"المشقة تجلب التيسير"، هذه القاعدة مهمةٌ جدًّا في التربية والتعليم والتعامل مع الآخرين، وهي قاعدةٌ واضحةٌ جدًّا من الناحية الشرعية، وسبب أهميتها أن هذه القضية لو لم تكن مُعتبرةً فإن الإنسان ربما تحرز -مثلًا- من القطط التي تأتي وتذهب، وهي من الطَّوافين والطَّوافات، وما دونها من باب أوْلى!
ولذلك قال الرسول في الهرة: إنها من الطَّوافين عليكم والطَّوافات، فهي ليست بنجسٍ، بناء على هذا الأصل: أن المشقة تجلب التيسير؛ فلوجود المشقة أتى الله بالتيسير؛ فلذلك لا يحتاج الإنسان إلى أن يتحرز، بل الأصل هنا أنها طاهرةٌ، وليست نَجِسةً.
ونحن نستفيد من هذه القاعدة في مجال تعليمنا، ومجال تربيتنا، ومجال تعاملنا، بمعنى: أننا لدينا أهداف في التربية، وفي التعليم، وفي التعامل مع الآخرين، فأنا أُريد -مثلًا- أن أُوضح قضيةً معينةً، أريد أن أُربي ابني على سلوكٍ إيجابيٍّ معينٍ، ونحو ذلك؛ وهناك عدة طرقٍ لهذه التربية ولهذا التعليم، وقد تكون بعض هذه الطرق فيها عُسْرٌ وفيها مشقةٌ على الطرف الآخر، فهل أتخذها أم أتخذ الطرق الأيسر؟
الصواب أن أتخذ الطرق الأيسر؛ فالرسول لما وصَّى الصحابيين قال: يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا، ولا تُنَفِّرا[1]أخرجه البخاري (3038)، ومسلم (1733).، فهذا مهمٌّ جدًّا؛ ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا[2]أخرجه البخاري (3560)، ومسلم (2327).[3]بهجة قلوب الأبرار 8.!
↑1 | أخرجه البخاري (3038)، ومسلم (1733). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (3560)، ومسلم (2327). |
↑3 | بهجة قلوب الأبرار 8. |