قال الله : وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، يعني: أنت في عبادةٍ إلى آخر لحظةٍ؛ لذلك يُروى أن الإمام أحمد -رحمه الله ورضي الله عنه- لما كان على فراش الموت، وكان ابنه عبدالله بجواره، فسمع والده يقول: لا بَعْد، لا بَعْد. فقال: يا أبتي، إنك تقول: لا بَعْد، لا بَعْد؟ فقال: جاءني الشيطان فقال: فُتَّنِي يا أحمد[1]"حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" للأصبهاني (9/ 183).، يعني: أفْلَتَّ مني، وما قدرت أن أُؤثر عليك. فقال الإمام أحمد: لا بعد، لا بعد. أي: ما دامت الروح موجودةً يمكن أن يضل الإنسان، يعني: يمكن أن يضل الإنسان في آخر لحظةٍ من حياته! فهذا من الفقه العظيم عند الإمام أحمد، رحمه الله.
وكذلك لما قيل لأحد السلف: لِمَ تُتعب نفسك؟! قال: راحتها أريد![2]"الإنسان بين علو الهمة وهبوطها" للشحود (ص168). أي: في الجنة.
فهؤلاء يعملون إلى آخر لحظةٍ، وهكذا تكون الاستمرارية في العمل، والاستمرارية في التربية، والاستمرارية في التأثير، فلا يقول أحدُنا: نحن كبرنا، فما نحتاج أن يُوجهنا أحدٌ! أو كما يقول بعض الناس: نحن كبار، وقد عرفنا الدين تمامًا، وعرفنا كل شيءٍ!
فهذا كلام فاسد، بل نحن نحتاج أن نتعلم إلى آخر لحظةٍ![3]تطبيقات تربوية - الإنسان بين المُسلَّمات والمُخرَجات 1 (بتصرف).
↑1 | "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" للأصبهاني (9/ 183). |
---|---|
↑2 | "الإنسان بين علو الهمة وهبوطها" للشحود (ص168). |
↑3 | تطبيقات تربوية - الإنسان بين المُسلَّمات والمُخرَجات 1 (بتصرف |