أحد الأشخاص رأيتُه غيَّر أيقونة الواتس آب -صورة الحساب- إلى عبارة: وَلْيَسْتَعْفِفِ [النور:33]، فشدتني هذه العبارة، وأنا أعرف هذا الشخص، فهو شابٌّ في مُقتبل عمر الشباب، فأرسلتُ له وقلتُ: شدَّتني عبارتك في حساب (الواتس)، فما السر؟!
قال: أُبشِّرك؛ خطبتُ قبل شهرٍ، واتَّفقتُ مع الطرف الآخر على أن نضع هذه العبارة كلانا على (الواتس آب) حتى لا نتجاوز حدود الله في العلاقة، ولا يكون هناك تواصلٌ؛ لكون العلاقة ما زالت ليست علاقةً محرميةً، ولم يتم عقد الزواج، وإنما هي خطبةٌ.
فأعجبني هذا الأسلوب في التعامل مع النفس، خاصةً أن الذي يتعامل مع قضايا الأسرة والمشكلات وقضايا الاستشارات يُدرك خُطورة هذا الشيء حتى في بعض البيئات المُحافظة والمُتدينة.
وبحكم الجانب الاستشاري تأتيني حالاتٌ عديدةٌ في مثل هذه القضايا: قضايا العلاقات، وتبرير هذه العلاقات، مع أنه لم يتم عقد الزواج بين الطرفين، وكلاهما يحتاج إلى إشباع الجانب العاطفي، ويُبرر بعضهم لبعضٍ هذه العلاقة، ثم يدخل الشيطان بأحابيله؛ فيحصل الضعف، خاصةً مع وسائل الاتصال الحديثة، وسهولة التعامل معها.
فأعجبني الاختيار، والاتفاق بينهما أن يضعا هذه العبارة على (الواتس آب)، أحدهما أتى بهذه الفكرة وألزم نفسه، والتزم الطرف الآخر معه بها: وَلْيَسْتَعْفِفِ، وهذا نموذج لما يُسمَّى عندنا في التخصص: الضبط الذاتي![1]تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 14..