أهمية المزاح والملاطفة في التربية

لا بد للمربي من مُمازحة المتربي وشيءٍ من الدُّعابة، ورسولنا  قال لرجلٍ مُداعبًا: يا ذا الأُذُنين^[1]أخرجه أبو داود برقم (5002)، والترمذي برقم (1992)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" برقم (7909).، وهو حقًّا له أذنان.

وقال لامرأةٍ: إِن الجنة لا يدخلها عجوزٌ، ثم قال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوزٌ، إِن الله سبحانه وتعالى يقول: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ۝فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا [الواقعة:35-36]^[2]أخرجه البغوي في "شرح السنة" برقم (13/ 183)، والبيهقي في "البعث والنشور" (ص217)، والترمذي في "الشمائل المحمدية" (ص57)، … Continue reading، فالناس يدخلون الجنة وأعمارهم ثلاثٌ وثلاثون.

ومازح النبي  صبيًّا فقال له: يا أبا عُميرٍ، ما فعل النُّغَيْرُ؟^[3]أخرجه البخاري برقم (6203)، ومسلم برقم (2150)..

وهكذا نُلاحظ أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يمزح مع الجميع، العجوز والطفل والشاب، وغيرهم.

وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يَتَبَادَحُونَ بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال^[4]أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (266)، وصححه الألباني في "الصحيحة" برقم (435).، أي: كان يرمي بعضهم بعضًا بقشور البطيخ، على سبيل المزاح.

لكن ثمة ضابطٌ مهمٌّ في قضية المزاح، وهو: أن يكون المزاح حقًّا، فالنبي  كان يمزح، ولكنه لا يقول إلا حقًّا، عليه الصلاة والسلام^[5]20- المربي الفعَّال.. المجالات (بتصرف)..