الله فطر الإنسان على حبِّ الغريزة الجنسية، فالجنس أصلًا ليس مشكلةً، ولا يقول عاقل بأنَّ قضية وجود غريزةٍ جنسيةٍ من حيث الفطرة فيها مشكلةٌ! فالمنهج الإسلامي أقرَّ هذه القضية، ولكن المشكلة في الانحراف الذي يحصل في التعامل مع الغريزة، يعني: انحراف الشباب -ذكورًا وإناثًا- من خلال أنفسهم، أو من خلال غيرهم. وهذا الانحراف جاء بسببين:
السبب الأول: تفريط المسلمين والشباب أنفسهم، فالشاب يقود نفسه إلى مثل ذلك، ولا يُفعِّل الإرادة الذاتية والضبط الذاتي، ولا مُراقبة الله ، فإذا كان هذا هو حال الشاب والفتاة؛ فمعنى هذا أنهم سيتعاملون مع الغريزة بشكلٍ خاطئٍ.
فإذا ترك الشاب نفسه كأنه ورقةٌ في مَهَبِّ الريح، ليس له إرادةٌ؛ سيقع في المحظور، فالله أعطانا إرادةً وقدرةً على أن نُقبل أو نُحجم، بل هذه حقيقة الابتلاء، فليس هناك مشكلةٌ إلا من خلال ذواتنا، والله يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا[العنكبوت:69]، ويقول: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، فهذا هو السبب الأول.
السبب الثاني: هو من أعداء الفضيلة، ومن الوسائل المُتعددة، فهم سببٌ في انحراف هذه الفطرة عند الشباب؛ ولذلك ينبغي -كما سبق- تفعيل الإرادة الذاتية، وكُلٌّ مسؤولٌ عن نفسه، فما دام أن الله جعل لهذا الإنسان عقلًا، وأصبح بالغًا، ذكرًا أو أنثى؛ فهو مسؤولٌ[1]تطبيقات تربوية - الشباب والغريزة 1 (بتصرف)..