من أشد ما يُعاني منه الشباب -ذكورًا وإناثًا- ما يُسمَّى: بقلق الامتحانات والدرجات، والأمر له ارتباط بالإيمان والتديُّن من جهة ربط التعليم بالغاية الأساسية: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، ولكن الملاحظ أن طرائق تربية الأسرة لأبنائها منذ الصغر تركّز على قضية الدرجات والشهادة، وكذلك بالنسبة للمعلمين، حتى أصبحت القضية الأساسية عند الطالب الشابِّ -ذكرٍ أو أنثى- أن يجتاز الاختبار، ويحصل على الشهادة، ومَن لم تكن لديه قِيَمٌ تربطه فإنه يدخل في مضمار الغش والاحتيال.
وقد يكون كُره الشباب أو الأجيال للتعليم بسبب ربطنا له بقضية الامتحانات والدرجات، وما يُسمَّى: بالتقييم، وأساليب التقييم، فينبغي أن نُدرك هذه القضية، فهي مهمةٌ جدًّا؛ فليس صحيحًا أبدًا أن تُنهي كل ما يتعلق بالطالب والطالبة في ليلةٍ واحدةٍ؛ لأن القضية ليست مُرتبطةً بالأسئلة فقط، ولكن الأمر مُرتبطٌ بما هو أكثر من ذلك، وهو بناء الشخصية، فهل حِصصنا الدراسية ومُحاضراتنا الجامعية تبني فعلًا أجيالًا؟ وهل هم يتلقون أشياء تشعر من خلالها أنهم يرتقون في بيئتهم التعليمية، أم أنهم ينتظرون فقط لحظة الاختبار النهائي، وعندئذٍ يبدأ منسوب القلق يزداد لديهم؟!
ولذلك فإن ما يُسمَّى: بالاتجاهات الإيجابية نحو التعليم والدراسة مهم جدًّا لهذه الأجيال، فينبغي أن نخفض مستوى القلق تجاه الامتحانات والدرجات، ونرفع مستوى الترغيب في التعليم؛ حتى يكون محبوبًا[1]تطبيقات تربوية - مراعاة حاجات الشباب2 (بتصرف)..
↑1 | تطبيقات تربوية - مراعاة حاجات الشباب2 (بتصرف). |
---|