لا يمكن أن يكون المنهج التربوي القائم على الكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة مثل المنهج التربوي القائم على العلمانية وفصل العلم عن الدين، وفصل الدين عن الحياة، وما شابه ذلك، لا يمكن أبدًا.
هناك فرقٌ بين المنهج الديني والمنهج اللاديني، المنهج الرباني والمنهج البشري، هذا مُنطلقٌ أساسيٌّ مهمٌّ جدًّا؛ لأنه إذا كانت نظرتنا ربانيةً سنأخذ بسبب هذه الخصوصية في منهجنا؛ لأن الله هو الذي خلقنا وارتضى لنا المنهج التربوي، فسنأخذه من الله ، وسيكون هو مرجعنا.
أما الآخر صاحب المنهج البشري، أو الذي استبعد الدين؛ لأن منهجه علمانيٌّ، كما هو الحال في المناهج غير الإسلامية في غالب أحوالها، كالمناهج والنَّظريات التربوية الحديثة اليوم، فكلها قائمةٌ على هذا الاتِّجاه؛ اتجاه استبعاد الدين، وإن كان هناك بعض العلماء الذين يرجعون إلى شيءٍ من الفطرة والبحث عن قضية الدين، لكنه كمنهجٍ هو منهجٌ علمانيٌّ يستبعد الدين.
فإذا استبعدنا الدين في تربيتنا لأبنائنا أصبحنا مثل هذه المناهج غير الإسلامية، الغربية أو غيرها، وهذه قضيةٌ خطيرةٌ جدًّا.
فحتى لو كانت أخلاقنا طيبةً؛ تبقى الأخلاق عبارةً عن قِيَمٍ، لكن هناك شيءٌ أعظم من ذلك تنبثق منه القيم، ونأخذ منه تربيتنا، ألا وهو العقيدة: عقيدتنا في الله، عقيدتنا في الحياة، تصورنا عن الدنيا وعن الآخرة، هذه القضايا مهمةٌ جدًّا؛ فلنا خصوصياتنا في كل هذا[1]37- خصوصيتنا التربوية..
↑1 | 37- خصوصيتنا التربوية. |
---|