الحمد لله أنه ليس في ديننا وفي منهجنا يوم الحزن، ويوم وفاة فلان، ... إلى آخره، بل حتى يوم وفاة النبي ليس هناك شيءٌ محددٌ كطقوسٍ، ولا كيومٍ محددٍ، أو ما شابه ذلك.
وهذا من دلالة حماية الشريعة لهذا الإنسان؛ حتى لا يكون كما يحصل -للأسف الشديد- في عاشوراء عند أهل البدع، هذه الصورة من النياحة، التي تكاد تكون قاتلةً، فما يحصل من هذه الخُزعبلات والتُّرهات يُعطي دلالةً كبيرةً على الحزن المتعاظم السلبي!
وهذا بغض النظر عن أنه بدعةٌ أصلًا، فهو ليس مشروعًا ابتداءً، ومخالفٌ للشرع أيضًا في طريقة تعاطيه؛ لأن ما يحدث صار خارج العقل من مستوى الحزن والانفعال الشديد الذي أدى إلى مستوى منهجية للحزن في الحياة، يعني: الشعور بأن الإنسان لا بد أن يُرقق قلبه بمثل هذه المآتم! فأصبحت هناك مآتم، ليس فقط عاشوراء، بل مآتم عاشوراء، وغير عاشوراء، ومآتم فلان، ومآتم عِلان، وفاة الإمام فلان، ووفاة الإمام فلان، ... إلى آخره.
هذه القضية مخالفةٌ بلا شكٍّ، وهذا من رحمة ديننا العظيم: أنه لم يجعلنا نقف عند هذه القضايا، أو أنْ تُصبح مُعوِّقةً لنا في حياتنا[1]تطبيقات تربوية - انفعال الحزن والاكتئاب (بتصرف)..