انظروا إلى قوله ﷺ: لا تَقدَّموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين، إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصُمْه[1]أخرجه مسلم (1082).، وفي حديثٍ آخر: "مَن صام يوم الشَّك فقد عصى أبا القاسم" رواه أبو داود والترمذي، وهو حديثٌ حسنٌ صحيحٌ[2]أخرجه أبو داود (2334)، والترمذي (686)، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان" (3577)..
هذا -أيها الأحبة- فيه قطعٌ للشك والوسواس، حتى يكون الإنسان مُقبلًا على رمضان وليس هناك أدنى إشكالٍ؛ ولذلك جاء الاحتياط والتوجيه من الشرع من أجل أن يصوم الإنسان رمضان من أوله، ولا يختلط الأمر عليه، ولا يحصل له أي شكٍّ.
وهكذا ما من بابٍ للشك إلا والشرع يقطعه، والقاعدة المشهورة تقول: "اليقين لا يُزال بالشك"[3]"الأشباه والنظائر" للسيوطي (50).، أنت عندك يقينٌ، إذن لا اعتبار للشك.
ولعلمائنا قاعدةٌ جميلةٌ يذكرونها:
والشك بعد الفعل لا يُؤثر | وهكذا إذا الشكوك تكثر[4]"القواعد والأصول" للشيخ ابن عثيمين (1/ 84). |
ومن خلال الاستشارات النفسية نلحظ أن بعض الناس عندهم قابليةٌ للشكوك والوساوس؛ يحصل لديه الوسواس في العبادات، وفي النظام، وفي الأوراق، وفي الوقت، وفي التعامُل، وفي العلاقات، وما شابه ذلك، وفي بعض الأحيان يتمادى هذا الأمر إلى أن يصل إلى ما يُسمّى بالوسواس القهري الذي يُعرف بأنه خطأٌ من حيث السلوك، ويُعرف بأنه خطأٌ من حيث الفكرة، لكنه لا يستطيع أن يتركه! وهذا من أشد ما يكون، وعندئذٍ نحتاج إلى تدخلٍ دوائيٍّ لمن وصل إلى هذا المستوى.
والحل والسبيل للسلامة من ذلك هو العمل بهذه القاعدة: أن الشك بعد الفعل لا يُؤثر، إذا فعلت فعلًا فالشك بعده لا يُؤثر، ارمِه، كما جاء في التوجيه عنه : فليستعذ بالله ولينتهِ[5]أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134).، يقول: أعوذ بالله، ويترك الوسواس [6]التربية في أحاديث الصيام (بتصرف)..