إنّ الوقوف مع كتاب الله عز وجل قضية رئيسية ومهمة جدًّا في تربية المسلم نفسَه، وحينما نكون بعيدين عن هذا المعين فإننا نُحْرم كثيرًا!
وتصوَّر -مثلًا- لو كان عندك بئر، تشرب منه إذا عطشت؛ ثم نضب هذا البئر، هل ستشرب منه شيئًا؟!
فالمسلم لديه معينٌ لا ينضب، وهو كتاب الله، وحبله المتين، الذي لا يَخْلَق من كثرة الرد، فمع كثرة ما نقرأ -مثلًا- سورة الفاتحة؛ تجد أنك لا تمل من قراءتها، وأذكر أحد الزملاء كان يخشع في الصلاة ويبكي حينما يقرأ سورة الفاتحة مع كثرة تكرارها!
وأحد طلابنا في الجامعة توفي قريبًا، كان ليلة وفاته قائمًا الليل يقرأ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ [التكاثر:1-2] وهو يبكي، كما يذكر أهله، رحمه الله رحمة واسعة.
فالمقصود: أنّ القلب إذا تعلق بهذا الحبل المتين، وبهذا المعين الذي لا ينضب؛ فلا شك أنه هو الذي سيكون مصدر سعادته دنيا وأخرى [1]وقفات تربوية مع آيات القرآن..
↑1 | وقفات تربوية مع آيات القرآن. |
---|