وسائل الإعلام من أخطر الأشياء المُؤثرة في القيم والأخلاق والآداب، وأذكر دراسةً من الدراسات التي عُمِلت على ثقافة الشباب السعودي -ذكورًا وإناثًا-، وقد طُبِّقَت على طلاب المراحل الجامعية في الدمام والرياض وجدة، على ألف طالبٍ وطالبةٍ: احتلَّ فيها الفن المركز الأول في الجانب الثقافي بنسبة 88%! والمقصود بالفن: الأغاني، والأفلام، والمسلسلات! وهذه الدراسة كانت قبل الإعلام الجديد، فكيف الآن مع الإعلام الجديد الذي سهَّل الوصول لهذه القضايا؟! هذا سؤالٌ كبيرٌ يحتاج أن نقف معه وقفةً كبيرةً.
وجاءت الرياضة في المركز الثاني بنسبة 87%، وفي آخر عمودين جاء التاريخ الإسلامي والثقافة الإسلامية بنسبة 57% و58%! ولاحظوا الفرق الكبير، فهم طلاب مرحلةٍ جامعيةٍ من الذكور والإناث، وسُئلوا أسئلةً في الثقافة الإسلامية والتاريخ ... إلى آخره، وهذا مما درسوه في التعليم، ومما هو معروفٌ في ثقافتنا -نحن المسلمين- وفي بيئةٍ تعتبر بيئة محافظة، ومع ذلك احتلَّ المركز الأول: الفن (بمفهومه المنحرف غير الإسلامي) والرياضة. وعددٌ من الدراسات -بل كثيرٌ منها فيما أعرف- تتجه نفس الاتجاه!
فقضية وسائل الإعلام مُؤثرةٌ تأثيرًا كبيرًا جدًّا؛ ووالله إنها لأمانةٌ في رقابِ مَن أتاحوا لأجيالهم وسائل اتصالٍ وإعلامٍ تُدمر قِيَمهم وأخلاقهم وآدابهم، حتى لو كانوا ما يعلمون! فعليهم أن يضبطوا التعامل مع هذه القضايا بطريقةٍ سليمةٍ، ويستشيروا فيها، ويعرفوا الواجب الشرعي والتربوي عليهم، أما فتح الباب على مصراعيه وترك القضية، وترديد أننا أصبحنا في عصر الانفتاح، ولا نستطيع أن نمنع شيئًا! فلا يقول هذا إلا مُنهزمٌ[1]تطبيقات تربوية - التربية على الأخلاق 5 (بتصرف).!