كنتُ مرةً في الحي، فذهبتُ لصلاة العشاء، ورأيتُ مجموعةً من الشباب يقفون على الرصيف، وأنا أعرف أن هؤلاء الشباب ليسوا من الذين يحضرون للصلاة، فقلتُ لهم: الصلاة يا شباب.
ثم رجعتُ وإذا بهم ما زالوا واقفين لم يُصلوا، فدخلتُ معهم في حوارٍ ونقاشٍ، فقلتُ لهم: يا شباب، هذه الصلاة لا تُكلِّفكم إلا خمس دقائق، أو سبع دقائق، وهي ركنٌ من أركان الإسلام... إلى آخره، فقال واحدٌ منهم:
يا شيخ، إذا كان آباؤنا لا يُصلون، ولا يحرصون على الصلاة؛ فهل تريد منا أن نُصلي ونحرص على الصلاة؟!
فالآن هو فسَّر الظاهرة أم لا؟ القدوة لها أثرٌ أم لا؟
لا شكَّ أن القدوة لها أثر، فإذا لم يكن الأب قدوةً لأبنائه فكيف سيكون المنتج؟ كما قال ابن القيم رحمه الله: "أكثر انحرافات الأبناء بسبب تقصير الآباء"[1]"تحفة المودود بأحكام المولود" لابن القيم (ص229).، لكن هذا ليس مُبررًا للشباب على أية حالٍ؛ لأنهم مُكلَّفون، فعلينا أن نستفيد من هذه المعاني كلها [2]تطبيقات تربوية - القدوة 1 (بتصرف)..
↑1 | "تحفة المودود بأحكام المولود" لابن القيم (ص229). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - القدوة 1 (بتصرف). |