من أسباب انحراف أجيالنا اليوم -كما جاء في بعض الدراسات-: عدم إشغال أوقات الفراغ، فالشاب عنده فراغٌ، ولا يعرف كيف يستثمره؟ بل يشتغل بتوافه الأمور، كما أن بعض الشباب يستغرق في همومه وغمومه حتى يُمارس بعض الممارسات التي ينشد بها السعادة، هكذا يظن!
وقد ناقشتُ عددًا من هؤلاء، فأحدهم مثلًا: يشعر بضيقٍ؛ فيشرب الدخان، ويُشغّل الموسيقى، ويذهب إلى الأسواق، ويُغازل النساء، ويتعرّض للبنات، وما شابه ذلك. وحين ناقشته: لماذا تفعل هذه الأمور؟ وهل تشعر بالسعادة؟
قال: نعم، أنا أشعر بسعادةٍ ومتعةٍ.
فقلتُ له: وبعد ذلك؟
قال: ضيقٌ وكدرٌ!
فقلت له: طيب، وماذا تفعل بعد ذلك؟
قال: أرجع لنفس الحالة!
والله قد بيَّن هذه القضية بقوله: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا [طه:124].[1]تطبيقات تربوية - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 4 (بتصرف)..