هناك خمس خطواتٍ لتكتسب سلوكًا إيجابيًّا، نذكرها بإيجاز؛ فمثلًا: أنا أريد أن أكتسب سلوكًا متعلقًا بالابتسامة، فأريد إذا أقبلتُ على الآخرين أن أبتسم، وإذا دخلتُ على والدي أو زوجتي أو أبنائي أو مَن أعرف ومَن لا أعرف أن أكون مُبتسمًا، وهذا سلوكٌ إيجابيٌّ بلا شكٍّ، وفي الحديث: تبسُّمك في وجه أخيك صدقةٌ[1]أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (891)، والترمذي (1956)، وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (688).، فحتى نُحقق ذلك هناك خطواتٌ:
أولًا: الانتقاء: يعني: تنتقي السلوك، ما هو؟ وهو هنا سلوك الابتسامة.
ولا بد أن أقتنع، فيكون عندي ميلٌ، فأقتنع؛ بأن هذا مهمٌّ جدًّا. وبعض الناس يقول: لا، هذا سلوكٌ عاديٌّ! فهذا لن يكتسب سلوكًا إيجابيًّا، فالمشكلة فيه هو: قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].
إذن لا بد من الإقناع، والقناعة، نأخذها مما ورد في الآيات والأحاديث، والنماذج الإيجابية، واحتساب الأجر، وما شابه ذلك.
والشيء الآخر: أن يكون هناك ميلٌ عند الإنسان، فقد يكون الشخص مُقتنعًا، لكن ما عنده ميلٌ للتغيير؛ فهنا مشكلةٌ!
إذن لا بد من انتقاءٍ يُوجد القناعة والميل.
ثانيًا: التخطيط: فكلما دخلتُ أبتسم بقدر الاستطاعة، وهناك فرقٌ بين ابتسامةٍ عريضةٍ وابتسامةٍ مُستمرةٍ في كل لحظةٍ، وبين ابتسامةٍ أقلّ من ذلك، لكنها ليست تكشيرًا، فهو يُجاهد نفسه ويخطط أن يبتسم على الأقلّ لأقرب الناس إليه.
ثالثًا: تنفيذ هذا الأمر وعدم الانتظار: وأن تكون البداية قويةً، أما أن أقول: والله أنا مشغولٌ، وهذا الموضوع يتطلب وقتًا؛ فإنك لن تستفيد، ولكن قم بالتنفيذ مباشرةً؛ فهذه سُنةٌ؛ فإذا عرفتَ أنها سنةٌ فعلها النبي فلا تنتظر، وإنما بادر بتطبيقها، فأنت مُقتنعٌ بها، وتعرف أن فيها أجرًا، إذن خطط أنك ستُطبقها الليلة.
إذنْ: الإرادة القوية والتنفيذ المباشر مهمٌّ جدًّا، أما التأخير فهذا معناه: أنك لستَ جادًّا!
رابعًا: الاستمرارية: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، فتستمر فيها؛ فالقليل الدائم خيرٌ من الكثير المُنقطع.
خامسًا: الاندماج الجماعي: يعني: أدمج نفسك مع أصحاب السلوكيات الإيجابية؛ فإذا أردتَ أن تكتسب الابتسامة فكنْ مع أناسٍ عندهم هذا الخُلُق؛ كن صديقًا لشخصٍ مُبتسمٍ! وإذا أردتَ أن تكتسب سلوكًا إيجابيًّا في القراءة، وتكون شخصًا قارئًا يستفيد من وقته في القراءة ويُحب القراءة؛ فكن صديقًا لشخصٍ يقرأ! وإذا أردتَ أن تكتسب سلوكًا متعلقًا بسُنَّة مُعينة؛ فانظر إلى أحد الأشخاص الذين وفَّقهم الله لذلك، وكن قريبًا منه، وأدمج نفسك معه، أو مع مجموعة يتحلَّوْن بذلك![2]كيف أغيّر ذاتي؟.
↑1 | أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (891)، والترمذي (1956)، وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (688). |
---|---|
↑2 | كيف أغيّر ذاتي؟ |