أذكر أن أحد الجيران كان لا يحضر معنا في المسجد البتة، وبيته قريبٌ من المسجد، لا يحتاج إلى سيارةٍ، لكن لا نراه أبدًا!
وهذا في الرياض، والذي يعرف الرياض وطرق الرياض يعرف كم يحتاج الذهاب للعمل من الوقت، فيحتاج أن يذهب قبل الدوام بساعةٍ إلا ربع، وبعد الدوام يأخذ مثلها، تقريبًا.
فتجد أن هذه الإرادة مُفعَّلةٌ عنده فيما يتعلق بالوظيفة، بينما هي غير مُفعَّلةٍ في الصلاة مثلًا.
فكنتُ أنصحه فأقول: الله حَبَاك بقوة إرادةٍ؛ حيث تُشغل السيارة وتذهب مُبكرًا حتى تصل في بداية وقت الدوام ولا تتأخر، فلا يعتب عليك المسؤول، وتشق الطريق الشاقَّ شرقًا وغربًا في الرياض حتى تُداوم، وهكذا في العودة، ويُنادي المؤذنُ عند المسجد: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، ولا تخطو خطواتٍ لا تُكلفك 1% أو 2% مما يُكلفك الدوام اليومي؟!
إذن نحن لدينا قدراتٌ وإراداتٌ قويةٌ، تُفَعَّل في جوانب، وقد تكون حلالًا أو من المباحات، ولكنها لا تُفعَّل في جوانب أخرى قد تكون واجبةً علينا [1]تطبيقات تربوية - التربية على قوة الإرادة 1 (بتصرف)..