نريد أن نُخرِّج من أُسرنا، من تعليمنا، من مجتمعنا: إنسانًا مُتواضعًا، يقول الله : وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ [لقمان:19].
هذا الإنسان تجده يتعامل مع الفئات كلها بتعاملٍ فيه تواضعٌ، وفيه خضوعٌ من أخٍ لإخوانه.
وهذه القضية من المهم جدًّا أن تتربى عليها الأجيال، فحين نتعامل مع طبقةٍ أقلّ منا: نتعامل مع فقراء، نتعامل مع طبقةٍ كادحةٍ، فكيف يكون الواحد منا معهم؟!
أعرف بعض الأشخاص، وبعضهم ممن مَنَّ الله عليه بالملايين، تجده إذا أتى مع السائق في مناسبة عشاء لا يرضى أن يجلس السائق في السيارة، وإنما يطلب منه أن يأتي ويتعشَّى معه؛ كذلك تجده يُسلم على هذا، ويُسلم على هذا، وكأن الناس سواسية.
أما أن نعطي أناسًا بقدر مسؤوليتهم، فنبشُّ في وجوههم، والآخرون نتعالى عليهم؛ فهذا كيلٌ بمكيالين لا يصلح في نفسٍ سويةٍ تُنتجها التربية! وإنما يدل على خلل في هذه التربية!
فلابد في التربية أن تُنشئ الأبناء والأجيال على أن يتعاملوا مع الناس بتواضعٍ؛ يتواضعون مع الحق، إذا عرف الحقَّ يتواضع له، لا يتكبر، وكذلك يتواضع للناس مهما كانت فئاتهم دون فئته![1]تطبيقات تربوية - الإنسان بين المُسلَّمات والمُخرَجات 2 (بتصرف)..