جاء في حديث ثوبان عن رسول الله : لا أُلْفِيَنَّ أقوامًا من أُمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة، فيجعلها الله هباءً منثورًا، قالوا: يا رسول الله، صِفْهم لنا؛ لكي لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم من إخوانكم، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها[1]أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4632)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5028)..
وجبال تهامة عندنا في السعودية، معروفةٌ، في الجهة الغربية إلى اليمن، وهي جبالٌ ضخمةٌ جدًّا.
يخبرنا النبي أنه يأتي أقوامٌ بحسناتٍ كجبال تهامة بيضاء من الأعمال الصالحة التي يعملونها، لكن الشيء الغريب أن الله يجعلها هباءً منثورًا!
فاستغرب الصحابة وقالوا: يا رسول الله، جَلِّهم لنا، صِفْهم لنا، مَن هؤلاء الذين لهم حسناتٌ بيضاء: قرآنٌ، وبِرُّ والدين، وصلاةٌ... وغيرها، ثم يجعلها الله هباءً منثورًا؟
وانتبهوا لهذا الأمر، فهو من الأمور الشديدة جدًّا على النفس، والله نسأل أن يتوب علينا وعليكم، قال النبي : أما إنهم من إخوانكم، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وهذا أخطر ما يكون في الأمر؛ لأنه يُنافي المُراقبة لله ، صحيحٌ أنه لا بد من مُراقبة الله في كل وقتٍ ومكانٍ، لكن تظهر المُراقبة أكثر حينما يكون الإنسان وحده، وحينما تكون هذه الصوارف موجودةً بين يديه.
وفي السابق -قبل الانتشار المذهل لوسائل التقنية- لم تكن وسائل الشهوات كاليوم، فلا يوجد شيءٌ من قبل إلا (التليفزيون) القديم، الذي كان عبارةً عن شاشةٍ قد يستحي الواحد أن يفتحها أمام أهل بيته، أما الآن فالجوَّالات وغيرها من الأجهزة الشخصية موجودةٌ، وفي غرفة النوم! فهذا كله امتحانٌ لنا في قضية مُراقبة الله [2]محاضرة بمعهد الإمام مسلم بنات (2) و(3) و(4)..
↑1 | أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4632)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5028). |
---|---|
↑2 | محاضرة بمعهد الإمام مسلم بنات (2) و(3) و(4). |