التربية!
بل إن الأمور العادية في الحياة -ومنها تربيتنا لأبنائنا وطلابنا وتعايشنا معهم- إذا صاحبتها النية الطيبة للمعلم وللمعلمة، وللأب وللأم؛ فإن هذه النية تقلب العادات إلى عبادات، فما أجمل أن يُداعب الإنسانُ أبناءه وطلابه وهو يشرب الشاي أو الماء -مثلًا- ويُمازحهم، ويكسبُ أجرًا على ذلك!
وروي عن بعض السلف: "وددتُ لو أن لي في كل شيءٍ نيةً"، فهو يتمنى أن تكون له في كل مباحٍ نيةٌ؛ ولذلك يأتي الإنسان أهله ويكون له في ذلك أجرٌ، كما قال النبي : وفي بُضْعِ أحدكم صدقةٌ[1]أخرجه البخاري برقم (56)، ومسلم برقم (1628).، ويضع الأكل في فم زوجته ويكون له بذلك أجرٌ، كما في الحديث: إنك لن تُنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجرتَ عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك[2]أخرجه مسلم برقم (1006).؛ لأن العبرة باستحضار النية ومجاهدة النفس في هذه الأمور، ولا شك أن ذلك مؤثرٌ جدًّا في اعتبار الأعمال.
فيا أهل التربية، أنتم أمسّ الناس حاجةً إلى استحضار النية؛ لأن مشروعكم الحضاري الكبير متعلقٌ بتربية الآخرين والتأثير فيهم، وهذا يحتاج إلى عونٍ من رب العالمين[3]20- المربي الفعَّال.. المجالات (بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري برقم (56)، ومسلم برقم (1628). |
---|---|
↑2 | أخرجه مسلم برقم (1006). |
↑3 | 20- المربي الفعَّال.. المجالات (بتصرف). |