حينما يحرص الإنسان على ألا يطلع أحدٌ على هذا المال الذي يُخرجه لله ، فمستوى الخبيئة عنده والتَّخفي وصل إلى حدِّ ألا يطلع عليه أحدٌ، فشماله لا تكاد تعرف عن الصدقة التي تخرجها يمينه من شدة تستره؛ حتى لا يعرف أحدٌ عن تصدقه.
وهذه تنميةٌ للجانب الإيماني، وتنميةٌ لجانب العلاقة الخاصَّة بين الإنسان وربه، وأنه لا يريد جزاءً ولا شكورًا، ولا ينشد من أمور الدنيا أي أمرٍ، وإنما يريد ما عند الله وما هو في الآخرة.
هذه قضيةٌ مهمةٌ ومنزلة رفيعة؛ ولذلك استحق صاحبها أن يكون من الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله[1]أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031)..
وحينما يُربى الابن الصغير على هذا -وكم نرى مثل هذه المشاهد- فيُعطى الابن ريالًا ويُقال له: ضعه في يدك اليمنى، ولا يراك أحدٌ، وتصدق به على هذا الفقير. أو ما شابه ذلك. ويُعوَّد على الذهاب إلى الأُسر المُحتاجة والفقيرة، وأن يكون له شأنٌ في ذلك؛ فلا شك أن هذا من الأمور المُعينة على مثل هذا الأمر الكريم! [2]16- التربية من معين النبوة 2 (بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031). |
---|---|
↑2 | 16- التربية من معين النبوة 2 (بتصرف). |