أذكر أحد الفُضلاء -وهو دكتورٌ في جامعةٍ من الجامعات- كان يتحدث عن أسرةٍ يعرفها فيقول: هذه الأسرة -والعياذ بالله- وقع ابنها في الفاحشة مع الشَّغَّالة، فيذهب الأب إلى عمله في الصباح، والأم غير موجودةٍ، وهذا الشاب عاطلٌ بعد الثانوية، أو بعد الجامعة، وهي ضعيفةٌ، وهو ضعيفٌ، فوقعا في الفاحشة، والعياذ بالله.
يقول: جاءني الأب مُتحسرًا وأخبرني أن الولد حصل له كذا! مَن السبب؟
هذا تحدٍّ من التحديات: كيف تستطيع أن تأتي بشغَّالةٍ وتضبط الأمور من حيث عفّة الشَّغالة وحفظ كرامتها، وكذلك لا تُؤثر على وضع أبنائك، أو وضعك أنت، وما شابه ذلك؟
سبحان الله! كلما خالفنا الشريعة كلما كانت هناك مزالق خطيرةٌ في هذه القضايا، وهذا يُظهر أهمية وجود المَحْرم، وأهمية الحجاب، وخطر الاختلاط بالرجال، وأهمية ألا تكون خلوةٌ في البيت، وكلما تساهلنا في هذه القضية بدأ الشيطان يلعب.
فيقول: بعد فترةٍ رأيتُ الأب... وانظروا إلى العقلية التربوية الضخمة التي تجعل الواحد منا يضحك ويبكي في آنٍ واحدٍ!
يقول: فرأيتُ الأب، فقلتُ: بَشِّر عن ولدك، ستر الله عليه؟ فقال: أُبشرك، الحمد لله رب العالمين، بفضل الله أوجدنا له عملًا. قال: الله يُبشرك بالخير، الحمد لله. قال: أوجدنا له عملًا في المستشفى! صاحبنا هذا دكتورٌ!
قال: الله يرحم أباك ويهديك ويُصلحك، ولدك ما أمسك نفسه عن امرأةٍ واحدةٍ في البيت، وستُعرِّضه الآن لمجموعةٍ من النساء في المستشفيات!
أي عقلٍ هذا؟! وأي إدراكٍ؟! أرأيتم الغفلة؟!
طبعًا هو ليس مُتعمدًا، لكن هكذا يكون الحال حينما لا نُدرك حقيقة التربية وحاجتنا إلى الوعي في هذا الجانب في ظل التحديات المعاصرة، فهي غفلةٌ شديدةٌ جدًّا[1]تطبيقات تربوية - أهمية التربية..
↑1 | تطبيقات تربوية - أهمية التربية. |
---|