السؤال
زوجي مريض بحالة نفسية، وهو يتعالج بالدواء، ماذا أفعل؟
الجواب
إذا كانت القضية مرتبطةً بالجانب الدوائي فهذا ليس مجال محدثكم، فنحن أخصائيون نفسيون كما يُقال، ولسنا أطباء نفسيين، فالتعامل مع الدواء عند الأطباء النفسيين.
لكن المهم جدًّا أنه إذا كان هذا الدواء المأخوذ قد أُخِذَ من مختصٍّ قديرٍ وبتشخيصٍ إيجابي من هذا المختص فالمفترض أن يستمر؛ لأن الدواء في الغالب لا يُمنح إلا في الأمراض المستعصية، أو التي يلزم فيها الدواء، وهذا هو مجال إخواننا في الطب النفسي.
وعلى الأخت الكريمة أن تحتسب الأجر في مرض زوجها في هذا الجانب، وتكون خير مُعينٍ لزوجها في هذا الباب، خاصةً في الانضباط في الدواء، وأيضًا محاولة ما يُسمّى بـ"الدعم النفسي والاجتماعي" على حسب ما يرتبط بنوعية المشكلة ما هي بالضبط؟
فالمريض يحتاج للمساندة والمعاونة؛ لأن جزءًا مما يرد عند البعض هو الشعور بأنه مريض نفسي، وأن عنده مرضًا مُستعصيًا، فهذا قد يجعله بعيدًا عن الناس، أو يشعر بأن الناس ينتقصون من قدره.
فينبغي أن يُتعامل معه كأنه شخص إيجابي في الحياة، ولا نتعامل معه كأنه شيء آخر، هو يشعر بأنه مريض، فلا نزيد هذا الشعور الذي قد يزيد من إحباطه ويدفعه إلى عدم الإنتاج في هذه الحياة.
المهم -كما قلت- هو: إذا كان الدواء قد صُرف بطريقةٍ إيجابية، هذه طريقة مهمة جدًّا، ولا بد من الاستمرار عليها على حسب وصف الطبيب.
القضية الأخرى: العناية بالعلاج المعرفي والعلاج السلوكي، فمن المهم مع الطب النفسي وجود العناية، أقصد مع جانب العلاج الدوائي ينبغي العناية بالعلاج المعرفي والعلاج السلوكي، وهذه قضية مهمة جدًّا.
الأسلوب المعرفي أو العلاج المعرفي مهم جدًّا.
كيف أُعدل سلوكي باستخدام العلاج المعرفي؟
من خلال طرد الأفكار اللاعقلانية، وأن تحل محلّها الأفكار العقلانية، هذه قضية مهمة جدًّا.
وقد تستغربون من هذه البساطة، لكن غالبًا سلوك الإنسان أيًّا كان اتجاهه مرتبط بالجانب الفكري، أو الجانب الوجداني، أو الجانب المهاري، فلو كان اتجاهه سلبيًّا فهو غالبًا نابع من فكرةٍ، كما قال ابن القيم رحمه الله[1]انظر: "الفوائد" لابن القيم (ص31): "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، … Continue reading، فهي قضية مرتبطة بخاطرة استرسل معها حتى صارت فكرةً، ثم استرسل معها حتى صارت إرادةً، ثم بعد ذلك صارت عملًا، ثم أصبحت عادةً.
وهذا ينطبق على الجانب الإيجابي، والجانب الإيجابي -الحمد لله- مقبول، لكن أيضًا قد ينطبق على الجانب السلبي، وهذا مصدره الفكرة السلبية أو الخاطرة السلبية التي ينبغي أن تُدفع. فينبغي معالجة هذه القضية.
وأيضًا في قناة (اليوتيوب) عنوان مهم جدًّا يمكن أن ترجعوا إليه، وهو: "تعديل السلوك باستخدام الأسلوب المعرفي"، كيف نستطيع أن نستخدم الأسلوب المعرفي حتى نحاول أن نُخفف عن أنفسنا هذه الأمراض، حتى لو كان هناك احتياجٌ للجانب الدوائي.
وبعض الأطباء النفسيين يُجيدون الربط بين الجانب الدوائي -جانب العلاج بالدواء- والعلاج بالجانب المعرفي السلوكي[2]8- لقاء مفتوح للرد على الاستشارات..
↑1 | انظر: "الفوائد" لابن القيم (ص31): "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمةً وهِمَّةً، فإن لم تُدافعها صارت فعلًا، فإن لم تتداركه بضده صار عادةً، فيصعب عليك الانتقال عنها". |
---|---|
↑2 | 8- لقاء مفتوح للرد على الاستشارات. |