مرةً كنتُ في زواجٍ عند بعض القبائل التي تُربي أبناءها على قضية احترام الضيف، والترحيب به، فحضرتُ هذا الزواج وأنا أعرف عنهم هذا الشيء، لكن لما رأيتُ بأم عيني الصغير والكبير -سبحان الله العظيم- يتعاطون نفس القيم والأخلاق في الترحيب، وكأن الكبير تربى على هذا الأساس وهو صغيرٌ، فكنتُ أسأل أحد أفراد العائلة: يا أخي، شيءٌ مُلفتٌ للنظر -ما شاء الله، تبارك الله- ويُفرِح النفس حينما تجد مثل هؤلاء الصغار يُمارسون القيم والأخلاق: كاحترام الضيف، وتقديره في السلام بهذه العبارات، وبهذا الأسلوب. قال: نحن منذ نعومة أظفارنا تربّينا على هذا.
فهذه المنهجية لو وضعناها لمثل هذه القضية وغيرها من القضايا؛ لأصبحت عندنا راسخةً بدون تكلُّفٍ.
ويمكن أنا بعمري -الذي هو أضعاف عمر هذا الطفل الصغير- لو فعلتُ مثله في الاحترام لحسبتُ هذا من التكلف، ولم تكن عندي حالةٌ راسخةٌ؛ لأنني ما تعودتُ على هذا الجانب، لكنَّه تعوَّده.
ولذلك كلما استطعنا أن نهتم بالتربية منذ الصغر على هذه المعاني ستُصبح حالةً راسخةً، وينتج عنها الفعل الإيجابي الجميل، وسيكون هذا هو النجاح في القيم والأخلاق.
وعكس ذلك هو الفشل، حينما تكون هذه الحال الراسخة في قيمٍ وأخلاقٍ سيئةٍ، فيريد الأب بعد ذلك أن يخلص ولده من هذه القيم والأخلاق، ولا يستطيع؛ لأنها قد رسخت[1]تطبيقات تربوية - التربية على الأخلاق 1 (بتصرف)..