حينما تخالط بشاشةُ الإيمانِ القلوبَ تتغير الشخصية؛ حيث تستجد أولوياتٌ واهتماماتٌ أهم مما كان عليه الإنسان في جاهليته أو في ضلالته، كان في دائرة الدنيا، ثم أصبح الآن في دائرةٍ أعظم وهي دائرة الآخرة، كان في نظامٍ دنيويٍّ قائمٍ على متع الحياة أيًّا كانت حلالًا أو حرامًا، فأصبح في نظامٍ أُخرويٍّ يبتغي وجه الله: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا [القصص:77].
وهذا هو الفرق بين الأنظمة البشرية المادية وبين النظام الإسلامي التربوي؛ فالدنيا فيه مزرعة الآخرة، والأساس هو العمل للآخرة، أما الأنظمة البشرية فالعمل فيها لأجل الدنيا.
ونحن في أمس الحاجة إلى أن نسلك هذه المسالك التربوية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه في مجالات حياتهم، وتوجيه التفكير ليصبح مرتبطًا بما يحبه الله، لا بما تحبه النفس: من كانت الآخرة همَّه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله -حتى ولو كان غنيًّا- ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له[1]أخرجه الترمذي (2465) وصححه الألباني..[2]3- مفهوم التربية الإسلامية 2 (بتصرف)..
↑1 | أخرجه الترمذي (2465) وصححه الألباني. |
---|---|
↑2 | 3- مفهوم التربية الإسلامية 2 (بتصرف). |