لاحظوا قول الله في قضية الغيبة: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ... الآية [الحجرات:12]:
فهنا لم يأت الكلام عن الغيبة صراحةً، وأنها مُحرَّمةٌ، وإنما تكلم عن ذمِّ هذه الغيبة والتَّنفير منها من خلال هذه الصورة: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ، فيقول المسلم: آكُل لحم أخي؟! أعوذ بالله! لا يتصور هذا، وهو أن يأكل الإنسان لحم أخيه الذي معه في بيته، وميتًا -والعياذ بالله-.
ولهذا يقول الله تعالى: فَكَرِهْتُمُوهُ؛ فهي صورةٌ تنطبع في العقل، وتُؤثر في الوجدان، وهذا يُسمَّى: الأسلوب العقلاني الانفعالي، ويمكن أن يُستفاد منه فيما يرتبط بمحاولة تعديل السلوك في قضايا العلاقات المُحرمة، والتَّعرض للجنس الآخر، والنظر في المواقع الإباحية، وفي أشياء عديدةٍ جدًّا، حتى في الأمور الفكرية... إلى آخره[1]54- المنهج النبوي في تعديل السلوك 2..
↑1 | 54- المنهج النبوي في تعديل السلوك 2. |
---|