الإنسان الصالح يُحب الخير للآخرين، ويجتهد في نشره بينهم وحثهم عليه، يقول النبي : لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه[1]أخرجه البخاري (13)، ومسلم (1599).. فهل عندنا مستوى مثل المستوى الذي بيَّنه الرسول ؟!
فكمال الإيمان إنما يحصل بهذا؛ أن يُحب الإنسان لأخيه ما يُحب لنفسه، أنت تُحب أن تكون مُصلِّيًا مُحافظًا على الصلاة، وهذا طيبٌ، ولكن عندك إخوانك، وعندك أقاربك، وعندك قبل ذلك أبناؤك، وعندك مَن أنت مسؤولٌ عنهم، وعندك طلابك، وعندك زملاؤك في العمل، فلماذا لا تحرص على دعوتهم إلى الصلاة؟!
ماذا لو قمتَ الآن بإجراءٍ معينٍ؟ -وقد جربتُ هذا الإجراء- اجلس خارج المسجد وانظر للناس المشغولين في الصلاة، والذين وفَّقهم الله إلى دخول المسجد، كم من هؤلاء الذين وفَّقهم الله إلى دخول المساجد وأداء الصلاة في جماعةٍ يتكلم مع العامل الذي يغسل السيارة ويقول له: يا أخي، جزاك الله خيرًا، الصلاة. أو الشاب اللاهي الذي يلعب الكرة يقول له: يا أخي، جزاك الله خيرًا، الصلاة ... إلى آخره؟
وقد رأيتُ عدة مواقف، وجربتُ هذا الأمر، فوجدت قِلَّةً قليلةً من المصلين في المسجد يحملون هذا الخير للآخرين!
فهذه قضيةٌ خطيرةٌ، وتُعطي مُؤشراتٍ عن تقصير الإنسان حتى مع أبنائه في هذا الجانب، ولذلك حين يشتكي الآباء ويقولون: أبناؤنا ليسوا معنا في المسجد! نقول لهم: فأين دوري ودورك؟![2]تطبيقات تربوية - الإنسان بين المُسلَّمات والمُخرَجات 2 (بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري (13)، ومسلم (1599). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - الإنسان بين المُسلَّمات والمُخرَجات 2 (بتصرف). |