شكت لي إحدى الأمهات أن طفلها يتكلم بكلماتٍ غير لائقةٍ، وأنها مُنزعجةٌ جدًّا. فقلتُ: سأسألكِ سؤالًا: الطفل معروفٌ في المنظومة النفسية وعند العقلاء من الناس أنه يكتسب الأمور عن طريق التقليد والمُحاكاة؛ لأن مستوى الإدراك عنده لم ينضج بعد، فهو يُربَّى على قدر ما يتلقى، فهو عجينةٌ تُشكلها بما تُريد: إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ.
وقلتُ لها: إما أن هذا الكلام تلقاه الطفل من أبيه وأمه، أو من أجهزة الإعلام، أو من أصدقائه.
قالت: نعم، هو يُشاهد بعض الأشياء، وفيها هذه العبارات السيئة!
فقلتُ: ولماذا تغفلين عنه ثم تأتين وتشتكين؟! ماذا تُريدين؟! هل تُريدين حلًّا سحريًّا؟! لا يوجد حلٌّ سحريٌّ!
فالمشكلة عندكم أنتم -أيها المُربون- حينما تضعون هذه الأجيال أمام هذه المصادر التي لا تُربيهم على القيم والأخلاق الثابتة والإيجابية، وإنما تُربيهم على مساوئ الأخلاق، فيتقمَّصون هذه الأمور، وينطق الطفل بأشياء من القاذورات –نسأل الله العافية والسلامة- التي كان سببها: إهمالُ الأسرة، والأصدقاءُ الذين لم يُنتقوا، والإعلام الذي يبثُّ من غير ترشيدٍ وتشفيرٍ وتوجيهٍ وإبعادٍ للقنوات السلبية؛ حتى أصبح بعض الآباء والأمهات يُعطون جوائز ومكافآت للأطفال لتشجيعهم على الدراسة بهذه الأجهزة التقنية، دون وضع نظامٍ لها، ودون مُراعاة المراحل العمرية، فيبدأ الطفل يشاهد أشياء غير سَويَّةٍ دون أي متابعةٍ[1]تطبيقات تربوية - التربية على الأخلاق 1(بتصرف)..
↑1 | تطبيقات تربوية - التربية على الأخلاق 1(بتصرف). |
---|