إذا لم يتحقق الإنجاز بوسيلةٍ معينةٍ يمكن أن يتحقق بوسيلةٍ أخرى، فلا يلزم أن يكون الإنجاز -مثلًا- في الدراسة، قد يكون في التجارة، أو في الجانب التقني والمهني، أو في العلاقات الاجتماعية، فتحقيق الإنجاز لا يُشترط أن يكون في جانب معين.
وهذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا؛ فمجتمعنا لا تزال ثقافته تتمثل في: أن الإنجاز والنجاح مُتعلقٌ بالدنيا، ومُرتبطٌ بالجانب الدراسي، وأيضًا في مستواه الخاص الذي هو الجانب الأكاديمي والبحث، حتى إنه ينظر للدراسات التقنية والمهنية على أنها وضيعةٌ لا قيمةَ لها، وهذا خطأٌ كبيرٌ في النظر!
وأذكر أنني كنتُ أُطبق برنامجًا في مدرسةٍ ثانويةٍ في الرياض، وقالوا لي: إن الصف الثاني الثانوي مُشاكسون وأصحاب مشاكل، وأرادوا أن نُطبق عليهم البرنامج المُتعلق بأنماط الشخصية، فطبَّقته عليهم، وهو عبارةٌ عن مقياسٍ لنظرية (هولاند) العالمية في أنماط الشخصية، وأدركتُ السبب تمامًا في فشل هؤلاء، وهو: أن أكثر الموجودين لا يصلح أن يكون في مقاعد الدراسة التعليمية الموجودة في الثانوية العامَّة، وإنما يُناسب أن يكونوا في الجانب التقني والثانوية التقنية أو المهنية، فهذا مجالهم! [1]تطبيقات تربوية - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 6 (بتصرف).
↑1 | تطبيقات تربوية - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 6 (بتصرف |
---|