هناك أناسٌ ينجحون، وأناسٌ لا ينجحون حتى لو كانوا يعلمون، حتى لو كانوا يعرفون، والسبب أن الذين ينجحون هم أصحاب قوة الإرادة، أصحاب الضبط الذاتي (self-control)، هذه مهمةٌ.
ولذلك الاعتماديون عندهم الإرادة ضعيفةٌ، وعندهم الضبط الذاتي ضعيفٌ؛ لأنه اعتماديٌّ ينتظر غيره أن يُساعده، وغيره هو الذي يُوجّهه، وغيره هو الذي يُعينه، وغيره هو المُؤثِّر فيه، فهذا هو الضبط الخارجي، لكن صاحب الضبط الذاتي ضبطه داخليٌّ من ذاته.
وأدبيات الشريعة وسُنن الله واضحةٌ في أن التغيير يبدأ من الداخل، من النفس: قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165]، فالقضية ليست ما ترونه من مشكلاتٍ، بل علينا أن نتنبه ونُراجع أنفسنا ونُحاسبها.
علينا أن نُساعد ذواتنا على الضبط الذاتي، ونساعد أجيالنا؛ حتى نستطيع أن نقول: "نعم" للشيء الذي ينبغي أن يُقال له: نعم، ونقول: "لا" للشيء الذي ينبغي أن يُقال له: لا، ويفعل الواحد منا الشيء الذي يخالف هواه، ولا يفعل الشيء الآخر حتى لو كان يُحبه[1]تطبيقات تربوية - التربية على قوة الإرادة 4 (بتصرف)..