المحتوى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ: أعزائي المشاهدين والمشاهدات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يتجدد اللقاء بكم في برنامجكم الأسبوعي "أسس التربية"، ومع ضيف اللقاء الدائم سعادة الدكتور: خالد بن أحمد السعدي، أستاذ التربية وعلم النفس المساعد.
فأهلًا وسهلًا سعادة الدكتور.
الضيف: حياكم الله أستاذ نور، وحياكم الله جميعًا، وحفظكم الله، وبارك فيكم.
المحاور: اليوم -بإذن الله- نُناقش موضوعًا جديدًا في هذه السلسلة، ألا وهو "العادات بين التخلية والتحلية".
وابتداءً دكتور خالد نريد أن نفهم هذا العنوان قبل أن نتحدث عن أسباب الاختيار.
الضيف: حسنًا.
معنى التخلية والتحلية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعدُ: فالعنوان -حفظك الله- نقصد بالعادات: السلوك الاعتيادي الذي يُمارسه الإنسان بشكلٍ مُستمرٍّ، فيُصبح هذا السلوك بالنسبة له هو سلوكٌ اعتياديٌّ، أو سمةٌ اعتياديةٌ له.
والعادة ليست فعلًا يقوم به الإنسان مرةً أو مرات معدودة، وليست خاطرةً، ولا فكرةً، وإنما هي عادةٌ مستمرةٌ وسلوكٌ اعتياديٌّ يقوم به الإنسان.
هذا ما يتعلق بالشق الأول من عنوان الحلقة، ألا وهو "العادات"، ولدينا عاداتٌ حسنةٌ وسيئةٌ؛ ولذلك لا بد من التخلية، ولا بد من التحلية.
ونقصد بالتخلية: إبعاد السلوك الاعتيادي السلبي، وبعضنا قد تكون عنده معاناةٌ في التخلص من العادات السيئة: كالتدخين مثلًا، أو أصدقاء السوء، أو النظر إلى المُحرم، أو عدم الانضباط في الأوقات ... إلى آخره؛ ولذلك سنتحدث هنا -بإذن الله- عن: كيف نتخلص من تلكم العادات السيئة؟ وهذا ما نقصده بالتخلية، وهو: أن نُبعد المُؤثرات السلبية والعادات السلبية عنا.
وأما التحلية فهي عكس ذلك، وهي ما يتعلق بقضية العادات الحسنة والأشياء الإيجابية الطيبة: كالمحافظة على الصلاة، والقراءة النافعة، وبرِّ الوالدين، والانضباط في الحضور، والابتسامة ... إلى آخره، وهو سلوكٌ اعتياديٌّ مستمرٌّ لهذا الإنسان، وهذه تُسمى: عادة حسنة.
وفي التحلية نريد أن نعرف كيف نستطيع أن نكتسب تلكم العادات الحسنة؟ فالنفوس السليمة، والعقول الراجحة، والفِطَر السليمة ترغب في الابتعاد عن العادات السيئة، واكتساب العادات الحسنة، ونحن سنُناقش هذه القضية.
والمهم جدًّا أن نعرف أن التخلية نقوم بها ابتداءً؛ لأن القاعدة السليمة: أن التخلية قبل التحلية، بمعنى: أننا لا نستطيع أن نملأ الكأس بالعسل وما زال مُتَّسخًا، والزواج مثلًا تحليةٌ وعادةٌ رائعةٌ جدًّا، فلما يتزوج الإنسان قد تبقى عنده مشاكل أخرى سلبية مُتعلقة بقضية عدم الشعور بالسكينة، كما قال تعالى: لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21]، والسبب في ذلك: أنه ما زالت لديه عاداتٌ سيئةٌ فيما يتعلق بالعلاقات المُحرمة، أو النظر المُحرم؛ ولذلك كما قال الله : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [البقرة:256]، فقدَّم جانب التخلية وهو: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ، ثم تأتي بعد ذلك التحلية: وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ، فيحصل بعد ذلك النَّقاء والصَّفاء في العقيدة، وفي هذه الحياة عمومًا من خلال منهج التخلية والتحلية.
المحاور: جميلٌ، أحسن الله إليك يا دكتور.
ونخلص من هذا الكلام إلى أن العادات: هي السلوك الإنساني الدائم غير المُتكلَّف، والذي يحدث دائمًا، وهو بين التخلية والتحلية، والتخلية ابتداءً هي الصحيحة، وهي التنقية، ثم يأتي بعد ذلك اكتساب الأخلاق الفاضلة والحميدة.
لكن في ذهني سؤالٌ يا دكتور، وهو: هل يمكن أن تكون هناك مرحلة تحليةٍ لا تسبقها تخليةٌ؟ بمعنى: أن يكون الإنسان ليست لديه عادةٌ أصلًا في شيءٍ معينٍ، ثم يكتسب عادةً حسنةً، فهل يلزم أن يمر على مرحلة التخلية، أو أنه يدخل مُباشرةً على مرحلة التحلية؟
الضيف: ما دام أن لديه في الجانب المعين مثلًا جانبًا سلبيًّا، وهو يريد الجانب الإيجابي، فعليه أولًا بالتخلية قبل التحلية، حتى تأتي ثمار الجوانب الإيجابية في محلها، ثم ما ذكرنا في الزواج؛ فهو تزوج زواجًا شرعيًّا، هذه تحليةٌ، لكن المشكلة أنه ما زالت هناك علاقاتٌ مستمرةٌ أذهبت الشعور بالسكن والمودة والرحمة في إطار العلاقة الزوجية.
المحاور: جميلٌ، إذن لا يجتمع.
الضيف: موضوع هذا العنوان وما يتعلق به مهمٌّ جدًّا؛ لأن العادة يمكن أن تُثبت شخصيتي وشخصيتك، وإذا أردنا أن نعرف شخصيات الآخرين غالبًا سننظر إلى عاداتهم التي يُمارسونها بشكلٍ مستمرٍّ، فسلوكياتهم المعتادة هي التي تؤكد شخصياتهم؛ ولذلك العادات قضيةٌ مهمةٌ جدًّا.
والأمر الآخر: أن هناك إشكالًا في التلبس بالعادات السيئة، وقد يكون التخلص منها عند البعض صعبًا جدًّا، وهناك خطواتٌ تُسهل هذه القضية، وكذلك العادات الحسنة؛ فقد يشعر البعض أن اكتسابها صعبٌ جدًّا، والأمر ليس كذلك، وسأذكر لك مثالًا ليتَّضح لك ذلك أخي الكريم:
شخصٌ -أعرفه- كان لا يقرأ، وفي عمرٍ مُتأخرٍ: بالخمسينيات، وتعرَّف على شخصٍ أثَّر فيه، وحبَّب إليه القراءة، فأصبح الآن عمره بالثمانين وهو يقرأ بنَهَمٍ وشوقٍ.
المحاور: ما شاء الله!
الضيف: وهو لم يكن يقرأ، ولم يكن يرغب في القراءة، لكن جاء المُثير القوي، وشيئًا فشيئًا أصبحت القراءة بالنسبة له عادةً حسنةً.
المحاور: جميلٌ، أحسنت يا دكتور، وبارك الله فيك؛ ولذلك نحن نقول: طرح هذا الموضوع تأتي أهميته من خلال تحقيق السعادة للإنسان، وتحقيق ذاته في الحياة، فيكون إنسانًا مُثمرًا ونافعًا لنفسه ولمَن حوله.
فنؤكد على أن مسألة اكتساب العادات الحسنة، وإزاحة العادات السيئة هو مطلبٌ مهمٌّ جدًّا لأي إنسانٍ في هذه الحياة، والقصة التي ذكرتها يا دكتور تُعطينا أيضًا ملحظًا مهمًّا جدًّا، وهو: أن العمر لا يعني عدم إمكانية تحقق هذا الأمر، فهذا الرجل في الخمسين استطاع أن يُعدل سلوكه، ويرتقي بذاته، فالتغيير ليس مقيدًا بمرحلةٍ عمريةٍ معينةٍ، وليس هناك عمرٌ يمكن أن نقول فيه: إن هذا العمر يمنع صاحبه من الاكتساب والتحسين.
الضيف: هناك فرصٌ في العمر، هذا صحيحٌ، ولكن أذكر أني قرأتُ قصةً في مجلة "الدعوة" عن مؤذن مسجدٍ بدأ يحفظ القرآن وعمره سبعين سنةً، وحفظ القرآن في ثلاث سنوات؛ لأنه مؤذن المسجد، فكانت لديه إرادةٌ قويةٌ، وبين الأذان والإقامة كان يحفظ، ثم يسمع بعد ذلك، وأنهى حفظ كتاب الله بعد ثلاث سنوات، وعمره ثلاثٌ وسبعون سنةً.
المحاور: الله أكبر! وهذه تُعطينا نقطةً جديدةً سنتطرق لها يا دكتور أثناء الحديث عن الإصرار والاستمرار.
ولو تسمح لي الآن أن آخذ اتصالًا من سعادة الدكتور عبدالله بن ناصر الصبيح، أستاذ علم النفس الاجتماعي المُشارك.
أهلًا وسهلًا سعادة الدكتور، يا مرحبًا.
المتصل: أهلًا وسهلًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاك الله، وحيَّا ضيفك والمُشاهدين، الله يحفظكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا مرحبًا، نوَّرتنا يا دكتور، وأسعدتنا بهذا الاتصال والمشاركة، بارك الله فيكم.
المتصل: الله يُبارك فيكم، ويُسلمكم.
المحاور: حديثنا اليوم عن العادات بين التحلية والتخلية، أتمنى من سعادتكم إلقاء الضوء على هذا الموضوع من خلال المنظور الإسلامي للعادات والتحلية والتخلية، تفضل مشكورًا.
العلم بالتعلُّم والحلم بالتحلُّم
المتصل: بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: هذا الموضوع في غاية الأهمية، وعندنا قاعدةٌ: أن الأفعال التي يُكررها الإنسان تُكسب النفس صفاتٍ، فإذا كانت الأفعال التي يُكررها الإنسان حسنةً فهي تُكسب الإنسان صفاتٍ حسنةً، وإذا كانت الأفعال سيئةً فهي تُكسب الإنسان صفاتٍ سيئةً.
والأفعال التي نتحدث عنها شاملةٌ، عامَّةٌ، إذا كانت من أعمال الذهن فهي تُكسب الذهن قُدراتٍ وصفاتٍ، وإذا كانت مشاعر فهي تُكسب النفس صفاتٍ وسماتٍ، وإذا كانت من أعمال البدن فهي كذلك أيضًا تُكسب البدن صفاتٍ وسماتٍ، فقل لي ماذا تُكرر من العادات؟ أقل لك ما هي سماتك الشخصية؟
وعندنا في ذلك شواهد من القرآن، ومن السنة، وكلام العلماء، ومن شواهد القرآن قول الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، فأنتم إذا صمتم صيامًا صحيحًا سليمًا فسوف تكتسبون صفات التقوى.
المحاور: دكتور، ذكرتم أن هناك عاداتٍ ذهنيةً، أو أعمالًا ذهنيةً، وأعمالًا بدنيةً، فهل الصيام من الأعمال البدنية؟
المتصل: الصيام يجتمع فيه كل هذا؛ يجتمع فيه عمل البدن، وعمل النفس، وعمل الذهن، يعني: حينما يصوم الإنسان فهو ينأى بنفسه بحركةٍ عمليةٍ عن المُحرَّم، وعن الخطأ والإثم، فيبتعد عنه ابتعادًا جسميًّا، وينأى بمشاعره عما لا ينبغي، وينأى بذهنه من خلال مُحافظته على ذكر الله وحمده والثناء عليه، وكذلك ينأى بذهنه ومشاعره عما لا ينبغي، فهي عمليةٌ شاملةٌ للجسم؛ ولهذا يُورث التقوى، والتقوى ليست فقط سمةً بدنيةً، بل صفةٌ ذهنيةٌ ونفسيةٌ.
وأيضًا الصلاة، قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، فالصلاة إذا داوم عليها الإنسان، وحافظ عليها بشروطها، وواجباتها، وسُننها، ورواتبها، وخشوعها؛ فهي تُكسبه هذا البُعد عن الفحشاء والمنكر.
والإنسان حينما يُجاهد نفسه على الخشوع، وعلى بعض الصِّفات الحسنة تكتسب نفسه هذه الصفات الحسنة، وفي الحديث الصحيح يقول رسول الله : إنما العلم بالتعلم، فالعلم هذا أمرٌ يُشاهده الناس ويرونه؛ ولذلك أشار النبي إلى أمرٍ ثانٍ بعده مهمٍّ فقال: وإنما الحلم بالتحلم[1]أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2663)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (2328).، فاستقر في أذهان كثيرٍ من الناس: أنني ما دمتُ غضوبًا، سريع الانفعال، فإنني لا أستطيع أن أُغير ذلك، فقال الرسول : لا، كما أنك تتعلم وتتغير، فكذلك إذا تحلَّمتَ ووطَّنتَ نفسك على الحلم فسوف تتغير.
ولذلك الإنسان الذي يأخذ نفسه بالذكر والصلاة على الرسول ، وبهذه الأوراد التي يخشع عندها قلبه، وتطمئن جوارحه؛ يُكسب نفسه هذه الصفة، وتبقى مُستمرةً معه حتى حينما تقع عليه بعض الكوارث، فتجده هادئًا، مطمئنًّا، راضيًا، صابرًا، مُحتسبًا.
وكذلك الإنسان الذي هو بضد ذلك، حينما يأخذ نفسه بسرعة الانفعال والغضب، وحينما يغضب يُطلق بعض العبارات: كاللعن، والشتم، والسب، وكذا، فهو يُكسِب نفسه هذه الصِّفات، فتُصبح صفةً له.
ولذلك أنت ترى في الحياة العامَّة بعض الناس لا تستطيع أن تقول عنهم إلا أنهم حمقى؛ مما ترى عليهم من الصفات، ولو أنهم أخذوا أنفسهم وأطروها على الحق وصبروا وجاهدوا لتغيرت صفاتهم.
وقد تكلم عن هذا الموضوع عددٌ من علماء المسلمين، لكن أذكر ممن تكلم عنه: ابن تيمية -رحمه الله-، حيث يقول: إن المُداومة على فعلٍ معينٍ يُكسب لذَّةً، وهذه اللَّذة تُعطي النفس صفاتٍ بسبب هذه الأفعال.
وابن خلدون يقول: إن المداومة أو مُزاولة مهنة فترةً طويلةً: كإصلاح ساعاتٍ، أو سياراتٍ، أو تكون نجَّارًا، أو كذا؛ يُكسِب صاحبه مَلَكَةً عقليةً.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: ويُدرك من خلال مُشاهدته لهذه الآلة ما لا يُدركه غيره ممن يُشاهدها؛ لأنه أصبحت عنده ملكةٌ؛ ولذلك تأخذ سيارتك إلى ميكانيكي فيسمع الصوت ويقول: فيها في المكان الفلاني كذا. بمجرد سماعه الصوت، ولا يحتاج أن يبحث في السيارة.
المحاور: صحيحٌ.
المتصل: لماذا؟ لأنه صارت عنده ملكةٌ، فنحن إذا زاولنا الأعمال العقلية نُكسِب أذهاننا صفاتٍ عقليةً، فالذي يُضيع قُدراته العقلية في نوعٍ من العبث هو في الحقيقة يكتسب صفةً ذهنيةً تُناسب هذا الذي أضاع قُدراته فيه.
وتجد بعض العوائل مثلًا بين وقتٍ وآخر يجلسون في حلِّ بعض الألغاز والألعاب الذهنية، وهذا يُكسب أطفالهم قدرًا من الذكاء، وترتفع مُستوياتهم في الرياضيات، وفي غيرها.
فالشيء الذي تشغل وقتك به يُكسبك صفاتٍ، سواءٌ كانت صفاتٍ نفسيةً، أو عقليةً، أو بدنيةً، أو مهاريةً.
المحاور: أحسنت يا دكتور، لكن أثناء حديثك ذكرت أن مجرد العمل ليس شرطًا للاكتساب، وإنما المُداومة هي أساس التعديل.
المتصل: المداومة على العمل، وأيضًا هناك فرقٌ بين قيام الناس بالأعمال؛ فتجد بعض الأشخاص حينما يقوم بعملٍ يقوم به وليس له نفسٌ، فهذا لو صلَّى ولو فعل كذا لا يستفيد فائدةً كبيرةً.
ونحن لا نقول: إنه لا ينال الأجر وتبرأ ذمَّته بذلك، بل تبرأ الذمة، لكن لا يستفيد كثيرًا، فلكي يحصل على الفائدة الحقيقية لا بد أن تذوب نفسه في ذلك العمل وتنغمس فيه.
المحاور: ولعل الاستمرارية في العمل تُحْدِث هذا الإِلْف، فيألف الإنسان هذه العبادة، ثم يتولد عنده هذا التأثير الإيجابي الذي نبحث عنه.
المتصل: أحسنت.
المحاور: نعم.
دكتور، جزاك الله خيرًا على هذه اللَّفتات، فهل من إضافةٍ حول هذا الموضوع من التراث الإسلامي؟ فقد ذكرتَ كلامًا لشيخ الإسلام وابن خلدون، رحمهما الله.
المتصل: ابن القيم له كلامٌ في ذلك أيضًا، وكذلك الغزالي، وحتى الفلاسفة أيضًا -كابن سينا وغيره- لهم كلامٌ في ذلك، وهذا الموضوع من المعلوم الشائع عند علمائنا ومُفكرينا.
المحاور: صحيحٌ، شكرًا سعادة الدكتور على المداخلة الجميلة، ونفع الله بكم، ونتمنى أن نلتقي بكم قريبًا، بإذن الله .
المتصل: بإذن الله.
المحاور: في حفظ الله ورعايته.
الضيف: شكرًا دكتورنا.
الأعمال والعادات تبدأ بخاطرةٍ
المحاور: نعود إلى الدكتور خالد السعدي بعد هذه الكلمات الجميلة من المنظور الإسلامي حول العادات بين التحلية والتخلية.
ما تعليقكم فضيلة الدكتور خالد على هذا الكلام؟
الضيف: جزاك الله خيرًا، ولا عطرَ بعد عروسٍ، وشكرًا لدكتورنا وأستاذنا ومُشرفنا الدكتور عبدالله، ونحن -حقيقةً- قد استفدنا منه كثيرًا؛ من مُحاضراته وإشرافه وكتبه، فجزاه الله خيرًا.
وما أشار إليه في قضية العادات الحسنة، وأنها تطرد العادات السيئة عند قول الله : إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، وما تحدث عنه من كلام ابن تيمية وابن خلدون في المَلَكة مهمٌّ جدًّا، وأُؤكد عليه، وربما أراد أن يختصر الوقت، وكنا نتمنى أن يزيد من كلامه، وينقل لنا كلام ابن القيم، فابن القيم له نموذجٌ رائعٌ جدًّا أستاذ أنور، ألا وهو ما يرتبط بقضية الخواطر.
المحاور: الخواطر؟
الضيف: نعم، فالعادات والأعمال عمومًا تحصل ابتداءً من خلال خاطرةٍ تأتي في الذهن، فإذا لم يدفعها وتشربها انتقلت إلى فكرةٍ، ثم انتقلت إلى إرادةٍ وعزيمةٍ، ثم انتقلت إلى عملٍ، ثم انتقلت إلى عادةٍ.
وكذلك العادات الحسنة أصلها خواطر حسنة، وهذا شيءٌ جميلٌ، والعادات السيئة أصلها خواطر سيئةٌ؛ ولذلك ينبغي في مجال التخلية في العادات السيئة أن ندفعها ابتداءً وهي ما زالت خاطرةً؛ ولذلك يقول ابن القيم: "فدفع الخواطر أهون من دفع الأفكار، ودفع الأفكار أهون من دفع الإرادات، ودفع الإرادات أهون من دفع الأعمال، ودفع الأعمال أهون من دفع العادات"[2]عبارته كما في "الفوائد" (ص175): "ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار، وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح … Continue reading.
ولذلك كلما استطعنا التخلص من هذه الأمور السلبية السيئة في وقتٍ مبكرٍ، أي: وهي ما زالت مثلًا في المجال الفكري، أو المشاعر والوجدان -كما أشار الدكتور- أو المهام ... إلى آخره؛ كان هذا أفضل.
أما في الجانب الإيجابي فبالعكس؛ فأي خاطرةٍ إيجابيةٍ تأتيك تشبث بها، وانقلها إلى فكرةٍ، ثم إلى إرادةٍ وعزيمةٍ، ثم إلى عملٍ؛ حتى تُصبح لديك عادةً.
المحاور: إذن من خلال كلامك يا دكتور أجد أن علماء النفس لما ذكروا مسألة تحديث النفس بالإيجابيات والأشياء الجميلة أنَّ هذا فعلًا يُؤثر على العادة والسلوك والعمل.
الضيف: لا شك أن الإنسان خليطٌ ومزيجٌ من قضايا عديدةٍ جدًّا، يعني: من الناحية العقلية والوجدانية والجسمية، وهذه التكاملية يؤثر بعضها في بعضٍ.
وأنا أرى أننا لو دخلنا أستاذ أنور الآن في مجال الخطوات الاستراتيجية فإن القضية ستتضح أكثر.
المحاور: نعم، لا نريد أن نأخذ وقت الحلقة؛ لأن ما يبحث عنه المُشاهدون والمُشاهدات هو مسألة: كيف نتحلَّى بالمحاسن والأخلاق الفاضلة والسلوكيات الجميلة والعادات الحسنة؟
ولعلك يا دكتور تبدأ في طرح هذه الفكرة الجميلة ومناقشتها.
كيف نتخلص من العادات السيئة؟
الضيف: لعلنا نبدأ على حسب القاعدة التي اتفقنا عليها، ألا وهي: التخلية قبل التحلية، فنبدأ بقضية: كيف نتخلص من العادات السيئة أولًا، خاصةً إذا كانت العادة السيئة ستُزاحم العادة الحسنة؟ فهل يوجد مثالٌ في ذهنك أستاذ أنور في الجانب السلبي؟
المحاور: في مرحلة البناء قبل أن نبني يجب أن نُنظف الأرض، ثم نبني عليها، فلا بد من التخلية على هذا من العادات السيئة.
الضيف: وقبل أن نشرب من هذا الكأس إذا كان قد امتلأ غبارًا مثلًا، فالتخلية هي أن نُنظفه من الغبار، والتحلية هي أن نسكب عليه الماء بعد التنظيف باختصارٍ شديدٍ جدًّا.
المحاور: طيب، دكتور، نريد أن نذكر الآن مثالًا ونُطبق عليه، سنذكر عادةً من العادات التي قد تكون عند عددٍ من الإخوة، لكن بعد فاصلٍ قصيرٍ، ثم نواصل الحديث.
أعزائي المشاهدين والمشاهدات، فاصلٌ قصيرٌ، ثم نواصل، بإذن الله تعالى.
الفاصل:
حادثٌ مُروعٌ، وكوارث مُؤلمةٌ، هذا ما يقع كثيرًا نتيجة الإهمال وعدم الإتقان، فالإتقان هو المعيار الحقيقي للمُفاضلة بين الأعمال، وهو ركيزة التقدم والبناء الحضاري، ومطلبٌ شرعيٌّ للفوز بالدنيا والآخرة؛ لذا يقول نبينا : إن الله يُحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه[3]أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (897)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (1880).، وليس الإتقان مقصورًا على عملٍ دون آخر، فهو مطلوبٌ في أعمال الدنيا والآخرة معًا.
قال وهيب بن الورد -رحمه الله-: "لا يكن همُّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همُّه في إحكامه وتحسينه، فإن أحدكم قد يُصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه"[4]"صفة الصفوة" (1/ 422)..
ويمكن تحقيق الإتقان ونشره في المجتمع بالعديد من الوسائل، منها:
- غرس معاني تقوى الله تعالى ومُراقبته في النفوس.
- تفعيل المُحاسبة على التقصير والإهمال.
- تكريم المُتقنين من مؤسساتٍ وأفرادٍ، وإبراز مجهوداتهم، والإشادة بأعمالهم ومُنتجاتهم.
- العناية بالناشئة من خلال تدريبهم وتحفيزهم على إتقان جميع شؤونهم.
- الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين.
- التزام معايير الجودة في المجالات العملية والصناعية.
- إبراز القدوات الحسنة التي تتميز بالإتقان والجودة في المجتمع المسلم.
- القيام بحملاتٍ إعلاميةٍ ودعويةٍ لتأكيد مفهوم الإتقان والتميز.
وتبقى مراقبة الله تعالى هي الحافز الأكبر، والداعم المُؤثر في القيام بالعمل، والحرص على إتقانه، قال تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195].
المحاور: نعود إليكم أعزائي المشاهدين والمشاهدات في برنامجكم "أسس التربية"، ومع الدكتور خالد -وفَّقه الله-، وحديثنا اليوم عن العادات بين التخلية والتحلية، وتوقفنا عند التخلية، وكيف نستطيع أن نتخلى عن بعض العادات السلبية أو السيئة؟
من العادات السلبية: الفراغ وضياع الوقت
نذكر مثالًا للعادات السلبية التي قد نعاني منها: ضياع الأوقات وعدم القدرة على تنظيمها بشكلٍ إيجابيٍّ حتى نستطيع أن نستفيد منها.
الضيف: هذه قضية القضايا على أي حالٍ، والدراسات الكثيرة دلَّت على أن موضوع الفراغ وضياع الأوقات وعدم الاستفادة منها هو سببٌ لكثيرٍ من انحرافات الأحداث والشباب -ذكورًا وإناثًا-، والشاعر يقول:
إِن الشبابَ والفراغَ والجِدَهْ | مفسدةٌ للمرء أيُّ مفسده[5]"ديوان أبي العتاهية" (ص159). |
ولعلنا نأخذ الآن هذه الخطوات الاستراتيجية أستاذ أنور، ونُطبقها على هذه القضية، وأُريدك أن تكون معي حتى نتشارك في التطبيق بقضيةٍ أخرى لها علاقةٌ أيضًا بما جاء في الدراسات فيما يُسبب الانحراف، ألا وهي: الاعتياد على مُصاحبة رُفقاء السوء، ورفيقات السوء ... إلى آخره، سواءٌ وجهًا لوجهٍ، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن قضية الفراغ وأصدقاء السوء هي من أكبر القضايا، ودلَّ عددٌ من الدراسات على أنها سبب الانحراف.
ولو أخذنا الجانب الذي ذكرتَه -جزاك الله خيرًا- في موضوع ضياع الوقت، وهذه عادةٌ عند كثيرٍ من الناس؛ يجلس في وقت فراغٍ، ليس عنده أي شيءٍ يُنتجه: لا في عمل دنيا، ولا في عمل آخرة، كما جاء عن ابن مسعودٍ أنه قال: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيءٍ من عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة"[6]"صفة الصفوة" (1/ 156)، و"الآداب الشرعية والمنح المرعية" (3/ 588).، و"السَّبهلل" لما ترجع إلى معناه في قواميس اللغة تجد معناه: الشخص الفارغ، واضح أستاذ أنور؟
المحاور: واضح.
الضيف: فالخطوات أربعٌ، وأنا أرى أنه من المهم جدًّا أن نستعمل هذه الخطوات في أي عادةٍ سيئةٍ نريد أن نتخلص منها.
مثلما ذكرنا الآن سنُطبق على قضية ضياع الوقت، أو الصحبة السيئة، أو التدخين، أو متابعة الأشياء السيئة في وسائل التواصل الاجتماعي، ... إلى آخره.
المحاور: جميلٌ.
إدراك خطورة العادة السيئة
الضيف: الخطوة الأولى: إدراك خطورة هذه العادة السيئة، والقناعة بأهمية تركها.
المحاور: يعني: الاعتراف بالمشكلة.
الضيف: الاعتراف بالمشكلة؛ لأنه فعلًا إذا كان لا يشعر بها ويقول: الأمر طبيعيٌّ.
المحاور: لن يخطو إلى التغيير.
الضيف: لن يخطو إلى التغيير؛ ولذلك التغيير يحصل ابتداءً من النفس، كما قال الله تعالى: حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53]، فكل ما سنذكره ينطبق على قضية التغيير الذاتي، فهو ينبغي عليه أن يُدرك هذه الخطوة الأولى: إما ببحثٍ واطلاعٍ وقراءةٍ، أو بتأثير الآخرين؛ لأن الشخص العاقل لا يمكن أبدًا أن يستحسن أن يبقى في مكانه الطبيعي العادي دون أن يتقدم، ويظن أنه سيبقى على ذلك، وهو في واقع الأمر يتأخر؛ ولذلك لا بد أن نُدرك خطورة ضياع الوقت، وهي أن غيرك يسبقونك، وأنت تضيع عليك الفرص.
المحاور: ضياع الفرص.
الضيف: أنت ستضيع عليك، وهي ثمينةٌ، وهي فرصٌ دينيةٌ ودنيويةٌ، يعني: ليست في الجانب المالي، أو التأهيل، أو الدراسة والعلاقات والأسرة والزواج فقط، بل في كل الجوانب.
إذن أنت تحتاج إلى استثمار وقت فراغك فعلًا؛ لأنك إذا بقيت بهذه الصورة فأنت تُؤخر نفسك كثيرًا.
فحينما يُخاطب الإنسان عقله يُدرك خطورة ما هو عليه من ضياع الفرص والأوقات، وخطورة أن يبقى على هذه الصورة؛ لأنه سيتعرض لمخاطر كبيرةٍ، منها: الاكتئاب، والضيق، ... إلى آخره، وسيضيع، حتى الصلاة التي أشار إليها الدكتور عبدالله في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عند قوله تعالى: تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، وكذلك الفراغ يجعل الإنسان ينخرط في الجوانب السلبية أكثر.
المحاور: صحيحٌ.
الضيف: لذلك فإن إدراك الخطورة والقناعة بذلك هذه أول خطوةٍ في الحل.
ونفترض أن الشخص عاقلٌ، يُدرك هذه الخطورة من خلال خطبة جمعةٍ، أو أستاذٍ ناجحٍ، أو أبٍ مُربٍّ فاضلٍ، أو صديقٍ إيجابيٍّ.
الإرادة القوية
ننتقل إلى الخطوة التي تليها، ألا وهي: الإرادة القوية، فالإرادة القوية بمعنى: اعقلها وتوكل[7]أخرجه الترمذي (2517)، وحسَّنه الألباني.، وبمعنى: حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53]، وإنما العلم بالتعلم[8]أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2663)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (2328)..
هذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا، ألا وهي ما يتعلق بقضية الإرادة القوية.
المحاور: الإرادة القوية في التغيير.
الضيف: الإرادة القوية في التغيير، وإقناع نفسه بمخاطر بقائه في مشكلة ضياع الوقت، وأن يستثمر وقت فراغه، ويترك تضييع الوقت، ولا يُسوف ويقول: أنا صحيحٌ مُقتنعٌ، أو أشعر بالخطورة، لكن -إن شاء الله- أبدأ في وقتٍ آخر، أو غدًا، أو بعد أسبوعٍ، ... إلى آخره.
الإرادة القوية تُحتم على الإنسان أن يتعوَّذ بالله ويقوم: فليستعذ بالله ولينتهِ كما جاء في الأثر[9]أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134).؛ لأن الإرادة القوية تُثبت للإنسان أنه قادرٌ على التغيير، أما إذا تساهل ولم تكن إرادته قويةً سيضعف، وعندئذٍ سيستسلم، وهذا واضحٌ جدًّا عند المُدركين لخطورة ما هم عليه من ضياع الوقت مثلًا، أو التدخين، أو غيره، لكن يستمرون فيما هم عليه.
أهمية إيجاد البديل
النقطة الثالثة أخي الكريم هي: ضرورة إيجاد البديل، ففي قضية ضياع الوقت مثلًا هو بالتأكيد لا يستثمر وقته، أو يستثمر وقته في غير النافع، وفي الغالب إن لم تشغل نفسك بالطاعة شغلتك بالمعصية، وهذه قضيةٌ مفهومةٌ ومُدركةٌ.
صحيحٌ أنه قد لا يفعل أشياء سيئةً كبيرةً، لكن -في الغالب- الفارغ سيُفكر تفكيراتٍ سلبيةً، أو ينظر إلى نفسه نظراتٍ سلبيةً، أو يكون سببًا -كما قلت- في ويلاتٍ وأمراضٍ نفسيةٍ وأشياء كثيرةٍ جدًّا؛ لأنه ليس عنده نتاجٌ: لا في الدنيا، ولا في الآخرة.
هنا يأتي البديل، وهو: أن يستثمر وقته ويقوم بعملٍ مقابل الفراغ، ويُجاهد نفسه على هذا، فإذا ضعفت نفسه ينخرط مع الذين يمكن أن يُساعدوه على هذه القضية، ويُحققون له البدائل من خلال مؤسساتٍ وأنديةٍ طلابيةٍ إذا كان طالبًا مثلًا.
وعندنا في الجامعة نادي القراء كمثالٍ، فهو لو انخرط في هذا النادي سيجد نفسه أنه مُرغمٌ على القراءة؛ لأنه قد أتى بقناعة أنه مثلًا ضعيفٌ في القراءة، وعنده إرادةٌ قويةٌ، فسجل في هذا النادي، فأوجد البديل، وهو دخوله في المسابقات، وما شابه ذلك.
وكذا التدخين: فبدل أن تتحرك الأصبعان أو اليد بالسيجارة، تكون حركتها بالمسواك، وبدل أن تكون حركة الفم بهذا الدخان الضار تكون من خلال العلك الموجود الذي يحل محل هذا الأمر، كما هو موجودٌ في الصيدليات، يُخفف من قضية (النيكوتين).
الابتعاد عن الرُّفقة السيئة
وأخيرًا: الابتعاد عن الجماعة التي تُزاول هذه العادة السيئة، فلا بد إذا كانت عندك مثلًا مشكلة ضياع الوقت: ألا تبقى مع أناسٍ يُضيعون أوقاتهم، لا بد أن تبتعد عنهم.
المحاور: جميلٌ.
نُضيف فقط بعض النقاط يا دكتور، استفدتها من خلال كلامك، وهي: أن مسألة إدراك الخطورة أمرها سهلٌ، وهي: إدراك المشكلة ومعرفتها، والاعتراف بها.
وأما قضية الإرادة والقوة الذاتية للتغيير فلا شك أنها تحتاج إلى أن ينطرح الإنسان بين يدي الله ، وأن يسأل الله أن يفتح له.
الضيف: أحسنت.
المحاور: وأن يسأل الله أن يُغير من حاله السيئة، والعادة السلبية إلى عادةٍ أفضل يكون فيها صلاحٌ له في دينه ودنياه.
ومسألة البديل يا دكتور، سأنتقل إلى مسألةٍ أخرى بديلة عن ضياع الوقت: مسألة عمارة الوقت؛ لأن المسائل الفضفاضة لن تكون إيجابيةً أبدًا في التغيير، فيجب أن يُحدد مشروعًا عمليًّا واقعيًّا مُحددًا بذاته، حتى يكون هو نقطة الانطلاقة، فلا يمكن أن ننتقل مئةً وثمانين درجةً في لحظةٍ، أو في يومٍ، هل هذا صحيحٌ أم لا يا دكتور؟
الضيف: لا شك؛ ولذلك فهم قضية المُزاحمة التي ذكرت في الصلوات تُفيدنا في هذه القضية، فالمشكلة أنه فارغٌ، ولو قام وتوضأ وصلَّى ركعتين صدِّقني هذا الإنجاز الذي لم يسبق له من قبل أن فعله سيشعر بلذَّته، وسيشعر بأنه بدأ يُحقق إنجازًا، وبدأ يُحقق مُزاحمةً من خلال مثل هذا البديل.
المحاور: المسألة الأخيرة التي ذكرتها يا دكتور بعد معرفة المشكلة: العزيمة على التغيير، وذكرت مسألة البحث عن البديل، وقلنا: لا بد أن يكون هذا البديل مُحددًا، وألا يُكبِّر البديل على نفسه، كما يقال: لا تُكبر اللُّقمة فتغصّ بها.
فيُحدد له مشاريع عمليةً مُحددةً بعينها، ويبدأ في برنامجٍ عمليٍّ، فلا يمكن أن يكون وقته ضائعًا مثلًا بنسبة 70%، ويريد أن يستغل الـ 70% مباشرةً، بل يتدرج في هذا فيبدأ بـ 10%، ثم بعد عدة أيام يزيد 10% أخرى، وهكذا حتى يستطيع أن يتغلب على هذه المشكلة.
أخيرًا: أهم نقطةٍ هي البديل أو البيئة الصالحة التي تُعين على الاستفادة وتغيير العادات السلبية.
الضيف: وأهم من هذا النقطة الأخيرة المُستقلة: ألا يبقى مع الناس الذين لديهم نفس هذه المشكلة، بمعنى: أن يبتعد عن الجماعة، أو عن الرِّفاق، أو عن الناس الذين يُزاولون العادات السيئة؛ لأنه أصلًا عنده ضياع وقتٍ، وأيضًا الذين حوله من أصدقائه وأحبابه يُضيعون الوقت، أو هو عنده مشكلة التدخين، ويريد أن يترك التدخين، وأصحابه يُدخنون ليل نهار؛ لذلك لا بد من الابتعاد عن هذه البيئة، فهذه مهمةٌ جدًّا.
المحاور: يمكن أن نأخذ الابتعاد من حديث الرسول في قصة الرجل الذي قتل تسعةً وتسعين نفسًا، وأكمل المئة، فأمره بتغيير البلدة أو البيئة؛ حتى يبحث عن الصحبة التي تُعينه وتُجدده.
وكما ذكرت على سبيل المثال يا دكتور: نادي القراءة، حقيقةً هذا من المشاريع الجميلة، وهناك أمثلةٌ كثيرةٌ لها برامج تُعين على استغلال الوقت، وكونك تنخرط في جماعةٍ أو في برنامجٍ لا شك أن هذا سيكون -إن شاء الله- رافدًا قويًّا في تعديل السلوك والرُّقي بالذات، وأيضًا التغلب على الجانب السلبي.
الضيف: جميلٌ أستاذ أنور، لعلي قبل أن تنتقل إلى ما يتعلق بالعادات الإيجابية أتحدث عما وعدنا به الجمهور من أننا سنُطبق على الصُّحبة السيئة، وهذه قضية القضايا، وقلت لك: أريدك أن تُشاركني.
والآن لو أردتُ يا أستاذ أنور أن أختبرك -وأنت تُعتبر عينةً من عينات المشاهدين والمشاهدات- في النقاط التي أشرنا إليها قبل قليلٍ، فماذا ستقول؟
شخصٌ لديه ...، شابٌّ أو شابَّةٌ كل واحدٍ لديه صُحبةٌ سيئةٌ؛ إما بشكلٍ مباشرٍ باللقاء المباشر، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت هذه الصحبة السيئة عادةً، وكما قلنا: دلَّت الدراسات على أن هذا من أكبر أسباب انحراف الأحداث والشباب، ذكورًا وإناثًا.
ماذا ستقول في تطبيق هذه الخطوات حتى يفهم الجمهور أكثر فيما يتعلق بكيف نتخلص من العادات السيئة؟
المحاور: أنا سأُعبر بأريحيةٍ، لعل الله ينفع بذلك.
الضيف: وأنا سأكون مُقدِّمًا الآن، لعلك تختصر يا أستاذ أنور.
المحاور: جزاك الله خيرًا.
الضيف: لأنه بقي لنا الكلام عن العادات الحسنة.
المحاور: ابتداءً لا بد أن أسأل نفسي: هذا الصاحب ماذا يزيدني؟ وماذا ينقصني؟
أنا بالنسبة لي لا أستفيد منه سلوكًا جميلًا، ولا أستفيد منه معلومةً، ولا شيئًا إيجابيًّا في حياتي، فلا شك أن هذا يُعتبر بالنسبة لي صاحب ... حتى ولو لم يكن سيئًا، لكن بالنسبة لي هو سلبيٌّ، لا أرتقي به.
الضيف: عفوًا، نحن الآن نتكلم عن الصاحب السيئ الذي خطورته واضحةٌ، سلبيةٌ، ما في كلام، أو صاحبة سيئة، خطورتها واضحةٌ، بغض النظر عن حجم هذه الخطورة، وهل هو في كل شيءٍ، أو في بعض الأشياء؟ ولذلك النقطة الأولى كانت: أن نُدرك خطورة استمرار الصُّحبة مع هذا الإنسان.
المحاور: إذا كان هذا الصاحب سلبيًّا وسيئًا فعلًا فلا شك أنني الآن أدركت الخطورة، وسأنتقل إلى قضية الإرادة.
الضيف: والقناعة بالترك.
المحاور: والتغيير إلى الأفضل، ثم سأستعين بالله ، وأدعوه، وأبدأ في البحث عن الفرص الإيجابية، أو الأشخاص الأفضل الذين سيكون لهم أثرٌ عليَّ.
الضيف: دعنا في الخطوات يا أستاذ أنور حتى لا نُشتت الجمهور.
المحاور: إذن أدركنا المشكلة، واقتنعنا بضرورة التغيير، سنتجه بعد ذلك إلى الإرادة القوية التي تُساعد على التغيير، وهي العزيمة على الترك.
الضيف: العزيمة على الترك: أنا الليلة سأذهب إلى هؤلاء الأصدقاء، وغدًا، وبعد غدٍ، وسأتركهم بعد أسبوعٍ. هل يصلح هذا الكلام؟
المحاور: لا يصلح.
الضيف: ممتازٌ، إذن الإرادة القوية تُلزم المُباشرة في الترك.
المحاور: المُباشرة في العمل، واتِّخاذ القرار، والتنفيذ المباشر.
الضيف: المُباشرة في العمل الذي هو ترك هذه الصُّحبة السيئة، ممتازٌ، ثم رقم ثلاثة؟
المحاور: أول شيءٍ جاءتنا الإرادة التي هي الرغبة والعزيمة، وجاء بعدها الفعل بالترك، ثم بعد ذلك نبحث عن البديل المناسب الذي يشغل وقتنا هذا؛ بحيث لا نُفكر بهذه الصحبة وهذا الصديق ونرجع إليه.
الضيف: وباختصارٍ: مَن هو البديل؟
المحاور: قد يكون برنامجًا أدخل فيه، وقد يكون صديقًا أتعرف عليه.
الضيف: يعني: الصحبة الصالحة الطيبة: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ [الكهف:28]، ومثل الجليس الصالح والجليس السوء ...[10]أخرجه البخاري (5534)، ومسلم (2628)..
إذن هنا البديل واضحٌ، بدل الصُّحبة السيئة الصُّحبة الحسنة الطيبة، ثم آخر نقطةٍ.
المحاور: الابتعاد عن كل الوسائل والطرق التي قد تُعيدني إلى هذا الطريق، أو إلى هذا الصاحب، أو إلى هذا المجتمع السلبي.
الضيف: والابتعاد عن بيئة الصحبة السيئة، أحسنت، تُحب أن ننتقل؟
المحاور: لكن دائمًا نقول:
إذا لم يكُنْ عونٌ من الله للفتى | فأول ما يَجْنِي عليه اجتهادُه[11]البيت في "الفرج بعد الشدة" للتنوخي (1/ 177) للإمام علي رضي الله عنه. |
الضيف: وأنا أقول: يا أخي، تذكيرًا بكلامك الجميل في ربط القضية بالله ، نحن نعلم قول الله: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62]، وندرك هذه القضية في حوائجنا الدنيوية والأُخروية، ومن أهم الأمور ما يتعلق بترك مثل هذه العادات السيئة، واكتساب العادات الحسنة، فحينما نخضع بين يدي الله ، ونكون مُضطرين، فالله سيفتح لنا من أبواب فضله، ويُعيننا على ترك العادات السيئة، وكسب العادات الحسنة.
التحلية واكتساب العادات الحسنة
المحاور: بارك الله فيك يا دكتور، حقيقةً بقي معنا وقتٌ بسيطٌ، أرجو أن يكفينا -إن شاء الله- لتناول مسألة التحلية، وهي مسألةٌ مهمةٌ جدًّا، ولعلك يا دكتور تُشير إليها مع بعض التطبيقات عليها.
تفضل يا دكتور.
الضيف: اكتساب العادات الحسنة، ودعونا نتحدث مثلًا عن: المواظبة على الصلاة، والمحافظة عليها في وقتها مع الرجال في المساجد، والنساء في بيوتهن، لكن تُصلَّى الصلوات الخمس في وقتها.
المحاور: نعم.
الضيف: هذه عادةٌ حسنةٌ؛ لأن هناك -نسأل الله العافية والسلامة- مَن يتركون الصلاة كاملةً، أو يتركون بعضها، أو يُصلونها لكن خارج الوقت، أو يجمعون بعض الصلوات، لكن هذه كلها من العادات السيئة، وحديثنا عن عاداتٍ حسنةٍ، وهي عادة المحافظة على الصلاة في وقتها.
فأول قضيةٍ أخي الكريم: يقولون دائمًا في العادات الحسنة التي هي الانتقاء، أن أنتقي الشيء الذي أُريده، هنا انتقيت المحافظة على الصلاة في وقتها، وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا بالقناعة بترك الشيء السلبي.
وهنا القناعة بأهمية الصلاة والمحافظة عليها، وأنها: إن أول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة من عمله: صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيءٌ، قال الرب : انظروا هل لعبدي من تطوعٍ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك[12]أخرجه الترمذي (413)، وصححه الألباني.، وقال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
فهذه القضية تُوجب الميل عند الإنسان.
فأول نقطةٍ هي: أن أُحسن انتقاء العادة الحسنة التي أقتنع بأنني فعلًا أحتاجها، وأيضًا الميل للصلاة موجودٌ عند أي مسلمٍ.
النقطة الثانية: التخطيط، فلا بد من وضع خطةٍ في هذه القضية المتعلقة بهذا الجانب، فإذا كانت عندي مشكلةٌ في السهر فأُوصي مَن يُوقظني لصلاة الفجر، ... إلى آخره؛ لأنني أصلًا هذه العادة أريد أن أكتسبها، فلا بد من التخطيط لها بشكلٍ جيدٍ.
النقطة الثالثة: نفس ما قلناه هناك في الإرادة القوية: هنا لا بد أن تكون البداية قويةً: حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم[13]أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2663)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (2328).، فيقول لنفسه مُثَبِّتًا لها: ما شاء الله! أنا صليتُ صلاة الفجر في وقتها، وكنت من قبل لا أُصليها في وقتها. فهو الآن بدأ يُحافظ من الصلاة التالية، وهذا التثبيت مهمٌّ.
النقطة الرابعة: الاستمرارية، كما يقول الله : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]؛ لأنني يمكن أن أتحمس للغد وأُصلي الصلوات كلها، وبعد غدٍ، ثم يحصل عندي فتورٌ، فلا بد من الاستمرارية.
والاستمرارية تحتاج عونًا من الله كما أشرتَ -جزاك الله خيرًا- أستاذ أنور، وتحتاج كذلك قناعةً وتفعيل الإرادة الذاتية والمُجاهدة؛ لأن الإنسان مطالبٌ في هذه الحياة أن تكون عنده هذه المُجاهدة.
هذا ما يتعلق بقضية الاستمرارية.
النقطة الخامسة: الاندماج، ويُسمونه: الاجتماع، وهو أن يكون في بيئةٍ تُساعده على المحافظة على الصلاة في أوقاتها، أما إن كان في بيئةٍ لا تُساعده على ذلك، أو يُفوتون الصلوات؛ فستكون هذه البيئة بالنسبة له مُتعبةً، ولن تخدمه في قضية اكتساب العادة الحسنة.
فهذه خمس خطواتٍ وإجراءاتٍ واستراتيجياتٍ مهمةٍ:
- الانتقاء لإيجاد القناعة "الميل".
- التخطيط.
- البداية القوية.
- الاستمرارية.
- الاندماج الجماعي.
واضحٌ يا أستاذ أنور؟
المحاور: الاندماج هل المقصود به أن يدخل في بيئةٍ صالحةٍ؟
الضيف: نعم، ويُصاحب أناسًا، ويزور أصحاب العادات الحسنة ويُخالطهم، ويذهب معهم؛ لأن البيئة مُؤثرةٌ جدًّا.
المحاور: لا شك.
طلاقة الوجه والابتسامة
الضيف: أنا سأُعطي في الجانب الإيجابي نموذجًا آخر، ألا وهو: طلاقة الوجه والابتسامة، وهذه يشكو منها كثيرٌ من الناس في التعامل.
الآن لو قلنا للأستاذ أنور ونحن في نهاية اللقاء فيما يظهر: لو أردنا أن نُطبق الخمس الخطوات أو النقاط، ماذا ستقول في اكتساب عادة الابتسامة وطلاقة الوجه، وهي من العادات الحسنة؟
المحاور: الخطوة الأولى: أنني سأبدأ في التخطيط لاكتساب هذه الخصلة.
الضيف: لا، قبل التخطيط حتى يفهم الناس: الانتقاء، فنحن انتقينا السلوك؛ لماذا الانتقاء؟ لأننا عندنا عاداتٍ حسنةً كثيرةً.
المحاور: فاختيار الابتسامة هو الانتقاء.
الضيف: هو الانتقاء، ولاحظ: لأنني مُقتنعٌ أنني بحاجةٍ إليها، والناس ينتقدونني كثيرًا، ومُقتنعٌ أن الأجر فيها عظيمٌ، ومُقتنعٌ أن لها أثرًا كبيرًا، وعندي رغبةٌ في هذه القضية.
هذه القضية الأولى؛ لأن الشخص إذا لم تكن عنده رغبةٌ لا يمكن أن يكتسب العادة الحسنة.
نحن نتكلم عن الأمور التي فيها مُستحباتٌ وخياراتٌ، أما الواجبة فلا بد أن تكون عندنا رغبةٌ لعملها، مثل: المحافظة على الصلوات، فهذه ليس لها ارتباطٌ بقضية الرغبة وعدمها؛ لأنها من الواجبات.
الثاني: التخطيط.
المحاور: ومن التخطيط: أنني سأطلب ممن حولي أن يُذكروني بهذا السلوك الجميل الذي أريد أن أتحلَّى به، وأقول لهم: كلما رأيتُموني -مثلًا- عابسًا ذكِّروني أن أبتسم.
الضيف: ممتازٌ، وهذه تُذكر حتى عند أهل الاختصاص، وأيضًا أضع لنفسي خطةً: أنني كلما دخلتُ على أبي وأمي أبتسم في وجهيهما.
المحاور: بقيت معنا دقيقةٌ واحدةٌ فقط، فلو نُلخص هذه الحلقة كاملةً في دقيقةٍ.
والحديث -حقيقةً- شيقٌ، والموضوع فاق تصوري الشخصي، وطرحه بهذا الأسلوب الجميل جعل له حماسةً خاصةً، جزاك الله خيرًا، وأشكر لكم هذه المشاركة، فلو نُلخص الموضوع يا دكتور في دقيقةٍ.
الضيف: أنا سأُلخصه في الابتسامة، فالابتسامة عادةٌ حسنةٌ ننتقيها، ونُخطط لها، ولو بأجزاء معينةٍ.
المحاور: جميلٌ.
الضيف: فتكون عندنا بدايةٌ قويةٌ، ولا نُؤخر ذلك، ونجتهد، ونسأل الله ، ونُجاهد أنفسنا، ونجعلها أساسًا عندنا، ثم نُخالط الناس المُبتسمين، وبهذه الصورة سنكتسب عاداتٍ حسنةً، وسنطرد العادات السيئة التي كنا فيها، وما ذكرناه من الخطوات المُؤكدة لأهمية الابتعاد عنها، ثم الإرادة القوية، ثم ما يتعلق بقضية البديل، ثم ترك الجماعة والرُّفقة.
المحاور: شكرًا جزيلًا دكتور خالد، ونفع الله بعلمكم، وأنا إن كان لي حقٌّ أُقدم اقتراحًا بين يدي سعادتكم، وأيضًا هو رأي المخرج: أن هذا الموضوع قد يحتاج إلى حلقةٍ أخرى؛ لتمكين التخلية والتحلية.
عزيزي المشاهد، شكرًا لك على المتابعة، والسؤال لكم: هل أنت تحتاج إلى هذا الموضوع أم لا؟
الإجابة لديكم، شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الضيف: جزاكم الله خيرًا، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
↑1 | أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2663)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (2328). |
---|---|
↑2 | عبارته كما في "الفوائد" (ص175): "ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار، وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل، وتداركه أسهل من قطع العوائد". |
↑3 | أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (897)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (1880). |
↑4 | "صفة الصفوة" (1/ 422). |
↑5 | "ديوان أبي العتاهية" (ص159). |
↑6 | "صفة الصفوة" (1/ 156)، و"الآداب الشرعية والمنح المرعية" (3/ 588). |
↑7 | أخرجه الترمذي (2517)، وحسَّنه الألباني. |
↑8 | أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2663)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (2328). |
↑9 | أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134). |
↑10 | أخرجه البخاري (5534)، ومسلم (2628). |
↑11 | البيت في "الفرج بعد الشدة" للتنوخي (1/ 177) للإمام علي رضي الله عنه. |
↑12 | أخرجه الترمذي (413)، وصححه الألباني. |
↑13 | أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2663)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (2328). |