قال الله : يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ [الانشقاق:6].
نحن نكدح ونسعى في هذه الحياة، فلا حاجةَ لأن نزيد هذه الحياة همًّا على ما نحن عليه بالاسترسال مع الأكدار؛ فنحاول أن نبسِّط الحياة وأن نسعد بها من خلال طرد الهموم والغموم؛ لأنها كلما طالت في هذه الدنيا وقتًا وزمنًا؛ كان هذا على حساب أوقات السعادة.
والناس متفاوتون: فأكثرهم سعادةً هو مَن يشعر باللَّذة والمتعة في أكثر أوقاته، وهناك أناس يشعرون في كثيرٍ من أوقاتهم بأقلّ من ذلك، وهكذا؛ لأن القضية عندهم إمَّا أن تكون سعادة، أو يكون عكسها من الهموم والغموم! فلماذا أزيد كدر هذه الحياة وغموم هذه الحياة بالاسترسال مع هذه الأكدار؟!
فهذا خطاب من الإنسان لنفسه: يقف وقفة تأمُّلٍ مع هذه النفس، يقنعها بأن لا داعي لذلك: لماذا أزيد وأُسْرِف في الوقوف والتفكير والاسترسال في هذه الهموم؟!
المشكلة إذنْ في الاسترسال، لكن لو تعوّذنا بالله وانتهينا كما جاء في الحديث: فليستعذ بالله ولينتهِ[1]أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134).، يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ويقطع طريق التفكير والاسترسال فيه.
ثم ماذا يفعل أيضًا؟ ينشغل بحياته، فإذا فعل ذلك؛ استطاع أن يسعد![2]تطبيقات تربوية - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 10 (بتصرف).).
↑1 | أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 10 (بتصرف). |