وفقًا للنظريات النفسية، مثل نظرية هولاند في الميول المهنية وأنماط الشخصية؛ فإن هذا الإنسان الذي أمامك -ابنك محمد- قد لا يُناسبه أن يكون طبيبًا، أو يكون مهندسًا، أو يكون قاضيًا شرعيًّا، لكن المُناسِب أن يكون -مثلًا- سبَّاكًا، أو كهربائيًّا!
أعرف هذا الكلام بحكم التخصص، وقد التقيتُ بمئات من الطلاب في هذا البرنامج المُتعلق بنظرية هولاند، وهو برنامج "أنماط الشخصية والميول المهنية"، وأذكر إحدى المدارس بالرياض دخلتُ إليها وطبَّقتُ عليها هذا البرنامج، بالصف الثاني ثانوي شرعي، وكانت المدرسة مشغولة بهذا الفصل، وتُعاني من سوء حاله، فطلاب هذا الفصل مُزعجون، فقالوا: رجاءً اعمل لنا دراسةً لهذا الفصل.
فهل تدرون ماذا توصلت إليه عندما طبَّقتُ عليهم هذا المقياس المتعلق بأنماط الشخصية والميول المهنية لهولاند؟!
إن معظم الموجودين في هذا الفصل -ثاني ثانوي شرعي- لا يُناسبهم أن يبقوا في هذا التخصص، بل يُناسبهم أن يُمارسوا المهن اليدوية المتعلقة بالفك والربط، والمتعلقة بالسباكة، والحدادة، والنِّجارة، والكهرباء، والإلكترونيات، ... إلى آخره.
وعندما تتناقش مع بعضهم يقولون لك: ماذا نفعل؟ آباؤنا يُريدوننا هكذا، يُريدون أن نُكمل دراستنا بهذه الطريقة!
فلذلك وأمثاله ينبغي احترام الصناعات والمهن الشريفة[1]تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 10..