من مظاهر قوة الإرادة: المبادرة بفعل الخيرات قبل حصول الموانع، فالله أعطاني وأعطاك الصحة، فلماذا نُسوِّف في فرص أعمال الخير والبرِّ؟ فإذا أعطاك الله فرصة أن تكون في آخر الليل مستيقظًا، وأنت قد لا تكون من النوع الذي يُصلي بالليل، ولكن هذه الليلة كنت مستيقظًا؛ فقُمْ وصَلِّ: فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً [الإسراء:79] فرصةٌ ثمينةٌ جدًّا.
فصاحب قوة الإرادة يعزِم على نفسه، ويأخذ بناصيتها؛ حتى يستثمر فرص الخير، قبل أن يأتي المانع، والمانع قد يكون مانع ضعف النفس والهوى، وقد يكون مانع الصحة وما شابه ذلك مما هو خارجٌ عن إرادته؛ فيستثمر فرص الخير، ولا يُضيِّع، فلا يقول -مثلًا- إذا جاء عاشوراء: إن شاء الله أصومه السنة القادمة. فلِمَ لم تصم الآن؟! ولكن صاحب قوة الإرادة يقول: أنا أخشى ألا أُدرك عاشوراء في المستقبل؛ فيصوم.
وهكذا في سائر الأمور، كتربية الأبناء، والقراءة، والاستفادة، وطلب العلم الشرعي، وكل ما جاءت فُرَصُه، فلماذا لا تُحافظ -مثلًا- على حضور درس الشيخ بعد الصلاة، أو بالسماع عن طريق (الإنترنت)، وما شابه ذلك، وتقول: فيما بعد؟! بل استثمرها الآن، ما دام -والحمد لله- سمعُك طيبًا، وصحتُك طيبةً، وفي الصدقة كذلك، بادر بها؛ لأنك قد لا تستطيع بعد ذلك أن تتصدق؛ لسببٍ أو لآخر، فالنفس تضعف، ويقلّ المال، وتقع خسارةٌ، ... إلى آخره، وهكذا في أمورٍ عديدةٍ [1]تطبيقات تربوية - التربية على قوة الإرادة 2 (بتصرف)..
↑1 | تطبيقات تربوية - التربية على قوة الإرادة 2 (بتصرف). |
---|