كثيرٌ من مجتمعاتنا تُربي أبناءها على العمليات العقلية الدُّنيا، الأقل، التي هي مُرتبطةٌ بالحفظ والتَّذكر وما يُقابله عند النسيان، وتجد أن هذه العمليات بالمدرسة -مثلًا- في الغالب مُرتبطةٌ بهذا الجانب، فالطالب يحفظ المعلومة، ويحاول أن يتذكرها عندما يُطلب منه ذلك، وإذا لم يتذكرها يحدث النسيان، هذه هي العمليات العقلية الدنيا، أو التي تُسمَّى: الأولية، وكل البشر يقعون فيها.
لكن القضية ليست هنا، بل فيما هو أعلى من هذا المستوى، وهو ما ينبغي أن نُربي أبناءنا وأجيالنا عليه، وهو المُرتبط بالفهم، فيبدأ في الاستيعاب؛ فيفهم كلام الله بطريقةٍ صحيحةٍ، ويفهم كلام مَن يُوجهه بطريقةٍ صحيحةٍ، فيصير لديه مستوى من الفهم أفضل وأحسن. وعندما يكون عنده مستوى أفضل يبدأ في تحليل الأشياء، ومعرفة من أين أتت؟ وما أسبابها؟ فهذا كله مجالٌ أكثر في التفكير، فيستطيع أن يعرف ضرب المثال، وكيف يستنبط من هذا الشيء فوائد معينة، وكيفية حل أي مشكلة تُواجهه.
وعلى العكس من ذلك تجد لدى بعض الناس التكاسل عن مجرد التفكير! كأنْ يُلقى لغزٌ على بعض الأبناء أو على مجموعةٍ من الناس فيسارع بعضهم قائلين: أعطنا الجواب! أو قد يُجيبون جوابًا أو جوابين ثم يقفون؛ لأن الذهن توقف عند هذا الحد!
هذه القدرات العقلية يقولون عنها في الدراسات الحديثة: إنه لا يعمل منها إلا 10%، والـ90% المتبقية موجودة لكنها كامنةٌ، وحتى تعمل نحتاج إلى أنْ ندرب الأبناء على ذلك في مستوى من التفكير، كأن أقول للابن مثلًا: ما رأيك؟ وأحاوره، وأسمع رأيه، ونقده؛ فهذه كلها من الأشياء المهمة في تنمية مهارات التفكير[1]تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 13.!