كيف يأتينا الانفعال؟ كيف يأتي لي ولك؟ ولزوجتي وزوجتك، ولأهلي وأهلك، وللطلاب، ولمن نتعامل معهم في هذه الحياة... حتى ننتبه لهذه القضية؟!
يحصل الانفعال أو يأتي حينما لا تُشبع حاجة معينة، ويصير هناك إعاقة لدافع أساسي يحتاجه الطرف الآخر؛ فلا يُلَبَّى، فالأبناء -مثلًا- لهم حاجة للتقدير، أم ليس لهم حاجة للتقدير؟ هل هناك أحد في الحياة صغيرًا كان أو كبيرًا لا يحب التقدير؟!
الشخص السَّوي يحب الناس يقدِّرونه، فإذا كان الأب والأم لا يُقدِّران الأبناء ذكورًا وإناثًا، وهكذا المعلم، سيكون هنا سببٌ لوجود الانفعال؛ قد يكون غضبًا، قد يكون خوفًا، قد يكون حزنًا واكتئابًا.
إذًا علينا أن ننتبه لهذه القضية، عند وجود حاجة للطرف الآخر، ومن حقه أن تُلبَّى؛ فتُلَبَّى هذه الحاجة، أو تُعاق هذه الحاجة، فقد يأتي الولد يقول لأبيه -وهذه منتشرة من خلال احتكاكي بعدد من الشباب- يريد أن يتزوج، فيقول أبوه: ما زلت صغيرًا!
أنا أقول لهؤلاء الشباب: إذا قال لك أبوك هكذا؛ فقل له: ومتى تزوجت يا أبتِ جزاك الله خيرًا؟
وأعرف عددًا من الحالات آباؤهم تزوجوا قبل أعمارهم الذين هم فيها، يقولون: تمهل، وأنت الآن إذا تخرَّجت وأسست نفسك وكوَّنتها... ونحو هذا!
طيب هذا الشاب عنده حاجة فسيولوجية، حاجة عضوية، وحاجة نفسية، إلى الزواج: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21]، فلا تقفْ حجر عثرة أيها الوالد وتقول مثلًا: تمهَّل، قدامك أخوك محمد! طيب إذا كان أخي محمد لا يريد الزواج، فما ذنبي[1]وقفات تربوية - الموسم الثاني (الانفعالات).؟!