ينبغي للأب المُبتلى بالتدخين أنْ يقول لأبنائه: لا تقعوا فيما ابتُليتُ به، فالتدخين خطأٌ، والله يُعينني على التَّخلص منه، وادعوا لي.
هذه هي التربية الصحيحة، حتى لو استمرَّ على هذا؛ لأن هذا أحسن من أن يسكت ولا ينصح الابن، ناهيك بأن يقول له: ليس به بأسٌ يا ولدي، التدخين للرجال! فهنا يتحول السلوك الخاطئ من كونه خطأً إلى أن يُصبح ليس خطأً! وهذا خطيرٌ جدًّا؛ والصواب التام -بلا شكٍّ- أن يكون المُربي قدوةً ويمتنع عن التدخين، لكن -على أقل تقديرٍ- إذا لم يمتنع؛ فإنه يُحافظ على التصور الصحيح، ويقول للابن وللجيل أن هذا خطأٌ، ويدعو الله أنْ يهديه ويُصلحه، ويقول: إن شاء الله سأُحاول أن أتغلب على ذلك.
فهنا نُحافظ على تصور الناشئ بأن القيمة السالبة للتدخين -كمثال- بقيتْ سالبةً، ولكنك أنت -أيها المُبتلى- الذي تحتاج إلى أنْ تتغير، والمشكلة فيك!
وخُذْ على ذلك أمثلة كثيرةً؛ كمن لا يُصلي في المسجد، أو يُقصِّر في صلاته، فيقول: يا أولادي، احرصوا على الصلاة، وأنا -إن شاء الله- سأجتهد في ذلك، ونحو هذا؛ فيعطيهم القيمة التي تعلّموها من أن صلاة الجماعة واجبةٌ، حتى لو كان هو مُقصرًا؛ فيقول: لا تكونوا مثلي!
فهذا شأن المُربي إذا كان مُخالفًا لتصورٍ من التصورات السليمة -في القيم أو الآداب أو الأخلاق-؛ أنْ يعترف بأنه مُخالفٌ؛ حتى يبقى الجيل واعيًا بأن هذا الفعل خطأٌ، ويثبت عنده أن هذه القيم صحيحةٌ![1]المحاضرة 24/ وقفاتٌ تربويةٌ..
↑1 | المحاضرة 24/ وقفاتٌ تربويةٌ. |
---|