اشتد نقاشٌ بيني وبين أحد الأحباب، وكان هذا الأخ الكريم أضبط مني لنفسه في قضية الانفعال، وكان هناك كلامٌ وأخذٌ وعطاءٌ ومُشادةٌ من جهتي، ومن جهة غيري، وعندما جاء دوره كانت أول كلمةٍ قالها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فكانت رسالةً قويةً، وتهدئةً لنفسه؛ لأن الموقف كان موقفًا انفعاليًّا للجميع، فهو هدّأ بذلك نفسه، وربَّى بها الآخرين، وكأنه صبَّ علينا الماء صبًّا، ثم قدَّم رأيه بكل هدوءٍ.
ورسولنا يقول: فليستعذ بالله ولينتهِ[1]أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134).، أي: يصرف نفسه عن الأفكار والخواطر السلبية في حقِّ الله تعالى.
فهذا يرشدنا إلى صرف الخواطر السلبية في حقِّ الناس، أو إساءة الظن بهم، أو ما شابه ذلك، أو حتى في حقِّ ذاته؛ بأن يُسيء الظن بنفسه، أو ينظر إلى ذاته نظرةً سلبيةً وسوداويةً، أو يُدخلها في دهاليز لا يرضى عواقبها[2]تطبيقات تربوية - التربية على قوة الإرادة 1 (بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - التربية على قوة الإرادة 1 (بتصرف). |